لتسريع سباقها مع "ميتا"، "أبل" تعيد ترتيب أولوياتها في عالم النظارات الذكية

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 04:40 ص

فيجن برو

محمد السيد

قررت شركة أبل، تعليق العمل مؤقتًا على مشروع تطوير النسخة المبسطة من خوذة "فيجن برو" (Vision Pro)، لتحوّل مواردها نحو هدف أكثر إلحاحًا، وتطوير نظارات ذكية قادرة على منافسة منتجات "ميتا"، التي تهيمن حاليًا على هذا المجال.

ويأتي القرار المفاجئ بعد فترة من المراجعة الداخلية للمشروعات، إذ أبلغت الشركة فرقها الأسبوع الماضي، بنقل الموارد البشرية والفنية من مشروع الخوذة إلى تطوير النظارات الجديدة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة.

الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

وتسعى "أبل" للدخول بقوة إلى ميدان الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، الذي يُتوقع أن يكون الجيل القادم من التكنولوجيا القابلة للارتداء، وتعمل الشركة حاليًا على تطوير نوعين من النظارات الذكية:- (الأولى، تحمل الاسم الرمزي "N50"، وستُطرح دون شاشة مستقلة).

وستعتمد الأولى على الاتصال بهاتف آيفون، ومن المقرر الكشف عنها العام المقبل، تمهيدًا لإطلاقها رسميًا في عام 2027، أما النسخة الثانية فستكون مزودة بشاشة متكاملة، وتهدف لمنافسة نظارات "Meta Ray Ban Display" التي أطلقتها "ميتا" حديثًا، فيما تسعى "أبل" لتسريع العمل عليها، لتظهر قبل موعدها الأصلي في عام 2028.

دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل الصوتي في النظارات الجديدة

ورغم إعادة توجيه الجهود نحو مشروع النظارات الذكية، لا تزال "أبل" متأخرة نسبيًا عن منافستها "ميتا"، التي سبقتها بإطلاق نظارات "Ray Ban Stories" عام 2021، حيث حققت نجاحًا ملحوظًا مع النسخة المطورة "Ray Ban Meta" في 2023.

كما واصلت "ميتا" تحديث أجهزتها مؤخرًا، بإضافة كاميرات أفضل وتحسين عمر البطارية، وتصميمات خاصة للرياضيين، أما "أبل"، فتعتمد خطتها على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل الصوتي في النظارات الجديدة، رغم أن الشركة، لم تكن دائمًا الأسرع في هذا المجال، خصوصًا بعد تأجيلها لتحديثات مساعدها الصوتي "سيري"، وتأخرها في طرح منظومة Apple Intelligence.

سباق عالمي بين عمالقة التكنولوجيا لتطوير أجهزة المستقبل الذكية

وتأتي خطوة "أبل" ضمن سباق عالمي بين عمالقة التكنولوجيا، لتطوير أجهزة المستقبل الذكية، وإلى جانب "ميتا"، تعمل "أمازون" و**"جوجل"** على مشروعات مشابهة تدمج الذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء، بينما تتعاون "أوبن إيه آي" (OpenAI) مع المصمم الشهير جوني إيف، المدير السابق للتصميم في "أبل".

يأتي ذلك لتطوير أجهزة ذكية جديدة كليًا، حيث تشير التسريبات إلى أن نظارات "أبل"، ستأتي بتصميمات متعددة وخيارات متنوعة، مع شرائح جديدة، وكاميرات وسماعات مدمجة، ووظائف متطورة للتحكم الصوتي، وتتبّع المؤشرات الصحية.

النظارات الذكية ستكون مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء

ومنذ عام 2016، عبّر الرئيس التنفيذي تيم كوك عن إيمانه بأن النظارات الذكية ستكون مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء، معتبرًا أنها أكثر ملاءمة اجتماعيًا من الخوذ المغلقة، ومع بطء الإقبال على "فيجن برو"، تحاول الشركة الآن إعادة توجيه الجهاز، ليُستخدم بشكل أكبر في المؤسسات والشركات.

جاء ذلك ضمن نهج مشابه لما قامت به "مايكروسوفت" و"جوجل" من قبل، ورغم ذلك، لم تتخلَّ "أبل" بالكامل عن تطوير الجيل الجديد من "فيجن برو"، إذ تشير التقارير إلى إمكانية طرح نسخة أخف وزنًا وأقل تكلفة مستقبلًا.