الغاز بين موسكو وأنقرة، تفاوض على الشريان الأخير لروسيا والصفقة الأهم لتركيا
الخميس، 06 نوفمبر 2025 08:59 م
روسيا وتركيا
ميرنا البكري
تقترب روسيا وتركيا من مفترق حاسم على مستوى تبادل الطاقة، إذ تدور مفاوضات مكثفة حول تجديد عقود توريد الغاز الروسي إلى أنقرة، والتي تبلغ كمياتها نحو 21.75 مليار متر مكعب سنويًا وتنتهي في 31 ديسمبر المقبل، خاصة أن هذه العقود تمثل شريانًا حيويًا للطاقة التركية، وأحد آخر مصادر الدخل الثابتة لموسكو بعد خسارة معظم أسواق أوروبا بسبب العقوبات الغربية والحرب في أوكرانيا.

ضغوط واشنطن تخيم على المفاوضات
ما يزيد من تصاعد التوتر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضغط حاليًا على أنقرة لتقلل اعتمادها على الغاز الروسي، خاصةً بعد العقوبات التي فرضتها أمريكا على أكبر شركتين روسيتين منتجتين للنفط الشهر الماضي.
ونتيجة ذلك، قللت المصافي التركية وارداتها من الخام الروسي بالفعل، ما يجعل روسيا تواجه ضغوط اقتصادية كبيرة، أما تركيا لا تريد خسارة الغاز الرخيص نسبيًا من روسيا، وفي نفس الوقت لا تسعى للدخول في مواجهة مع أمريكا.
أنقرة تنوّع مصادر الطاقة وتراهن على اكتشافات البحر الأسود
في المقابل، تعمل تركيا على توسيع شبكة مورديها من الغاز الطبيعي عبر توقيع عقود جديدة لاستيراد الغاز المسال من الولايات المتحدة ودول أخرى، بالتوازي مع زيادة إنتاجها المحلي من الغاز في البحر الأسود، المتوقع أن يرتفع خلال الأعوام المقبلة بشكل كبير.
ومع تنامي هذه القدرات، تدخل تركيا المفاوضات الحالية من موقع تفاوضي أقوى، ما يمنحها فرصة للمطالبة بتخفيض الأسعار أو بشروط توريد أكثر مرونة.
غازبروم تحت ضغط مالي ضخم
بعد أن أغلقت أوروبا الأبواب في وجه الغاز الروسي، أصبحت تركيا ثانِ أكبر مشتري للغاز الروسي عبر الأنابيب بعد الصين، حيث صدرت روسيا 21.6 مليار متر مكعب لتركيا العام الماضي، وهذا رقم ضخم للغاية ساعد "غازبروم" على تعويض خسارة السوق الأوروبية، لكن استمرار العقوبات الأمريكية وتوجه تركيا لبدائل أخرى، قد يهدد هذه الأرباح.
مفاوضات معقدة، لكن المصالح أقوى من الخلافات
تحتاج روسيا مشترين مستقرين لغازها لكي تمول ميزانيتها المتأثرة بالحرب، وتركيا تحتاج لتأمين طاقتها بأسعار منخفضة في ظل تضخم محلي وضغوط اقتصادية، ولذلك أغلب التقديرات تعكس أن الاتفاق سيتم تجديده بالفعل لكن بشروط جديدة بها خصومات أو مرونة أكثر لأنقرة، أي ليست خسارة لروسيا، لكن تنازل محسوب.
أبرز التوقعات المستقبلية
يُتوقع استمرار الإمدادات عند نفس المستوى حوالي 22 مليار م³ لضمان استقرار السوق التركي، ومن الممكن أن تبدأ تركيا تخفيف اعتمادها التدريجي على الغاز الروسي لصالح الغاز المسال الأمريكي والمحلي، وقد تسعى روسيا لتعميق التعاون مع تركيا في مجالات أخرى كالطاقة النووية أو اللوجستيات لتعويض أي تراجع في صادرات الغاز.
لعبة مصالح في ملف الطاقة
تُعد المفاوضات الجارية بين روسيا وتركيا أشبه بلعبة جيوسياسية معقدة، يتحول بها الغاز لأداة ضغط وتأثير، فتقف تركيا اليوم في منتصف المعادلة بين واشنطن وموسكو، وتحاول الخروج منها بأقصى مكاسب اقتصادية وأقل خسائر سياسية، أما روسيا فتقاتل لكي تحافظ على أي سوق خارجي متبقي لها بعد العزلة الأوروبية.
اقرأ أيضًا:
تركيا بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو، هل تتخلى أنقرة عن النفط الروسي؟
"روسيا": عائدات مبيعات النفط والغاز 888.6 مليار روبل في أكتوبر

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
يوم استثماري تاريخي، 31 مليار دولار تُضَخ في القاهرة والساحل الشمالي
05 نوفمبر 2025 05:06 م
36 يومًا من الشلل الإداري، كيف وصلت أمريكا لأطول إغلاق في تاريخها؟
05 نوفمبر 2025 02:10 م
قفزة "مليارية" في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفاصيل
05 نوفمبر 2025 09:21 ص
أكثر الكلمات انتشاراً