كيف تُدار عمليات النصب عبر مواقع المواعدة والمراهنات؟ (التفاصيل)

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 02:58 م

تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت

محمد السيد

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في جرائم الاحتيال الإلكتروني، خاصة عبر مواقع المواعدة والمراهنات التي تحولت إلى بيئة خصبة لشبكات منظمة تستغل ثقة المستخدمين وضعف الوعي الرقمي، وبينما تُقدَّم هذه المنصات على أنها وسيلة للتعارف أو الترفيه، وفي كثير من الحالات تُدار من وراء الستار بغرض السرقة، سواء كانت سرقة أموال أو بيانات أو حتى مشاعر.

إنشاء ملفات شخصية والتواصل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم

مواقع العلاقات العاطفية، أو تطبيقات المواعدة، تتيح لمستخدميها إنشاء ملفات شخصية والتواصل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، بينما تستهدف مواقع المراهنات جذب الباحثين عن الربح السريع من خلال رهانات على مباريات رياضية أو ألعاب إلكترونية، غير أن جزءًا كبيرًا من هذه المواقع يعمل خارج الأطر القانونية، ويستخدم تقنيات متطورة لخداع المستخدمين، من واجهات احترافية إلى روبوتات محادثة مزودة بالذكاء الاصطناعي تجعل عملية الاحتيال أكثر إقناعًا.

يبدأ المحتال عادة بمحادثات طويلة وشخصية

أساليب النصب كثيرة لكنها تشترك في نقطة واحدة، بناء الثقة أولًا ثم استغلالها، وفي مواقع المواعدة، يبدأ المحتال عادة بمحادثات طويلة وشخصية، ويخلق من خلالها علاقة عاطفية مزيفة، ثم يتحول تدريجيًا إلى طلب المال بحجة مرض أحد أفراد الأسرة أو رغبة في السفر للقاء الطرف الآخر، وفي مواقع المراهنات، يتم استدراج المستخدم عبر إعلانات تعد بأرباح خيالية، ثم يُمنح في البداية مكسب بسيط لتشجيعه على الإيداع بمبالغ أكبر، قبل أن تختفي المنصة أو تُغلق حساباته بشكل مفاجئ.

تُستخدم الصور المسروقة والبيانات المزيفة وتقنيات التزييف العميق

والشبكات لم تعد تعتمد على أشخاص فقط، بل على منظومات إلكترونية تدير آلاف الحسابات المزيفة في وقت واحد، تُستخدم الصور المسروقة، والبيانات المزيفة، وتقنيات التزييف العميق (Deepfake) لإيهام الضحايا بواقعية الطرف الآخر، وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت ارتفعت بنسبة تتجاوز 50% خلال عام 2024، وكانت معظمها مرتبطة بمواقع المواعدة والمراهنات غير المرخصة التي تُدار من خارج البلاد وتستهدف المستخدمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

نصائح عند المواعدة على الإنترنت

عدم قبول طلبات الصداقة من اشخاص مجهولة من خلال مواقع التواصل الجتماعي
عدم الكشف عن معلومات شخصية على الصفحات الخاصة بك بمواقع التواصل الاجتماعي
استخدام المواقع المواعدة ذات السمعة الحسنة مع الاستمرار المحادثات من خلال خدمة المراسلة الخاصة بالموقع
طرح الأسئلة على الشريك المحتمل والحذر من التناقضات
الحذر من المجاملة المفرطة
الحيطة من الإحساس بالأمان الزائف
عدم إرسال صور شخصية عبر الإنترنت لأشخاص غرباء
عدم الضغط على الروابط المرسلة إليك أو تنزيل ملفات في صيغة “نبذة عن المستخدم”
إخبار العائلة والأصدقاء عند النزول للمقابلات الشخصية
عدم غرسال الاموال أو أرقام البطاقات المصرفية وعدم الإفصاح عن المعلومات الشخصية

الإبلاغ الفوري عبر الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية

وفي حال التعرض لمثل هذه الجرائم داخل مصر، توصي الجهات المختصة بالإبلاغ الفوري عبر الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية من خلال الموقع الرسمي أو الاتصال بالخط الساخن (108)، مع ضرورة الاحتفاظ بكل الأدلة الرقمية من محادثات وصور وتحويلات مالية، لأن ذلك يساعد في تتبع الجناة واسترداد الحقوق القانونية، كما يمكن تقديم الشكاوى من خلال المنصة الوطنية للشكاوى الحكومية على الرقم 16528.

الوعي واليقظة الرقمية هما السلاح الحقيقي في مواجهة جيل جديد من المحتالين

الاحتيال عبر الإنترنت لم يعد قائمًا فقط على الاختراق أو سرقة البيانات، بل أصبح يعتمد على الخداع النفسي واستغلال العواطف والطموحات، ومع تزايد انتشار هذه المواقع، يبقى الوعي واليقظة الرقمية هما السلاح الحقيقي في مواجهة جيل جديد من المحتالين الذين يتقنون لغة التكنولوجيا بقدر إتقانهم لفن التلاعب بالعقول.