"معجزة جيولوجية"، ألماسة نادرة "نصف وردية" تثير أسواق الأحجار الكريمة
الأحد، 26 أكتوبر 2025 01:57 م
 
                        ألماسة نصف وردية
ميرنا البكري
في عالم الألماس، كل اكتشاف نادر يحمل قيمة استثنائية، لكن استخراج ألماسة فريدة تجمع بين نصف وردي مذهل ونصف عديم اللون (شفاف)، لا يُعد اكتشافًا جيولوجيًا فحسب، بل هو حدث اقتصادي ضخم يُتوقع أن يحرك الأسواق ويعيد رسم خريطة التنافس بين الدول والشركات في قطاع الأحجار الكريمة.
وقد تم استخراج هذه الألماسة، التي وُصفت بأنها "معجزة علمية واقتصادية"، من منجم "كاروي" الشهير في بوتسوانا، ويبلغ وزن الألماسة 37.41 قيراطًا (نحو 7.5 جرام)، وتتميز بنصف وردي فريد ونصف آخر شفاف تمامًا.

سر التكوين، حينما يتولد الجمال من الضغط
وتكونت هذه الألماسة منذ أكثر من 3 مليارات عام، على عمق يتراوح بين 150 و200 كيلومتر تحت سطح الأرض في بيئة ضغط وحرارة مرتفعة، والغريب أن اللون الوردي بها ليس نتيجة شوائب مثل باقي الأحجار، لكن بسبب تشوهات دقيقة في التركيب البلوري، وإذا زاد التشوه عن حد معين، يتحول إلى اللون البني، أي ما حدث هنا شبه معجزة جيولوجية.
ويعتقد الخبراء أن الجزء الوردي في الألماسة تكون أولًا، ثم تكون بعده الجزء الشفاف مما يعطيها "تاريخ تكوين مزدوج" يجعلها حالة فريدة من نوعها علميًا واقتصاديًا.
القيمة الاقتصادية، حينما يصبح الجمال استثمار
الحديث هنا ليس عن حجر للزينة، لكن عن أصل مالي متجدد القيمة، فالألماسات الوردية تحديدًا نادرة للغاية، ويتناقص معدلات اكتشافها مع الوقت، فكل حجر جديد يظهر يكون له أثر مباشر على السوق العالمي.
عند مقارنتها بألماسة "The Eternal Pink" التم تم بيعها في مزاد "سوذبيز" في نيويورك بـ 34.8 مليون دولار عام 2023، فالألماسة الجديدة لديها فرصة حقيقية بأن تكسر الرقم القياسي، خاصةً أن حجمها أكبر حوالي 37.41 قيراط مقابل 10.57 قيراط للألماسة القديمة.
وإذا افترضنا أن سعر القيراط الوردي النادر في المتوسط يتراوح بين 1.5 و3 مليون دولار، فقد تصل القيمة التقديرية المبدئية للألماسة لـ 50 إلى 70 مليون دولار بسهولة، دون حساب قيمتها التاريخية والرمزية التي قد ترفعها أكثر.
منجم كاروي، مصنع الثروات في قلب إفريقيا
تمتلك بوتسوانا تاريخ عريق في عالم الألماس، لكن منجم كاروي تحديدًا يثبت كل مرة أنه “منجم المفاجآت”، فتم استخراج من هذا المنجم ألماسات خرافية مثل “سويلو” وزنها 1,758 قيراط، و“سيثونيا” بوزن 549 قيراط، و"موتسويدي" التي يصل وزنها إلى 2,488 قيراط وهي أكبر ألماسة تم اكتشافها خلال 120 عام.
لا تعطي هذه الاكتشافات بوتسوانا شهرة عالمية فحسب، لكن أيضًا تدعم اقتصادها لألماس يساهم بأكثر من 20% من الناتج المحلي لبوتسوانا، كما توفر هذه الاكتشافات للموازنة العامة إيرادات ضخمة من التصدير، خاصةً بعد دخول شركات بلجيكية مثل HB Antwerp في شراكات تجمع بين التكنولوجيا والتعدين المسؤول.

البعد الصناعي والتقني، حينما تصقل التكنولوجيا الجمال
وتستخدم شركة HB Antwerp البلجيكية التي مسئولة حاليًا عن معالجة الألماسة، تقنيات متقدمة في القطع والصقل تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمسح الطيفي لكي تحافظ على التدرج اللوني الدقيق، مما يفتح باب جديد في الصناعة ليس عن "التنقيب" فقط، لكن أيضًا عن التحكم في القيمة من خلال التقنية.
وتعامل هذه الشركات الألماس مثل "البيانات الثمينة"، فكل حركة وكل عملية صقل تتوثق لضمان الشفافية والتتبع، مما يدعم ثقة الأسواق والمشترين.
الألماس الوردي، مؤشر رفاهية ومؤشر استثمار
من منظور اقتصادي، أصبح الألماس الوردي أشبه بـ"الذهب الوردي" في عالم المجوهرات وخلال السنوات الأخيرة زاد الطلب عليه بنسبة 40% في أسواق آسيا والخليج، خاصةً بعد إغلاق منجم "أرجيل" الأسترالي الذي كان ينتج أغلب الألماس الوردي في العالم، مما يعني أن كل قطعة جديدة تُكتشف ترفع الأسعار العالمية، وتتحول لمؤشر رفاهية واستثمار آمن للأثرياء وصناديق التحف الفاخرة.
هل تكسر هذه الألماسة الرقم القياسي؟
تعكس كل المؤشرات أن هذه الألماسة ستتصدر سوق المزادات العالمي في أقرب وقت؛ نظرًا لأن حجمها استثنائي، وتركيبها الجيولوجي فريد، بالإضافة إلى نصف وردي متوازن بشكل علمي شبه مستحيل.
إذا دخلت مزاد عالمي، يُتوقع أن تتجاوز بسهولة الـ 70 مليون دولار، خاصةً إذا تم تصنيفها "خالصة داخليًا" من قبل معهد الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA).
حجر صغير، تأثير اقتصادي كبير
وتُعد الألماسة “نصف الوردية” رمز لعصر جديد في سوق الأحجار الكريمة يجمع بين العلم والاقتصاد والتقنية، فهي مثال حي على قدرة الاكتشافات الطبيعية على تغيير موازين الثروة، وخلق فرص استثمارية تجمع بين الجمال والقيمة في وقتًا واحدًا. وفي عالم يزداد به الطلب على الندرة، فكل قيراط جديد يصبح بداية قصة اقتصادية جديدة.
اقرأ أيضًا:
الماس الأسود، «الكربونادو» يلمع في أسواق المجوهرات بأسعار تنافس الذهب

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
 
Short Url
من منصة القضاء إلى قاعة التشريع، حسني عبد اللطيف يقود اللجنة الدستورية بالشيوخ
26 أكتوبر 2025 03:01 م
"القائمة السوداء" وسباق المعادن النادرة يُشعلان جبهة جديدة بين واشنطن وبكين
26 أكتوبر 2025 11:00 ص
موعد افتتاح الرسمي المتحف المصري الكبير، اعرف أسعار التذاكر والفئات المعفاة وطريقة الحجز
25 أكتوبر 2025 06:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً
 
                                 
                                 
                         
                         
                         
                         
                         
 
                     
                     
                     
 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    