سقوط الخصوصيّة الأوروبية، مَن يشتري سجلّات تنقّل قادة بروكسيل؟

الخميس، 06 نوفمبر 2025 10:08 ص

الاتحاد الأوروبي

محمد السيد

كشف تحقيق صحفي جديد عن أزمة أمنية خطيرة تهز مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بعد رصد قواعد بيانات ضخمة تحتوي على معلومات المواقع الجغرافية لعدد من المسؤولين والموظفين الحكوميين معروضة للبيع عبر وسطاء بيانات، وتأتي خطورة الواقعة في كونها تحدث داخل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، المشهود له بامتلاك قوانين حماية البيانات الأقوى عالمياً، وعلى رأسها اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR.

تحركات مسؤولين يعملون داخل المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي

والتحقيق الذي نشره موقع Netzpolitik الألماني، أظهر حصول الصحفيين على عينة مجانية من قاعدة بيانات تضم 278 مليون نقطة موقع جُمعت من هواتف ملايين المستخدمين في بلجيكا، وبفحص البيانات، تبين أنها تتضمن تحركات مسؤولين يعملون داخل المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي، وتم تتبع أكثر من 750 جهازاً داخل مبنى البرلمان نفسه، مع تحديد ما يزيد عن 5800 موقع جغرافي مرتبط بهذه الأجهزة.

جمع البيانات من تطبيقات الطقس والألعاب والخرائط

وتعتمد عملية جمع هذه البيانات على تطبيقات هاتفية تبدو عادية، مثل تطبيقات الطقس أو الألعاب أو الخرائط، لكنها ترسل معلومات الموقع إلى وسطاء بيانات يقومون لاحقًا ببيعها في سوق عالمي ضخم تقدّر قيمته بمليارات الدولارات، وتصل هذه البيانات في كثير من الأحيان إلى جهات تجارية، حكومية، أو حتى عسكرية، وفقاً للتقرير.

غياب الرقابة العملية على تجارة البيانات

ووسط هذا الكشف، عبّر مسؤولون أوروبيون عن قلقهم من غياب الرقابة العملية على تجارة البيانات، رغم وجود قوانين صارمة نظريًا، ودعا خبراء الأمن الرقمي المستخدمين لاتخاذ إجراءات فورية لتقليل تتبع مواقعهم، من بينها، إعادة ضبط معرّف الإعلانات لمستخدمي أندرويد، تفعيل خاصية إخفاء العنوان الإعلاني عبر الإعدادات لمستخدمي آيفون، وتواصل لجان الأمن السيبراني في الاتحاد الأوروبي متابعة القضية، وسط مخاوف من أن تكون البيانات قد استخدمت في عمليات تجسس سياسي أو صناعي خلال الفترة الماضية.