الجمعة، 07 نوفمبر 2025

01:46 ص

نمو يتجاوز 8% سنويًا، قطاع المعارض والمؤتمرات يعزز مسيرة التحول الاقتصادي في السعودية

الخميس، 06 نوفمبر 2025 11:00 م

قطاع المعارض والمؤتمرات

قطاع المعارض والمؤتمرات

يشكل قطاع المعارض والمؤتمرات في المملكة العربية السعودية أحد أبرز المحركات الداعمة للاقتصاد الوطني، إذ يمثل منصة استراتيجية لتعزيز التواصل التجاري، وتبادل المعرفة، وإبرام الصفقات، فضلاً عن كونه رافدًا مهمًا لقطاعات السياحة والضيافة والترفيه.

مقر المعارض والمؤتمرات

ومع التطور المتسارع الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات، يبرز هذا القطاع اليوم كعنصر رئيسي في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال تنويع مصادر الدخل وتوسيع قاعدة النشاط الاقتصادي.

نمو متسارع في الطاقة الاستيعابية والبنية التحتية

وفقًا لتقرير الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات لعام 2024، شهد القطاع نموًا لافتًا في عدد المراكز والمرافق المستضيفة لفعاليات الأعمال، حيث ارتفع عددها إلى 923 منشأة بنسبة نمو بلغت 17% مقارنة بعام 2023. 

ويعكس هذا التطور حجم الاستثمارات الضخمة التي وجهتها الدولة والقطاع الخاص نحو تطوير البنية التحتية الداعمة لصناعة الاجتماعات والمعارض.

كما أظهرت البيانات ارتفاع إجمالي مساحات العرض إلى 300,516 متر مربع في عام 2024 مقارنة بـ227,063 متر مربع في 2023، أي بنسبة نمو تتجاوز 32%. 

أما عدد مقاعد المؤتمرات فبلغ 27,975 مقعدًا، وهو ما يعكس اتساع القدرة الاستيعابية لاستضافة فعاليات إقليمية ودولية كبرى.

هذا النمو المتدرج في الطاقة الاستيعابية، الذي بدأ من 71,619 متر مربع في عام 2018 ووصل إلى أكثر من 300 ألف متر مربع في 2024، يعكس التحول الهيكلي الذي تشهده الصناعة في المملكة، وتحولها من سوق ناشئ إلى مركز إقليمي قادر على المنافسة في مجال المعارض والمؤتمرات.

مقر المعارض والمؤتمرات

تنوع جغرافي يرسخ التنمية المتوازنة

لم يقتصر التطور على المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، بل شمل معظم مناطق المملكة، ما يعزز من مفهوم التنمية الإقليمية المتوازنة.

فمنطقة الرياض تتصدر بعدد 252 منشأة، تليها مكة المكرمة بـ268 منشأة، ثم المنطقة الشرقية بـ193 منشأة، كما تشهد مناطق مثل عسير، تبوك، حائل، وجازان توسعًا تدريجيًا في المرافق المتخصصة، ما يسهم في جذب الفعاليات المحلية والإقليمية وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية فيها.

هذا التوزيع المتنوع يسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي بين المناطق، ويعزز من قدرة المملكة على استضافة فعاليات متعددة في الوقت ذاته، بما يتماشى مع خططها للتحول إلى وجهة إقليمية رائدة في سياحة الأعمال.

اقرأ أيضًا:

«قطار الحلم» على قضبان الاستثمار، السعودية تسابق الزمن نحو اقتصاد رقمي شامل

مراكز عالمية بمعايير تنافسية

تحتضن العاصمة الرياض عددًا من المراكز الحديثة التي باتت تشكل أيقونات معمارية ومراكز جذب للأعمال الدولية، من أبرزها مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات – ملهم، الذي يمتد على مساحة 78 ألف متر مربع ويضم أكثر من 16 قاعة اجتماعات وورشة عمل، إضافة إلى مهبط للطائرات وأكثر من 20 ألف موقف للسيارات.

كما يعد مركز واجهة الرياض للمعارض نموذجًا متقدمًا للمراكز الحديثة، بموقعه الاستراتيجي قرب المطار ومساحة عرض تبلغ 70 ألف متر مربع، ومواقف للسيارات تستوعب 3000 موقف.

أما مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، فيعد تحفة معمارية تستضيف مؤتمرات دولية كبرى، ويجاوره فندق الريتز كارلتون، ما يمنحه ميزة لوجستية إضافية، كما يحتوي المركز على قاعة مؤتمرات تستوعب 1100 شخص، وقاعات للعرض على مساحة 9600 متر مربع، و10 غرف للاجتماعات وكبار الشخصيات، ويستوعب المركز 700 موقف للسيارات.

مقر المعارض والمؤتمرات

انعكاسات اقتصادية متعددة الأبعاد

يسهم نمو قطاع المعارض والمؤتمرات في تحفيز عشرات الأنشطة الاقتصادية المرتبطة به بشكل مباشر وغير مباشر، فخلال انعقاد الفعاليات، تزدهر قطاعات الفندقة والسياحة والنقل والمطاعم والخدمات التقنية والإعلامية، ما

يخلق فرص عمل جديدة ويعزز من الطلب المحلي.
وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن كل ريال ينفق في تنظيم المعارض يولد ما بين 5 إلى 7 ريالات كعائد اقتصادي غير مباشر من خلال الأنشطة المساندة.

كما يمثل القطاع منصة فعالة لجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال المعارض التخصصية، التي تتيح للشركات العالمية استكشاف فرص السوق السعودية والدخول في شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص المحلي.

اقرأ أيضًا:

السعودية تسجل إيرادات تتجاوز 835 مليار ريال في أول 9 أشهر من 2025

تمكين المستثمرين وتعزيز الشفافية

ضمن جهودها لتنظيم وتطوير القطاع، دعت الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات جميع المستثمرين والمنشآت إلى التسجيل عبر بوابتها الإلكترونية (www.scega.gov.sa)، للاستفادة من خدمات متكاملة تشمل الترخيص، وتسويق المرافق، وتأجيرها، وتقييم الفرص الاستثمارية المستقبلية.

هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في إدارة القطاع، حيث توفر قاعدة بيانات مركزية تتيح للهيئة رصد مؤشرات الأداء وتعزيز الشفافية، كما تمكن المستثمرين من الوصول بسهولة إلى الفرص الواعدة في بناء مراكز جديدة تواكب الطلب المتزايد على فعاليات الأعمال.

الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات

نحو صناعة معارض مستدامة

يبدو واضحًا أن المملكة لا تركز فقط على الكم، بل أيضًا على الجودة والاستدامة، إذ تعمل الهيئة على تطوير المعايير التشغيلية والبيئية لمراكز المعارض والمؤتمرات، وتشجيع تطبيق الحلول التقنية في إدارة الفعاليات، بما في ذلك التحول الرقمي في حجز المرافق وتنظيم الفعاليات، وتقليل البصمة الكربونية عبر تحسين كفاءة الطاقة وإدارة النفايات.

إن النمو المتسارع لقطاع المعارض والمؤتمرات في المملكة يعكس عمق التحولات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ويؤكد أن السعودية تتجه بخطى واثقة نحو بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتفاعل الدولي. 

فمع توسع البنية التحتية، وزيادة عدد المراكز، وتعاظم الاستثمارات، تتهيأ المملكة لتكون عاصمة إقليمية لصناعة الاجتماعات والمعارض، بما يرسخ مكانتها الاقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search