-
الرئيس السيسي يصطحب ضيوف احتفالية المتحف الكبير في جولة عقب افتتاحه رسميًا
-
افتتاح المتحف المصري الكبير، إنجاز حضاري يعيد رسم خريطة السياحة المصرية
-
الرئيس السيسي: المتحف المصري الكبير صورة مجسمة لمسيرة شعب سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ
-
4 ملايين جنيه وتمويل حتى 60%، تفاصيل قرض السيارة المستعملة من بنك مصر
حدث يتجاوز كونه افتتاحًا ثقافيًا.. المتحف المصري الكبير، استثمار يعيد صياغة معادلة السياحة العالمية
السبت، 01 نوفمبر 2025 12:40 ص
المتحف المصري الكبير
حين تفتح القاهرة أبواب المتحف المصري الكبير رسميًا مطلع نوفمبر 2025، لن يكون المشهد مجرد احتفال أثري ضخم، بل انطلاقة جديدة لمفهوم "الاستثمار في الحضارة" كمورد اقتصادي مستدام، يتفوق على عوائد استضافة المونديالات والأولمبيادات.
فالمتحف الذي يمتد على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع عند سفح أهرامات الجيزة، وتتجاوز تكلفته مليار دولار، يمثل نقلة نوعية في الاقتصاد الثقافي المصري، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة بشكل متكامل في قاعات مخصصة ذات تقنيات عرض حديثة.
ويتوقع أن يجذب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا في مراحله الأولى، مع قابلية الرقم للتضاعف خلال أعوام قليلة، إذا ما ارتبط بمناخ سياحي منضبط ومناطق خدمية متكاملة حول الأهرامات.

عوائد مستدامة وليست موسمية
بعكس الأحداث الرياضية الكبرى التي تنتهي بانطفاء الأضواء، فإن المتحف الكبير مشروع دائم الإيراد، تتراكم قيمته مع مرور الزمن لا العكس، كما تشكل القطع الأثرية وعلى رأسها كنوز الملك توت عنخ آمون المعروضة كاملة لأول مرة، أصولًا غير قابلة للاستهلاك، بل تتزايد قيمتها الرمزية والتجارية مع كل زائر جديد ومع كل تغطية إعلامية عالمية.
ومن هنا، فإن كل دولار يستثمر في التسويق أو تطوير الخدمات داخل المتحف أو في محيطه، يتحول إلى استثمار طويل الأمد في الهوية المصرية، وليس مجرد نفقة دعائية مؤقتة.
اقرأ أيضًا:-
قبل افتتاحه غدا، تعرف على أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير
المنطقة الاقتصادية للأهرامات.. مشروع مصري بنكهة عالمية
من أبرز الطروحات التي يتداولها الخبراء، فكرة تحويل محيط المتحف والأهرامات إلى منطقة اقتصادية سياحية متكاملة، تدار بمعايير استثمارية حديثة على غرار المدن الخضراء أو المناطق السياحية المغلقة في آسيا وأوروبا، والفكرة لا تتوقف عند تحسين الخدمات، بل تمتد إلى تأسيس نموذج إداري ومالي مستدام، عبر إنشاء صندوق وقفي Endowment Fund، يتولى إدارة الموارد والعوائد، ويمكن الدولة من إشراك القطاع الخاص والرعاة المحليين والدوليين في تمويل التطوير، مقابل حقوق إعلانية أو تشغيلية محددة.
وهذا النموذج، إذا طبق بدقة وشفافية، سيجعل المنطقة المحيطة بالمتحف مصدرًا منتظمًا للنقد الأجنبي، ومختبرًا ناجحًا لتجربة تعميم المدن السياحية المستقلة في مناطق أخرى مثل:- (الأقصر وأسوان وسيناء).

