عقوبات أمريكية تضرب صادرات كولومبيا وتهدد بتفكيك أجندة "بيترو"، ما القصة؟
الأحد، 26 أكتوبر 2025 09:08 ص
واشنطن تضرب صادرات كولومبيا
ميرنا البكري
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات اقتصادية على رئيس كولومبيا “جوستافو بيترو”، بسبب رفضه لوقف تدفق الكوكايين لأمريكا، لكن الحقيقة أعمق من ذلك، إذ تعتبر هذه العقوبات بمثابة مواجهة سياسية واقتصادية بين واشنطن وزعيم لاتيني يحاول الخروج من تحت عباءتها.

ترامب يرفع السقف، وواشنطن على الهجوم
أعلن البيت الأبيض بقيادة ترامب أن إنتاج الكوكايين في كولومبيا وصل لأعلى مستوياته منذ عقود، واتهم بيترو بأنه “سمح لعصابات المخدرات تزدهر وتسمم الأمريكيين، بالتالي كان الرد الأمريكي عنيفًا من عقوبات مباشرة على الرئيس بيترو شملت زوجته، ابنه، ووزير داخليته أرماندو بينيديتي، بالإضافة إلى وقف التمويلات والمساعدات الأمريكية، مع تهديدات برفع الرسوم الجمركية على الصادرات الكولومبية.
ويعني هذا أن واشنطن لا تعاقب شخص بعينه، لكنها تعاقب دولة كاملة لكي تبعث رسالة لباقي أمريكا اللاتينية لا أحد يستطيع تحدي النفوذ الأمريكي.
من التعاون إلى الصدام نهاية صفقة “الحرب على الكوكا”
لسنوات طويلة، كانت العلاقة بين أمريكا وكولومبيا مبنية على صفقة بسيطة فواشنطن تمول، وبوجوتا تحارب زراعة الكوكا، لكن عندما تولى بيترو الحكم، غير المعادلة وأوضح أن القضية ليست حرب، بل مشكلة اجتماعية لابد أن تُعالج من جذورها.
هذا التحول لم يثير إعجاب واشنطن، خاصةً مع تزايد الشحنات التي تصل للسواحل الأمريكية، والنتيجة خلاف علني بين ترامب وبيترو واشتباكات دبلوماسية وضربات أمريكية على سفن مشتبه فيها بالتهريب، والختام كان بالعقوبات الأخيرة.
تداعيات اقتصادية، كولومبيا في مأزق صعب
اقتصاديًا ستؤثر هذه العقوبات على الاقتصاد الكولومبي من الداخل، فوقف التمويل الأمريكي سيحرم الحكومة من مليارات كانت تدعم برامج التنمية والمكافحة، كما أن تراجع الثقة الدولية سيضغط على العملة المحلية (البيزو)، ومن الممكن أن تهرب الاستثمارات الأجنبية خاصةً من الشركات الأمريكية، كما سيواجه قطاع الزراعة الذي يضم آلاف المزارعين المعتمدين على زراعة الكوكا بطالة واضطرابات جديدة. أي ببساطة تستخدم أمريكا العقوبات كسلاح ضغط اقتصادي لإجبار كولومبيا.
كولومبيا بين الصين والبرازيل
في ظل هذه القطيعة، قد تبحث بيترو على بدائل تمويل جديدة كالتعاون مع الصين أو البرازيل، وإذا حدث ذلك بالفعل، سينتج عنه تحول كبير في ميزان النفوذ بأمريكا اللاتينية، لأن أي تقارب لاتيني صيني سيقلق واشنطن، وفي نفس الوقت، سيؤدي استمرار الضغط الأمريكي لارتفاع أسعار الكوكايين عالميًا بسبب تراجع المعروض، مما يجعل السوق السوداء تربح أكثر من انهيارها.
عقوبات اليوم، أزمة الغد
تشير العقوبات الأمريكية على كولومبيا على أن الاقتصاد أصبح سلاح حرب في العلاقات الدولية، الذي بدأ كحرب على المخدرات، تحول الآن لحرب على النفوذ، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تربح واشنطن معركة ضد اقتصاد غير رسمي بحجم تجارة الكوكا؟ أم سترد السوق السوداء عليها بأرباح أكثر وتأثير أوسع؟
اقرأ أيضًا:-
230 ألف هكتار من الكوكايين في كولومبيا، مخدرات أمريكا اللاتينية تغزو الولايات المتحدة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
"القائمة السوداء" وسباق المعادن النادرة يُشعلان جبهة جديدة بين واشنطن وبكين
26 أكتوبر 2025 11:00 ص
موعد افتتاح الرسمي المتحف المصري الكبير، اعرف أسعار التذاكر والفئات المعفاة وطريقة الحجز
25 أكتوبر 2025 06:33 م
لم يعد كما كان، تفكك سوق المدفوعات بالجملة والبنوك تسابق الزمن
25 أكتوبر 2025 04:45 م
أكثر الكلمات انتشاراً