السبت، 08 نوفمبر 2025

01:51 م

الدكتورة شيماء وجيه تكتب: علم الروم.. بوابة جديدة لجذب الاستثمارات السياحية وتحفيز النمو

الخميس، 06 نوفمبر 2025 04:38 م

الدكتورة شيماء وجيه الخبيرة الاقتصادية والمصرفية

الدكتورة شيماء وجيه الخبيرة الاقتصادية والمصرفية

بقلم الدكتورة شيماء وجيه

تعد صفقة شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري لتطوير مشروع متكامل في منطقة علم الروم بالساحل الشمالي باستثمارات تقدر بنحو 30 مليار دولار أحد أهم الصفقات الاستثمارية الجديدة، وتعتبر من أهم الإشارات الاقتصادية للعالم الخارجي التي تؤكد على عودة الاستثمارات الخليجية إلى مصر بثقة متجددة في قدرتها على تحقيق عوائد مرتفعة ومستدامة، فالصفقة لا تمثل مجرد مشروع عمراني ضخم بل تحولا استراتيجيا في خريطة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر يعيد توجيه بوصلة رؤوس الأموال نحو القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.


من منظور اقتصادي كلي، تعزز الصفقة مسار التحول من الاستثمار الريعي إلى الاستثمار المنتج، حيث إن المشروع يمتد على مساحة 4900 فدان لتشييد مدينة سياحية متكاملة البنية والخدمات، تجمع بين السكن الفندقي والمنتجعات الراقية والمراكز التجارية، بما يدعم الاقتصاد التكاملي الذي يربط بين قطاع العقارات، والسياحة، والخدمات، والبنية التحتية، في إطار نموذج تنموي قائم على خلق القيمة وليس المضاربة العقارية، كما أن ضخ 3.5 مليار دولار كمرحلة أولى يشكل دفعة نقدية مباشرة تسهم في تنشيط الاقتصاد الحقيقي عبر تحريك قطاعات مواد البناء، والمقاولات، والنقل، والخدمات اللوجستية، إلى جانب تحفيز سوق العمل ورفع معدلات التشغيل.

 وتشير الشراكة إلى نموذج ناجح بين الدولة والمستثمر الأجنبي، إذ أن تخصيص 15% من أرباح المشروع لصالح هيئة المجتمعات العمرانية يمثل تطبيقا فعليا لمبدأ تقاسم المخاطر والعوائد، ويعكس تطور الفكر الاقتصادي المصري نحو سياسات استثمارية مرنة وجاذبة تراعي التوازن بين المصلحة العامة وتحفيز رأس المال الخاص، أما على المستوى المالي والنقدي، يتوقع أن تساهم الصفقة في تعزيز احتياطي النقد الأجنبي وتحسين ميزان المدفوعات عبر التدفقات الاستثمارية المباشرة، كما ستدعم هذه الصفقة النشاط السياحي وتزيد من القدرة التنافسية للمنتجات العقارية المصرية في الأسواق الإقليمية، كما أن هذا المشروع سيسهم في رفع القيمة السوقية للأصول العقارية بالساحل الشمالي، ويخلق حلقة تنمية ممتدة ترتبط بمشروعات قومية مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة، ما يعزز التكامل الجغرافي والتنمية الإقليمية المستدامة.


استراتيجيا، تأتي هذه الصفقة في توقيت محوري يتطلب ضخ استثمارات طويلة الأجل تضمن الاستقرار المالي وتنوع مصادر النمو، فمشاركة أحد أكبر الكيانات الاستثمارية في المنطقة مثل الديار القطرية تمثل تصويت ثقة في متانة الاقتصاد المصري وقدرته على الحفاظ على جاذبيته في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.


كما أنها تؤكد نجاح السياسات الاقتصادية المصرية في تحسين بيئة الأعمال، من خلال حوافز استثمارية واضحة، وضمانات تشريعية، وتطوير البنية التحتية، وهو ما جعل من الساحل الشمالي محورا واعدا للاستثمارات العقارية والسياحية الإقليمية.


إن “علم الروم” لم يعد مجرد مشروع استثماري، بل منصة اقتصادية متكاملة لإعادة رسم خريطة التنمية في الساحل الشمالي وتجسيد عملي لرؤية مصر 2030 التي تستهدف بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يقوم على الشراكات الاستراتيجية والاستثمار طويل الأجل ويمكن القول بأنها نقطة تحول في مسار التنمية الإقليمية، ورسالة ثقة جديدة تؤكد أن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو مستقبل اقتصادي أكثر استقرارا وجاذبية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search