القيمة المضافة للسياحة المصرية
تشير المقارنات الدولية إلى أن متحف اللوفر في باريس، استقبل نحو 9 ملايين زائر العام الماضي، 77% منهم من الأجانب، فيما استقبل المتحف البريطاني 6 ملايين زائر، وإذا تمكن المتحف المصري الكبير من تجاوز هذه الأرقام خلال سنواته الأولى، فذلك يعني قفزة مصرية غير مسبوقة في سوق السياحة الثقافية، التي تعد الأعلى إنفاقًا عالميًا، إذ يبلغ متوسط إنفاق السائح الثقافي ضعف السائح الترفيهي.
ولأن مصر تمتلك ميزة نادرة تتمثل في التكامل بين الأثر والموقع والرمزية التاريخية، فإن المتحف الكبير يمكن أن يصبح، محور الجذب الأول في الشرق الأوسط للسياحة عالية الدخل، إذا ما أحسن استثماره من خلال حملات تسويق ذكية وبنية تحتية تربط بين مطار سفنكس والمتحف والأهرامات وفنادق المنطقة.
اقرأ أيضًا:-
غلق قاعة «توت عنخ آمون» بالتحرير لنقل مقتنياتها للمتحف المصري الكبير
اقتصاد ما بعد الافتتاح.. من التسويق إلى التمويل المبتكر
نجاح المشروع لا يتوقف عند الافتتاح المبهر الذي سيحضره أكثر من 40 رئيس دولة وملكًا، بل في قدرة الإدارة المصرية على الحفاظ على الزخم، وتحويله إلى تدفق مستمر من الزيارات والعوائد، ومن المقترحات العملية المطروحة:-
- إصدار بطاقات ذكية موحدة للسياح تتيح استخدام وسائل النقل والدخول إلى المزارات السياحية المختلفة، ما يعزز التنظيم ويمنع الاستغلال، ويضمن تحصيل العوائد إلكترونيًا.
- تطوير نظام حجز رقمي متكامل للتذاكر والإقامات والمواصلات داخل المنطقة السياحية.
- تسويق الحدث عالميًا عبر شركات الطيران الوطنية والإعلانات المشتركة مع القنوات العالمية.
- طرح سندات إيراد أو صكوك سياحية، بضمان إيرادات المتحف والصندوق الوقفي، ما يفتح بابًا جديدًا لتمويل الثقافة دون أعباء على الموازنة العامة.

متحف المستقبل.. التكنولوجيا في خدمة الحضارة
المتحف الكبير ليس مجرد صالات عرض، بل تجربة تفاعلية متكاملة، تشمل أنظمة الواقع الافتراضي إلى عروض Imax، والتي تروي قصص الفراعنة وعلومهم، وكذلك أجهزة الإرشاد الصوتي متعددة اللغات إلى مركز ترميم، وهو الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تتجسد رؤية مصر في تقديم متحف المستقبل، يجمع بين الأصالة والابتكار، ويقدم التاريخ بأسلوب معاصر يجذب الأجيال الشابة والسائح الرقمي.
اقرأ أيضًا:-
رئيس المتحف المصري: عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة
مصر تعيد اكتشاف نفسها للعالم
وبعد موكب المومياوات الملكية 2021، وافتتاح طريق الكباش بالأقصر، يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير كذروة مشروع طويل لإعادة تقديم مصر للعالم، ليس كوجهة سياحية فقط، بل كقوة ناعمة عالمية قادرة على بناء اقتصاد يقوم على المعرفة والثقافة والهوية.
وفي زمن تتراجع فيه الجدوى الاقتصادية للأحداث الرياضية العملاقة، تبرهن مصر أن الاستثمار في الحضارة، هو الرهان الأكثر ربحية واستدامة، وأن المتحف المصري الكبير ليس نهاية مشروع، بل بداية عصر جديد من الاقتصاد الثقافي المصري.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
من راديو العشرينيات إلى الجيل الخامس (5G)، كيف تحولت السيارة إلى "منصة بيانات وترفيه"؟
30 أكتوبر 2025 03:00 م
من الفكرة إلى 20 مليار دولار، الصين تتربع على عرش صادرات ألعاب الفيديو العالمية
30 أكتوبر 2025 11:00 ص
واردات أوروبا من الديزل ترتفع مع بدء موسم التدفئة 2025
30 أكتوبر 2025 09:41 ص
أكثر الكلمات انتشاراً