هل ارتفاع الذهب تلاعبًا اقتصاديًا؟، خبير يوضح لـ"إيجي إن"

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 02:15 م

الذهب

يشهد سوق الذهب المحلي والعالمي، حالة من التذبذب الملحوظ، ما بين ارتفاعات غير مسبوقة يعقبها هبوط مفاجئ، مدفوعًا بعمليات جني الأرباح بعد الإقبال الشديد على الشراء خلال الأسابيع الأخيرة، إذ تراجعت العقود الفورية للذهب بنسبة 2.2% ليتداول عند 4258 دولار، بعد أن قفز لأعلى مستوى خلال تعاملات أمس متخطيًا 4300 دولار.

تلاعب اقتصادي

وقال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن الذهب يمر بحالة تذبذب ملحوظة ما بين ارتفاعات وانخفاضات ليس لها تفسير واضح، مشيرًا إلى أن الأسعار خلال آخر 3 أسابيع كانت ترتفع في الفترة الصباحية، وهو الوقت الذي تعمل في البورصات الأسيوية، وقبل افتتاح بورصات لندن.

وأضاف “واصف” خلال تصريحات خاصة لموقع “إيجي إن”، أنه منذ بداية الأسبوع الجاري تغيرت الأوضاع، وأصبحت الأسعار ترتفع في الفترات المسائية التي تعمل فيها بورصة نيويورك، وهو ما يشير إلى أن هذا التذبذب قد يكون تلاعب اقتصادي.

ارتفاع الذهب يؤدي لكساد اقتصادي عالمي

وأوضح أن التوجه نحو الذهب يدل على عدم الثقة في الدولار، مؤكدًا أن ذلك يؤدي مستقبلًا إلى انهيار في البورصات العالمية والعملات، الذي بدوره يؤدي لحالة من الكساد الاقتصادي العالمي يشبه ما حدث في عام 2009.

الإقبال على الذهب محليًا وعالميًا

ولفت إيهاب واصف، إلى أن الإقبال على الذهب في مصر ليس كبيرًا، بل يعتبر إقبال عددي وليس كمي، أي أن هناك العديد من الأفراد تشتري ذهب ولكن بكميات وعدد جرامات قليلة، وهو عكس ما تم خلال الفترة 2023 - 2024، إذا تدافع الأفراد وقتها على شراء الذهب عددي وكمي، بأوزان سبائك تصل إلى 20 و50 جرام.

وأشار رئيس شعبة الذهب إلى أن الفترة الحالية يقبل عدد كبير على شراء السبائك والعملات ذات الأوزان الصغيرة، مثل السبيكة الجرام والـ 2.5 جرام، والربع جنيه والنصف جنيه، وهو ما يعد شبه توقف عن البيع.

وأوضح إيهاب واصف، أن تذبذب الأسعار ما بين صعود وهبوط، دفع التجار إلى التخوف من البيع، وحتى إن باعوا فالمبيعات تتمثل في الأوزان الصغيرة وليست الكبيرة.

وأكد أنه على المستوى العالمي، هناك إقبال كبير على شراء الذهب، لافتًا إلى أن هناك مجموعة دول من ضمنها اليابان، أوقفت بيع السبائك الصغيرة حتى وزن 50 جراماً.

مكاسب تجاوزت كل التوقعات

وجدير بالذكر أن أونصة الذهب العالمي سجلت مكاسب تجاوزت كل التوقعات منذ مطلع العام الجاري، مدعومة بحالة القلق الجيوسياسي، وتراجع الثقة في الدولار، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما جعل الذهب الملاذ الأكثر أمانًا في عالم تتزايد فيه المخاطر العالمية.

اندفاع عالمي نحو تعزيز احتياطيات الذهب في البنوك المركزية

ولم ينعكس هذا الصعود الحاد على المستثمرين الأفراد فقط، بل امتد إلى البنوك المركزية حول العالم، التي عززت حيازاتها من الذهب بشكل قياسي على حساب الدولار. ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، بلغ إجمالي مشتريات البنوك المركزية من الذهب نحو 410 أطنان خلال النصف الأول من 2025، بينما تجاوزت الحيازات العالمية 36 ألف طن من الذهب، وهو أعلى مستوى للربع الأول منذ عام 2016.

عندما يتحول الذهب من ملاذ آمن إلى عبء اقتصادي

ورغم المكاسب الكبيرة التي حققها الذهب وتزايد التوجه نحوه باعتباره ملاذًا آمنًا، إلا أن بعض الخبراء العالميين يحذرون من الإفراط في التوجه نحوه، إذ إن الزيادة المفرطة في شراء الذهب قد تعكس حالة من الخوف والجمود الاقتصادي.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.