عالم مصريات لـ«إيجي إن»: المتحف المصري الكبير أيقونة شاهدة على مجد الحضارة الخالدة
السبت، 01 نوفمبر 2025 05:35 م
المؤرخ والباحث في علم المصريات، الدكتور بسام الشماع
قال المؤرخ والباحث في علم المصريات، الدكتور بسام الشماع، أن المتحف المصري الكبير يُعد إنجازًا ضخمًا بدأت فكرته في التسعينيات على يد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وجاءت الفكرة بالصدفة، كما يروي الوزير، حين سُئل في أوروبا عن مشروع ثقافي جديد يخص المتاحف، فأجابه على الفور قائلاً: "ألا تعلم أننا نبني أكبر متحف في العالم"، ليرد عليه صديقه الأجنبي قائلاً: "إن كان هذا صحيحًا فسأقدم لك الدعم".
وأضاف الشماع في تصريحات خاصة لموقع “إيجي إن”، أنه عندما عرض الوزير الفكرة على الرئيس الأسبق حسني مبارك، رحّب بها، لتبدأ خطوات التنفيذ الفعلية عام 2002، فيما وصفه الشماع بـ"درب التحدي"، فقد واجه المشروع صعوبات عديدة وتحديات ضخمة كادت تعصف به.

أكثر من 5000 قطعة أثرية تُعرض لأول مرة
وبدأ المشروع بقرض تجاوز 400 مليون دولار، وبلغت التكلفة الإجمالية للمتحف نحو 1.5 مليار دولار، متجاوزًا أزمات كبرى مثل ثورتي 2011 و2013، وجائحة كورونا التي شلت حركة العالم، والحرب الروسية الأوكرانية، وأحداث غزة، ليصبح المتحف – على حد وصفه – رمزًا لصناعة المستحيل وواحدًا من أعظم إنجازات العصر الحديث.
وأشار الدكتور بسام، إلى أنه يتذكر بدايات تأسيس المتحف حين كانت القواعد تُقام أسفل الموقع، حيث استُضيف وقتها في قناة النيل الدولية ليؤكد أن المشروع سيتحول إلى صرح فريد من نوعه، لاسيما مع وجود قسم ترميم متطور يضم معامل متخصصة للآثار العضوية كالمنسوجات، وغير العضوية كالذهب والمعادن، وهو ما يجعل المتحف استثنائيًا بكل المقاييس.
وأوضح أن المتحف المصري، يتميز بوجود المسلة المعلقة الوحيدة في العالم للملك رمسيس الثاني، والتي رُفعت لتُظهر نقوش أسمائه من الأسفل، في تصميم وتنفيذ مصري خالص. أما المدخل الرئيسي فيأخذ شكل الهرم، مزينًا بنقوش هيروغليفية لأسماء ملوك مثل حتشبسوت، وعين حورس، ورسومات لقناع توت عنخ آمون الذهبي، ليمنح الزائر إحساس الدخول إلى هرم حديث يرمز لاستمرارية الحضارة المصرية.
وفيما يخص المعروضات، أوضح الشماع، أن أبرزها قاعة توت عنخ آمون، والتي تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية تُعرض لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922، منها مقتنيات لم تُعرض من قبل، مما يزيد من شغف الزوار حول العالم.
أما القاعة الأولى، فتضم تمثال الملك زوسر غير المكتمل من الأسرة الثالثة، أول محاولة في التاريخ المصري لنحت تمثال بالحجم الطبيعي للإنسان، إضافة إلى مجموعة من الحيوانات المحنطة أبرزها تمساح عملاق.
وفي البهو العظيم يستقبل الزائر تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه 83 طنًا، إلى جانب تماثيل سنوسرت الأول، فيما يعرض الدرج العظيم مجموعة من التوابيت، والتماثيل الملكية، والمعبودات الأسطورية مثل سخمت، إلهة الشفاء والقوة، وتُطل نهايته على واجهة زجاجية تكشف مشهد الأهرامات التي تبعد نحو كيلومترين، في مشهد بصري مهيب يربط الماضي بالحاضر.

المتحف لا يمثل فقط وجهة ثقافية
ويضم المتحف 12 قاعة عرض تغطي موضوعات متنوعة مثل:- الذهب، الفضة، البرديات، المهن القديمة، الزراعة، والنجارة، إضافة إلى شاشات تفاعلية تعيد إحياء رحلة حتشبسوت إلى بونت ومحاكاة مقابر بني حسن بالمنيا بالألوان الأصلية، لتشجيع السياحة الداخلية.
وفي مدخل القاعات، تُعرض آثار تعود إلى نحو 700 ألف عام، ما يثبت أن الحضارة المصرية ليست فقط "حضارة 7000 سنة" بل تمتد جذورها إلى مئات الآلاف من السنين، بما يؤكد تفرد المصريين وسبقهم في مجالات الطب والزراعة والصناعة.
ويذكر الشماع، أن المتحف المصري الكبير تبلغ مساحته 5 أضعاف المتحف البريطاني، وضعف اللوفر الفرنسي، ويضم أكثر من 58 ألف قطعة أثرية معروضة، إضافة إلى مساحات خضراء تضم نباتات البردي واللوتس رمزَي الحضارة المصرية القديمة.
ويشير إلى أن المتحف لا يمثل فقط وجهة ثقافية، بل هو قاطرة للاقتصاد والسياحة المصرية، متوقعًا أن يسهم في استعادة مصر لمكانتها السياحية العالمية.
كما يقترح الشماع أن تُكتب على مدخل المتحف عبارة "صُنِع في مصر، صناعة المستحيل" لتكون رسالة خالدة تعبر عن روح هذا المشروع العظيم.
ويضم المتحف أيضًا مجموعة من الخدمات الحديثة تشمل متحفًا للأطفال، محلات للهدايا، مطاعم، مسجدًا صغيرًا، دورات مياه حديثة، خدمات إسعاف، وسلالم كهربائية، إلى جانب تطبيقات ذكية للزوار، بما يجعله متحفًا عصريًا من طراز القرن الحادي والعشرين.
واختتم الدكتور بسام الشماع تصريحاته مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير لن يغير نظرة العالم لمصر، بل سيؤكدها كأعظم حضارة عرفتها الإنسانية، وأن افتتاحه يمثل ولادة جديدة لمجد مصر الخالد.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم
Short Url
أمازون تبرأ الذكاء الاصطناعي من تسريح 14 ألف موظف
02 نوفمبر 2025 12:56 ص
الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: المتحف الكبير أمل مصر لتمويل الآثار ذاتيًا
02 نوفمبر 2025 12:15 ص
رئيس مجلس النواب: مصر تُطل على العالم من بوابة حضارتها الخالدة بافتتاح المتحف الكبير
01 نوفمبر 2025 11:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً