بخسائر تصل لـ170 مليار دولار.. الذكاء الاصطناعي يهدد البنوك العالمية، ما السبب؟

الأحد، 26 أكتوبر 2025 07:32 م

الذكاء الاصطناعي الوكيل- تعبيرية

محمد السيد

حذر تقرير صادر عن “شركة الاستشارات العالمية ماكنزي”، من مواجهة البنوك خطر فقدان ما يصل إلى 170 مليار دولار من أرباحها، ما لم تُعدّل نماذج أعمالها لمواكبة التحول السريع في سلوك العملاء نحو الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI)، وهي أنظمة ذكية قادرة على إدارة القرارات المالية بشكل مستقل، ويشير التقرير إلى أن هذه الموجة التقنية الجديدة تهدد نموذج العوائد التقليدي الذي اعتمدت عليه البنوك لعقود طويلة.

الذكاء الاصطناعي الوكيل يملك القدرة على كسر الجمود

وأوضح “براديب باتياث”، الشريك البارز في “ماكنزي”، أن الذكاء الاصطناعي الوكيل يملك القدرة على كسر الجمود الذي يميز تعامل العملاء مع حساباتهم المصرفية، قائلاً، “تخيل أن لديك مساعدًا ذكيًا يخبرك، يمكنك توفير 2000 دولار سنويًا إذا نقلت أموالك من هذا الحساب إلى آخر بفائدة أعلى”، وهذه القدرة على اتخاذ قرارات مالية فورية وفعالة تمثل تحولاً جذريًا في علاقة المستهلكين بالبنوك، وتضع المؤسسات المالية أمام تحديات غير مسبوقة.

تقليص أرباح البنوك

وفقًا للبيانات التي أوردها التقرير، يحتفظ العملاء بنحو 23 تريليون دولار من أصل 70 تريليون دولار من ودائعهم في حسابات شبه خالية من الفوائد، بينما تُودع النسبة المتبقية في حسابات تمنح أسعار فائدة محدودة، ويرى الخبراء أن دخول الذكاء الاصطناعي الوكيل إلى هذا المجال سيؤدي إلى تقليص أرباح البنوك بنسبة تصل إلى 9% إذا لم تتحرك بسرعة لتغيير استراتيجياتها، مما قد يدفع العائد على رأس المال إلى الانخفاض دون تكلفته التشغيلية.

الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي

ورغم أن القطاع المصرفي ربما يحقق وفرًا في التكاليف تتراوح بين 15% و20%، بفضل الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي، فإن “ماكنزي” تحذر من أن هذه المكاسب ستكون مؤقتة، لأن المنافسة الشرسة تؤدي بمرور الوقت إلى انتقال معظم الفوائد إلى العملاء أنفسهم عبر الحصول على خدمات أكثر كفاءة وتكلفة أقل.

فرصة السبق في السوق المالي

يؤكد التقرير، أن البنوك التي تبادر إلى تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي الوكيل مبكرًا تتمتع بميزة تنافسية واضحة، إذ يمكنها خفض التكاليف وتحسين تجربة العملاء قبل منافسيها، مما يمنحها “فرصة السبق” في السوق المالي العالمي قبل أن تستقر الأوضاع ويصبح الذكاء الاصطناعي أداة مصرفية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.