السبت، 18 أكتوبر 2025

08:32 م

مصر بين 20 قوة عاملة عالميًا، فهل تتحول الكتلة البشرية إلى قوة إنتاجية؟

السبت، 18 أكتوبر 2025 05:55 م

هل تتحول الكتلة البشرية إلى قوة إنتاجية؟

هل تتحول الكتلة البشرية إلى قوة إنتاجية؟

ميرنا البكري

تُعد القوة العاملة مرآة حقيقية لقوة الاقتصاد، وتكشف مدى امتلاك الدول للطاقة البشرية القادرة على دفع النمو أو إعاقته، وقد أظهرت البيانات الأخيرة الصادرة عن البنك الدولي أن آسيا أصبحت القلب النابض لسوق العمل العالمي، وأن التحولات السكانية في إفريقيا بدأت تستعد لقفزة اقتصادية ضخمة خلال العقود المقبلة،.

 أما بالنسبة لمصر، فوجودها ضمن أكبر 20 قوة عاملة في العالم يعد مؤشرًا على فرصة تنموية كبرى تتطلب إدارة ذكية واستثمارًا استراتيجيًا في العنصر البشري قبل البنية التحتية.

3 critical workforce challenges: How would the presidential candidates  address them? | Brookings
القوة العاملة مرآة حقيقية لقوة الاقتصاد

آسيا: الصين والهند يقودان المشهد

تتصدر الصين العالم بقوة عاملة تبلغ 774 مليون عامل، تليها الهند بـ 608 ملايين عامل، ويمثل الاثنان معًا أكثر من 40% من قوة العمل العالمية، وهو ما يوضح بوضوح سبب تحول آسيا إلى ورشة التصنيع والتكنولوجيا الرئيسية في العالم بأكمله.

 وتُضيف كل من إندونيسيا، وباكستان، وبنجلاديش ملايين العمال، مما يمنح المنطقة وزنًا إنتاجيًا وخدميًا هائلًا، وبناءً عليه، فإن أي شركة عالمية تفكر في التوسع الصناعي أو التكنولوجي لا بد أن تتجه إلى آسيا، لكونها تجمع بين العمالة الكثيفة، والخبرة المتراكمة، والبنية التحتية الإنتاجية.

أمريكا: القوة المتقدمة التي لا تزال في السباق

على الرغم من تحديات شيخوخة السكان التي تواجه أوروبا واليابان، تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على تماسكها الاقتصادي بقوة عاملة تتجاوز 174 مليون فرد. 

ويكمن السر وراء ذلك في اعتماد أمريكا على الهجرة والتنوع في سوق العمل، مما يمنحها مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية السريعة. كما أن الاقتصاد الأمريكي يعتمد بشكل أكبر على قطاعي الخدمات والتكنولوجيا، مما يجعل عمالتها مختلفة النوعية؛ فهي أقل عددًا لكنها أعلى في الإنتاجية والدخل، وهذا سر استمرارها في المركز الثالث عالميًا، بالرغم من الفارق الضخم في عدد السكان بينها وبين الصين والهند.

إفريقيا: القارة التي تستعد للانفجار الديموغرافي

يتضح من تقرير Visual Capitalist أن نيجيريا تحتل المركز الخامس عالميًا بأكثر من 113 مليون عامل، كما دخلت الكونغو الديمقراطية القائمة بـ 38 مليون عامل، وهذا مؤشر على بداية تحول اقتصادي قاري.

وتمتلك إفريقيا واحدًا من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، مما يعني أنه من المتوقع أن يكون لديها أكبر قوة عمل على الكوكب خلال 25 سنة. 

التحدي الذي يواجه القارة ليس في العدد، بل في القدرة على التشغيل والإنتاج، وإذا استطاعت القارة توظيف هذه النسبة من السكان بشكل فعال، ستتحول من سوق استهلاكي إلى قوة تصنيعية عالمية، مما سيؤثر مباشرة على التجارة، الهجرة، والاستثمارات خلال العقود المقبلة.

مصر: قوة بشرية ضخمة تتطلب استثماراً ذكياً

جاءت مصر في المرتبة الـ 20 عالميًا بعدد عمالة يتجاوز 33.7 مليون فرد. هذا الرقم الكبير يمثل أكبر رصيد استثماري لمصر إذا تم استغلاله بكفاءة، وذلك من خلال تطوير التعليم الفني والتكنولوجي، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز القطاع الصناعي والخدمي على خلق فرص عمل حقيقية.

 وفي حالة عدم وجود تخطيط واستثمار حكيم في العنصر البشري، قد يتحول هذا العدد الكبير إلى عبء اقتصادي بدلًا من كونه ميزة تنافسية، إن الفرق بين النجاح والفشل يكمن في "السياسات الذكية" التي تستطيع تحويل الأيدي العاملة إلى طاقة إنتاجية وليست بطالة مقنعة.

دلالات اقتصادية أعمق وتحولات سوق العمل

تقود آسيا التصنيع العالمي لامتلاكها العمالة الكثيفة ومنخفضة التكلفة، بينما تقود أمريكا الابتكار بفضل عمالتها عالية المهارة، وتتجه إفريقيا لتكون العملاق القادم في الإنتاج والخدمات إذا استثمرت في التعليم والبنية الأساسية. وحاليًا، تعيد خريطة القوى العاملة رسم مراكز الثقل الاقتصادي في العالم من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى الجنوب. 

ومن المتوقع أن يحدث تحول تدريجي لمركز الاقتصاد العالمي نحو آسيا وإفريقيا بحلول عام 2040، مع زيادة متوقعة في الطلب على التعليم الفني والتقني، كما يمكن أن تتحول مصر ودول شمال إفريقيا إلى بوابة بين العمالة الأفريقية والأسواق الأوروبية، بينما ستواجه الدول المتقدمة ضغطًا متزايدًا للحفاظ على إنتاجيتها في ظل نقص العمالة، فالعالم يُعاد تشكيله بأيدي العمال؛ والنجاح ليس في العدد، بل في كل عامل يستطيع أن ينتج، يبتكر، ويغير شكل السوق الذي يعمل به.

اقرأ أيضًا:

وزيرة التخطيط تبحث مع وفد اليونيدو دعم التعليم الفني لرفع كفاءة القوى العاملة

«نايكي» تسعى لتخفيض أقل من 1% من قوتها العاملة بحجة إعادة تنظيم الوظائف

How are HR Managers preparing for Egyptian Labor Law 2022? | NAOS Solutions
جاءت مصر في المرتبة الـ 20 عالميًا بعدد عمالة يتجاوز 33.7 مليون فرد

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search