غياب التحديثات، هل يظل نظام ويندوز 10 آمنا بعد انتهاء فترة الدعم؟

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 09:18 ص

شركة مايكروسوفت

محمد السيد

مع إيقاف دعم نظام التشغيل ويندوز 10، يستعد ملايين المستخدمين حول العالم لمرحلة جديدة من التعامل مع نظام أصبح جزءًا أساسيًا من حياتهم الرقمية، حيث تتوقف مايكروسوفت عن إرسال التحديثات الأمنية للنظام، ما يثير تساؤلات عديدة حول مدى أمان الاستمرار في استخدامه بعد نهاية الدعم الرسمي.

هل من الآمن استخدام ويندوز 10 بعد انتهاء الدعم؟

الجواب الواضح هو لا، فمع توقف التحديثات الأمنية، يصبح النظام عرضة للثغرات والهجمات السيبرانية، ويشير خبراء الأمن التقني إلى أن أي نظام تشغيل يتوقف عن تلقي التحديثات يصبح تدريجيًا أكثر ضعفًا مع مرور الوقت، إذ تُكتشف ثغرات جديدة دون إصلاحها، وفي حين قد لا يواجه المستخدمون مشكلات فورية خلال الأسابيع الأولى بعد انتهاء الدعم، فإن المخاطر تتزايد مع مرور الأشهر، حيث يستغل القراصنة الثغرات المعروفة التي تظل مفتوحة بلا معالجة.

هل يمكن لبرامج الحماية القوية والسلوك الحذر على الإنترنت أن تعوض غياب التحديثات؟

رغم أن استخدام برامج مضادة للفيروسات والتعامل بحذر مع الروابط والمواقع غير الموثوقة قد يقلل من المخاطر، إلا أنه لا يلغيها تمامًا، فالثغرات الأمنية في النظام نفسه تظل قائمة، وقد يتعرض المستخدم لهجمات غير مباشرة من خلال إعلانات مصابة أو مواقع مخترقة دون علمه، ولذلك فإن الاعتماد على الحذر وحده لا يكفي، خاصة إذا كان الجهاز متصلاً بالإنترنت.

ما هو برنامج التحديثات الأمنية الممتدة ESU الذي أعلنت عنه مايكروسوفت؟

تتيح مايكروسوفت للمستخدمين خيارًا للبقاء في دائرة الأمان لمدة عام إضافي عبر برنامج التحديثات الأمنية الممتدة Extended Security Updates – ESU، وكان هذا البرنامج متاحًا في السابق للشركات فقط، إلا أن الشركة قررت هذه المرة إتاحته للمستخدمين الأفراد أيضًا.
يمكن الاشتراك في البرنامج من خلال إعدادات التحديث في ويندوز 10، بثلاث طرق مختلفة: إما بدفع 30 دولارًا أمريكيًا مقابل عام إضافي من التحديثات، أو باستخدام 1000 نقطة من برنامج مكافآت مايكروسوفت، أو عبر خيار مجاني يشترط مزامنة إعدادات الجهاز مع خدمة OneDrive لتخزين إعدادات النظام فقط، دون مشاركة أي ملفات شخصية، وفي دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، لا يطلب من المستخدمين حتى هذا الشرط، التزامًا بقوانين حماية البيانات.

هل يعني الاشتراك في البرنامج المجاني أن مايكروسوفت تحصل على بيانات المستخدم؟

هذا التصور غير دقيق، فالمزامنة المطلوبة لا تشمل الملفات الشخصية أو بيانات المستخدم الحساسة، بل تقتصر فقط على إعدادات النظام مثل تفضيلات العرض أو اللغة، وتؤكد الشركة أن هذا الإجراء ضروري لضمان استمرارية عمل التحديثات وتوافقها مع نسخة النظام المثبتة على الجهاز.

هل يعد الاشتراك في البرنامج حلاً نهائيًا أم مجرد تأجيل للمشكلة؟

يمنح البرنامج المستخدمين عامًا إضافيًا من التحديثات الأمنية حتى أكتوبر 2026، ما يوفر وقتًا كافيًا لاتخاذ قرار بشأن الانتقال إلى نظام أحدث مثل ويندوز 11، إلا أن هذا لا يمثل حلاً دائمًا، إذ سيواجه المستخدمون نفس المسألة مجددًا مع انتهاء فترة الدعم الإضافي، ومع ذلك فقد تمدد مايكروسوفت البرنامج مستقبلًا، كما فعلت سابقًا مع ويندوز 7، خصوصًا في ظل الضغوط البيئية والحقوقية التي تحذر من التخلص من ملايين الأجهزة العاملة بالنظام القديم.

هل يؤثر انتهاء الدعم على البرامج والألعاب؟

انتهاء دعم النظام لا يعني توقف عمله، لكنه قد يؤثر تدريجيًا على توافق البرامج والتطبيقات، فبعض الشركات المطورة قد تتوقف عن اختبار تحديثاتها على ويندوز 10، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الأداء أو الثبات مع مرور الوقت.
وتعد الألعاب من أبرز المجالات التي بدأت تظهر فيها هذه المشكلة، إذ أعلنت شركات مثل Capcom وSquare Enix بالفعل عن وقف دعمها للنظام في بعض إصداراتها، أما البرامج الكبرى مثل متصفح Google Chrome، فمن المتوقع أن تواصل دعم ويندوز 10 لعدة سنوات إضافية، على غرار ما حدث مع ويندوز 7.

ما الخيار الأفضل للمستخدمين في المرحلة المقبلة؟

الخيار الأكثر أمانًا هو الاستفادة من برنامج الدعم الممتد لضمان عام إضافي من الحماية، مع البدء في التخطيط للانتقال إلى نظام أحدث، فالاستمرار في استخدام ويندوز 10 دون تحديثات أمان يمثل مخاطرة حقيقية قد تؤدي إلى فقدان البيانات أو اختراق الأجهزة.