فرص استثمارية ووظائف خالية، دول الشرق الأوسط تحتاج 10,300 طيار إضافي
الأربعاء، 05 نوفمبر 2025 11:34 ص
أزمة الطيارين تهدد الطيران الخليجي
ميرنا البكري
يواجه قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط تحديًا غير مسبوق، حيث كشف تقرير حديث عن حاجة المنطقة إلى أكثر من 10,300 طيار إضافي بحلول عام 2030، وهو أكبر عجز في العالم.
تعكس هذه الأزمة النمو السريع لأساطيل شركات الطيران في دول الخليج ومصر والأردن، فضلاً عن توسعها المستمر في أسواق جديدة.
ومع هذا الطلب المتزايد على الطيارين، تتفتح أمام المستثمرين فرص ضخمة في التدريب والتطوير المهني للكوادر البشرية، بينما تتنافس شركات الطيران لتوظيف طيارين ذوي كفاءة عالية من جميع أنحاء العالم.
في هذه التقرير، نستعرض فرص العمل المتاحة والفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع الحيوي، وكيف يمكن للدول والشركات الاستثمار في بناء قوة بشرية قادرة على تلبية احتياجات السوق المتزايدة.
شركات الطيران الخليجية في خطر رغم الاستثمارات الضخم
وكشف تقرير شركة "أوليفر وايمان" أن شركات الطيران الإقليمية تتوسع بشكل ضخم للغاية، من خطوط جديدة، لطائرات حديثة واستثمارات بالمليارات، لكن القوة البشرية “الطيارين” غير كافيين لتغطية هذا الطلب.
وأوضح التقرير أن النقص بدأ يتراجع في أمريكا وأوروبا بعد استقرار السوق هناك، لكن الشرق الأوسط يعتبر المنطقة الوحيدة التي يزداد بها الطلب على الطيارين أسرع من العرض، مما يعني أن شركات الطيران في الخليج تحديدًا كالإمارات والسعودية وقطر ستواصل الاعتماد على الطيارين الأجانب لضمان سير رحلاتها.
حوافز بالجملة، الطيارين الأجانب في الصورة
لكي تجذب طيارين من الخارج، تعرض الشركات رواتب ضخمة معفاة من الضرائب وفرص للتحليق بطائرات الهيكل العريض مثل الـ Boeing 777 والـ Airbus A350، وأيضًا مميزات سكن وتأمين وتعليم لأولادهم، مما جعل الشرق الأوسط يتحول لمغناطيس للكوادر الجوية من أوروبا وآسيا خاصةً مع ارتفاع مستوى المعيشة والمميزات المقارنة بأسواق أخرى، لكن على المدى الطويل، الاعتماد على الأجانب له تكلفة اقتصادية كبيرة ليس في الأجور فحسب، لكن أيضًا في الاستقرار التشغيلي وتكلفة التدريب والتوطين.

شركات الطيران، بين راحة الطيارين الجدد وكفاءة التشغيل
تعد واحدة من أهم ملاحظات التقرير أن الجيل الجديد من الطيارين لا يهتم بنفس أولويات الأجيال القديمة، فالجيل القديم كان يعتقد أن الترقية السريعة والأجر الأعلى أهم شيء، أما الجيل الجديد يفكر في المرونة وتوازن الحياة والعمل والتحكم في الجدول الشخصي أكثر من السباق على المرتبة الأولى في سلم الوظائف، وبالتالي يخلق تحدي جديد لشركات الطيران في كيفية المحافظة على الطيارين والتشغيل بكفاءة عالية في نفس الوقت.
ارتفاع رواتب الطيارين يضغط على ربحية الشركات
مع الطلب المرتفع على الطيارين ترتفع الأجور باستمرار، لكن الإيرادات لا تزيد بنفس الوتيرة، مما يضغط على شركات الطيران التي لازالت تتعافى من آثار جائحة كورونا وارتفاع أسعار الوقود. بمعنى آخر، تفوق تكاليف التشغيل الإيرادات، مما يدفع المديرين التنفيذيين بشركات الطيران لإدارة الجداول والتخطيط للكوادر البشرية، ويشير التقرير أن تكاليف الطيارين تزداد بسرعة أكبر من نمو الإيرادات، مما يهدد ربحية الشركات على المدى المتوسط إذا لم يوجد حلول ذكية.
التكنولوجيا تنقذ الموقف
لكن في ظل هذه الأزمة، خرجت التكنولوجيا بطوق نجاة، فوضح التقرير أن هناك فرص ضخمة في استخدام الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لتدريب الطيارين، فهذه التقنيات لا تقلل تكلفة التدريب فقط لكنها أيضًا توفر تجربة محاكاة قريبة للغاية من الواقع، وتجعل التدريب متاح في أي مكان وزمان. أيضًا الاعتماد على أدوات السلامة المبنية على البيانات (Data-Driven Safety Tools) قد يرفع كفاءة التدريب ويقلل الأخطاء البشرية، أي بدلًا من استيراد طيارين، فمن الممكن بناء منظومة تدريب محلية تعتمد على التكنولوجيا وتخلق جيل جديد من الطيارين العرب المؤهلين.
الحلول المحلية، مفتاح الاستدامة
أوضح رئيس قطاع النقل في أوليفر وايمان، "أندريه مارتينز"، أن الحل ليس في استيراد طياري، لكن في بناء مسارات تدريب محلية مستدامة، وهذا يشمل إنشاء أكاديميات جديدة للطيران في المنطقة، وبرامج تدريب مع شركات عالمية، وأيضًا تحفيز الشباب للدخول في هذا المجال مبكرًا.
يتطلب هذا القطاع استثمار ذكي ليس في الطائرات فقط، لكن في العقول التي تقودها وإذا حدث هذا، قد يتحول الشرق الأوسط خلال 10 سنوات لمركز عالمي لتخريج الطيارين بدلًا من أن يكون مستورد لهم.
تكشف هذه الأزمة فجوة بين النمو الاقتصادي السريع في قطاع الطيران والبنية البشرية التي مكن المفترض أن تواكبه، فالشرق الأوسط لديه كل مقومات التوسع من موقع استراتيجي، لطلب سياحي ضخم، ومطارات عالمية، لكن بدون خطط طويلة المدى لتأهيل الطيارين محليًا، تظل الشركات تنفق أكثر وتربح أقل. التحول الحقيقي ليس في زيادة عدد الطائرات، لكن في بناء الكفاءات التي تقود رحلات المستقبل.
اقرأ أيضًا:-
"مصر للطيران" تعزز حضورها العالمي وتشارك في معرض ITL EXPO 2025 ببغداد
طيران الشرق الأوسط يجري تغييرات جديدة على رحلاته المجدولة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
36 يومًا من الشلل الإداري، كيف وصلت أمريكا لأطول إغلاق في تاريخها؟
05 نوفمبر 2025 02:10 م
قفزة "مليارية" في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفاصيل
05 نوفمبر 2025 09:21 ص
اليابان تزرع الشمس، مشروع أبولو الجديد يشعل سباق الطاقة النظيفة عالميًا
04 نوفمبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً