الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

05:16 ص

أنيتا براكاش: الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا يعزز الترابط التجاري بين القارات

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 10:16 م

فعاليات اليوم الأول من منتدى القاهرة الثاني (CAIRO FORUM2)

فعاليات اليوم الأول من منتدى القاهرة الثاني (CAIRO FORUM2)

قالت أنيتا براكاش، مديرة السياسات والشراكات بمعهد البحوث الاقتصادية لرابطة دول جنوب شرق آسيا وشرق آسيا في جاكرتا، خلال مشاركة عبر تقنية الفيدو كونفرانس، إن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) يمثل مبادرة متعددة الأبعاد تهدف إلى تعزيز الترابط التجاري والصناعي بين القارات الثلاث، مشددة على أن نجاحه يتطلب إعادة تصور المفهوم ليشمل دول شمال أفريقيا وفي مقدمتها مصر، باعتبارها مركزًا رئيسيًا في سلاسل القيمة العالمية للتصنيع.

وأوضحت براكاش، خلال فعاليات اليوم الأول لمنتدى القاهرة الثاني والذي نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية. أن الهند والدول المشاركة في المبادرة وفي مقدمتها الإمارات والسعودية تستثمر بكثافة في تطوير قدراتها الإنتاجية، مؤكدة أن هذه الدول يمكنها من خلال الشراكة مع مصر وتركيا والمغرب تكوين تجمعات صناعية وسلاسل توريد إقليمية ترفع من القيمة المضافة وتدعم التجارة البينية.

وأضافت أن التأخير في تنفيذ البنية التحتية للممر لا يعني فشل المشروع، بل يفتح الباب أمام تطويره في اتجاه أكثر مرونة وشمولية، بحيث يتجاوز النموذج الخطي الذي كان قائمًا على مسار محدد إلى نموذج مكاني أوسع، يقوم على ربط المراكز الصناعية والتجارية الكبرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا.

منظومة متكاملة تدعم حركة التجارة العالمية

وأكدت براكاش أن التجربة الآسيوية، وخاصة نموذج التعاون بين دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين وبروناي، تقدم درسًا مهمًا لكيفية بناء شبكات إنتاجية متكاملة قادرة على دعم النمو الإقليمي. وشددت على أن مصر، بما تمتلكه من موقع جغرافي فريد وبنية تحتية لوجستية متطورة في مقدمتها قناة السويس، يمكن أن تكون الركيزة الأهم في النسخة المطورة من الممر "IMEC–Egypt"، مشددة على أن مشاريع الربط العالمية ليست بدائل متنافسة، بل هي برامج مكملة لبعضها البعض، موضحة أن قناة السويس وممر IMEC يمكن أن يشكلا معًا منظومة متكاملة تدعم حركة التجارة العالمية. 

وقالت أمبر إيوم، المستشار الخاص والدبلوماسي للدكتور جيرارد ميستراليه، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي للممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، إن المشروع يمثل مبادرة تحويلية كبرى تهدف إلى إعادة رسم خريطة الترابط العالمي خلال العقد المقبل، كما يهدف إلى تعميق الشراكات الاستراتيجية مع بعض دول مجموعة "بريكس" وعلى رأسها الهند.

وأضافت إيوم، أن توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بالممر تم قبل ثلاثة أسابيع فقط من اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، وهو ما تسبب في تباطؤ عملية هيكلة المبادرة مؤقتًا، إلا أن العمل على المشروع استعاد زخمه خلال الأشهر الأخيرة بفضل الجهود المنسقة بين الدول الموقعة وهم الهند، الولايات المتحدة، المفوضية الأوروبية، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وعقدت اللجنة التوجيهية الأولى في نيودلهي خلال أغسطس الماضي، حيث تم إقرار هيكل الحوكمة الخاص بالمبادرة على المستويات السياسية والفنية والقطاعية، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجان لدراسة محاور رئيسية تشمل الطاقة، والربط الرقمي، ونقل البضائع، والتمويل، إلى جانب دراسات الجدوى الفنية والسياسية. 

دعم فرنسا المتواصل لانضمام مصر إلى الممر

وأكدت أن دولًا مثل عُمان ومصر مرشحة للانضمام في مراحل لاحقة، وأكدت أنه منذ البداية ترى فرنسا أن مصر يجب أن تكون جزءًا من الممر"، مؤكدة أن قناة السويس وموانئ بورسعيد والإسكندرية تمثل محاور استراتيجية طبيعية في هذا الإطار، مشددة على دعم فرنسا المتواصل لانضمام مصر إلى الممر.

