الأحد، 02 نوفمبر 2025

06:23 ص

محمود نجلة يكتب.. المتحف المصري الكبير ليس فقط استثماراً حكومياً بل منصة لتنشيط الاقتصاد

السبت، 01 نوفمبر 2025 04:06 م

محمود نجلة، الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية

محمود نجلة، الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية

يُمثّل افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم لحظة مهمة في الاقتصاد المصري؛ إذ ليس مجرد مشروع ثقافي أو أثري فحسب، بل يحمل أبعاداً اقتصادية واستثمارية واجتماعية، وذلك من عدة زوايا.

تعزيز قطاع السياحة

صُمِّم المتحف المصري الكبير ليكون وجهة سياحية رئيسية، مع توقعات بأن يجذب ملايين الزوار سنوياً. 
فمن المتوقع أن يساهم في رفع الإيرادات السياحة: فمثلاً، حتى 9 أشهر من 2025، استقبلت مصر نحو 15 مليون سائح، بزيادة نسبتها تقارب 21 ٪ عن نفس الفترة من العام الماضي. واتوقع أن يسهم المتحف في جذب ما يصل إلى 7 ملايين زائر إضافي سنوياً مع استغلاله الكامل للقدرة. 

وأيضا" سيزيد من متوسط مدة إقامة السائح في مصر، لأن وجود متحف بحجم المتحف الكبير يجعل الزائر يقضي وقتاً أطول في القاهرة والجيزة، ما يعني إنفاقاً أكبر على الفنادق والمطاعم والمواصلات.

جذب الاستثمار

افتتاح المتحف لا يعني فقط فتح المبنى، بل يعني أيضاً تطوير المنطقة المحيطة به من حيث الطرق والمواصلات والبنى التحتية، والمشاريع المرتبطة (فنادق، مطاعم، مراكز تجارية، خدمات النقل) والتي تحصل دفعة قوية مع وجود وجهة رئيسية مثل المتحف.
وهذه البنى تحسن من قدرة القاهرة و الجيزة على استيعاب السياح، وتعمل على تنويع الاقتصاد المحلي وإتاحة فرص استثمار خاصة متوسطة وصغيرة.

خلق فرص عمل وتنمية اقتصادية محلية

مع مثل هذا المشروع الكبير يُخلق عدد كبير من الوظائف، سواء في مرحلة البناء أو التشغيل: أشغال البُنى التحتية، خدمات الضيافة، الدليل السياحي، الخدمات اللوجستية، المواصلات، التسويق وغيرها. 
كما أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تستفيد: الحرف اليدوية، متاجر الهدايا، الشركات الناشئة في السياحة الثقافية، النقل المحلي. 
بهذا يصبح المتحف ليس فقط استثماراً حكومياً، بل منصة لتنشيط الاقتصاد المحلي والمجتمعات المحيطة.

رفع مكانة مصر اقتصادياً وثقافياً

وجود مثل هذا الصرح الثقافي الضخم يعزز صورة مصر دولياً كوجهة سياحية ثقافية رائدة، ما يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات “ناعمة” منها جذب السياح والباحثين والمستثمرين. 
ويمكن أن يُستخدم كأداة لتوسيع “اقتصاد المعرفة” أو “الاقتصاد الإبداعي”، مثلاً من خلال المعارض، المؤتمرات، التعليم الثقافي، التكنولوجيا المرتبطة بالتراث.

Short Url

search