قال السفير فرانشيسكو م. تالو، مبعوث وزارة الخارجية الإيطالية للممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، إنه ليس الهدف من الممر استبدال قناة السويس، بل خلق تكامل وتنوع في مسارات التجارة والطاقة والاتصال الرقمي عالميًا، موضحا  أن العالم يتجه نحو «عولمة جديدة» أكثر تعقيدًا، تتطلب بناء شبكات متعددة المستويات بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وليس مجرد ممر واحد، لافتًا إلى أن البعد الرقمي أصبح "وقود القرن الحادي والعشرين" ومحركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي.

البحر الأبيض المتوسط يمثل 0.8% من مياه البحار في العالم

وأضاف أن البحر الأبيض المتوسط، رغم أنه لا يمثل سوى 0.8% من مياه البحار في العالم، إلا أنه يستحوذ على نحو 20% من التجارة البحرية العالمية، ما يجعل موقع مصر محورياً في ربط المحيطين الهندي والأطلسي. ووصف مصر بأنها "الدولة المتوسطية النموذجية"، نظرًا لكونها مركز التقاء طبيعي بين البحرين الأحمر والمتوسط. وقال " يمكن أن نحقق الكثير معًا بجعل مصر ركيزة ومركزًا لجميع المبادرات بين هذه القارات الثلاث".

وأشار إلى أن مبادرة البوابة العالمية الأوروبية تمثل المظلة الأوسع لمشروع (IMEC) إلى جانب "خطة ماتي" التي تركز على التعاون مع أفريقيا، والتي وصفها بأنها "قارة المستقبل والفرصة الكبرى"، داعيًا إلى شراكات متكاملة معها.

النجار: اقتصادية قناة السويس أصبحت بديلًا صناعيًا لآسيا ومركزًا لتوريد أوروبا

وفي تعليقه قال شيرين النجار خبير النقل الملاحي، إن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بديلا مناسبا للتصنيع العالمي، حيث أصبحت اليوم إحدى أبرز المنصات الصناعية في المنطقة، مدعومة بموقع استراتيجي فريد وبنية تحتية متطورة حول قناة السويس، ما يجعلها مركز جذب للاستثمارات الأجنبية الباحثة عن القرب من الأسواق الأوروبية وتقليص تكاليف النقل، موضحا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج في الشرق الأقصى وبعد المسافات دفع العديد من الشركات العالمية إلى إعادة تموضعها، مشيرة إلى أن علامات كبرى مثل مرسيدس وبي إم دبليو بدأت التصنيع في مصر، مع تزايد الاعتماد على المكونات المحلية، في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الغزل والنسيج المصري نهضة جديدة.

النجار: موقع مصر يتيح لها ميزة تنافسية في زمن العبور

وأضاف أن موقع مصر يتيح لها ميزة تنافسية في زمن العبور؛ إذ لا تبعد سوى ثلاثة أيام بحريًا عن جنوة وأربعة أيام عن فرنسا، ما يجعلها بوابة مثالية لتزويد الأسواق الأوروبية، فضلًا عن قدرتها على خدمة أسواق أوروبا الشرقية عبر تركيا التي تبعد 36 ساعة فقط عن بورسعيد.

مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا

وأكد النجار أن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) يحتاج إلى التعلم من التجربة الصينية في مبادرة الحزام والطريق، التي اعتمدت على التكامل اللوجستي والنقل بالسكك الحديدية، بينما يظل النقل البحري هو الخيار الأكثر كفاءة من حيث التكلفة، مشيرا إلى أن النقل البري يجب أن يقتصر على البضائع عالية القيمة التي يمكنها تبرير تكلفة الشحن المرتفعة.

من جانبها قالت السفيرة رومانا فلاهوتين، المبعوث الخاص للربط الاستراتيجي، والمنسق الوطني لمبادرة البحار الثلاثة، إن القطاع الخاص سيكون المحرك الرئيسي لإنجاح مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، من خلال ضخ استثمارات ضخمة في مجالات النقل والبنية التحتية، ولاسيما في خطوط السكك الحديدية والموانئ، مشددة على أن نجاح المشروع يتطلب بيئة مستقرة سياسيًا وأمنيًا، إلى جانب وجود معايير موحدة تضمن جدوى الاستثمارات وتكاملها بين الدول المشاركة.

بناء شبكة اقتصادية مترابطة وشاملة تتيح انسيابية حركة البضائع

وأضافت أن الرؤية الأساسية للممر الاقتصادي تقوم على بناء شبكة اقتصادية مترابطة وشاملة تتيح انسيابية حركة البضائع والخدمات عبر مزيج من النقل البحري والبري والسكك الحديدية، مع الحفاظ على قناة السويس كمحور رئيسي في منظومة التجارة العالمية، كما أن المشروع لا يقتصر على البنية التحتية المادية فقط، بل يشمل أيضًا التحول الرقمي وتكامل الطاقة النظيفة، ما يجعل منه منصة للتنمية المستدامة وتبادل التكنولوجيا والمعرفة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search