جابها من الصفر، أحمد السويدي يحول أزماته إلى استثمارات جديدة تتجاوز الـ 600 مليون دولار

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 02:09 م

المهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «السويدي إليكتريك»

يخطط المهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «السويدي إليكتريك»، لإنشاء مصنع متكامل للمنسوجات عالية الجودة، بالإضافة إلى إنشاء مدينة صناعية ولوجستية متكاملة بنظام المطور الصناعي غرب ميناء دمياط.

بـ 100 مليون دولار، إنشاء مصنع للمنسوجات عالية الجودة

ويسعى السويدي إلى شراء قطعة أرض صناعية بمساحة 120 ألف متر مربع داخل مشروع “إندستريا العاشر” بمدينة العاشر من رمضان، لتصبح منطقة حرة خاصة لإنشاء مصنع متكامل للمنسوجات عالية الجودة، باستثمارات تقدر بحوالي 100 مليون دولار مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة النسيج، وذلك بالتعاون شركة بوني التركية، إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الصناعات النسيجية، لتكون إضافة جديدة لسلسلة النجاحات التي تحققها مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع النسيج الذي يُعد من القطاعات الرائدة في دعم الصادرات وتوفير فرص العمل.

إنشاء مدينة صناعية ولوجستية متكاملة

كما يسعى أحمد السويدي لتأسيس شركة بغرض تطوير وتشغيل مدينة صناعية ولوجستية متكاملة بنظام المطور الصناعي في دمياط الجديدة غرب دمياط، حيث تتولى السويدي للتنمية الصناعية مسؤولية تخطيط المدينة الصناعية، وبناء الشبكات والمرافق، وتطوير البنية التحتية، الصناعية لجذب المستثمرين في مختلف الصناعات اللازمة للمنطقة مثل الصناعات الغذائية، والسيارات، والهندسية والبتروكيماويات.

وأكد السويدي، أن المشروع يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في القطاع الصناعي المصري، من خلال توفير بيئة تنافسية الصناعات مختلفة مثل الطاقة المتجددة، السيارات البتروكيماويات والهندسة المتقدمة."

وزير الصناعة والنقل يفتتح مصنع السويدي لكابلات البحرية

أول استثمار في المدينة الصناعية بغرب دمياط

ويعتبر إنشاء مصنع الكابلات البحرية لصالح شركة السويدي إلكتريك، هو أول استثمار في المدينة الصناعية بغرب دمياط من خلال شركاتها التابعة باستثمارات تصل إلى 500 مليون دولار، أو ما يعادل 25 مليار جنيه، وعلى مساحة 500,000 متر مربع، ليكون المصنع السادس على مستوى العالم والأول في الشرق الأوسط في هذا المجال.

ويعد المصنع إضافة استراتيجية لمجال نقل الطاقة والبنية حيث سيسهم من الكابلات البحرية بين القارات، مما يعزز موقع مصر كمركز إقليمي للصناعات المتقدمة.

برج عملاق في صناعة الكابلات البحرية

يتضمن المصنع برجًا عملاقًا يعد من بين الأطول في العالم في صناعة الكابلات البحرية بارتفاع يزيد عن 180 مترا، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في عملية تصنيع الكابلات البحرية بعمق وكفاءة عالية، كما سيصبح المصنع مركزًا رئيسيا للتصدير حيث يتم تصدير 100% من الإنتاج، مما يدعم الاقتصاد المصري ويعزز مكانة مصر كمورد رئيسي للكابلات البحرية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

شريانًا حيويًا للربط بين القارات والدول

وتمثل الكابلات البحرية شريانًا حيويًا للربط بين القارات والدول في مجالات مختلفة مثل نقل الطاقة الجديدة والمتجددة استخدامات شركات البترول والنفط، مما يجعلها تلعب دورا حيويا في الاقتصاد العالمي والبنية التحتية، بفضل هذا المصنع ستتمكن مصر من تقديم حلول متطورة لدعم هذه القطاعات عالميًا.

أبرز مصانع شركة السويدي إليكتريك

وتُعد «شركة السويدي إليكتريك» من أكبر الشركات في مجال تصنيع المكونات الكهربائية في مصر والشرق الأوسط، وتمتلك العديد من المصانع المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، وفيما يلي قائمة بأبرز مصانع الشركة في مصر:

مصانع السويدي إليكتريك

مصنع كابلات الاتصالات: يقع في مدينة العاشر من رمضان، ويُعتبر أكبر مصنع من نوعه في الشرق الأوسط. تم افتتاحه في فبراير 2025 باستثمارات تصل إلى ملياري جنيه مصري، وتبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 4 ملايين كيلومتر من كابلات الألياف الضوئية و200 ألف كيلومتر من كابلات الاتصالات النحاسية.
مصنع السويدي إليكتريك لأعمال البنية التحتية: يقع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يذكر أن المصنع قد تأسس عام 2008 كشراكة مع إحدى الشركات الألمانية المتخصصة في صناعة أبراج الرياح، وفي عام 2015 استحوذت مجموعة السويدي على المصنع بالكامل، وفي عام 2021، تم توسيع نطاق الإنتاج ليشمل تصنيع المواسير، خزانات التخزين، ومعدات الري، بالإضافة إلى تركيب هذه المنتجات.
مصنع السويدي للكابلات: يُعتبر من أكبر مصانع الكابلات في المنطقة، ويقع في مصر.
مصنع السويدي للمحولات: متخصص في إنتاج المحولات الكهربائية.
مصنع السويدي لريش توربينات الرياح: يقع في مصر، ويُعنى بتصنيع ريش توربينات الرياح.

الأزمات والتحديات.. السقوط والنهوض في رحلة السويدي

ولد أحمد السويدي عام 1964 وسط عائلة عريقة تمتد جذورها إلى الجزيرة العربية، وبدأت الرحلة من مصنع صغير لصناعة الكابلات، في وقت كانت فيه السوق المصرية تحت سيطرة شركات القطاع العام. لم يكن الأمر سهلًا، بل بدا أقرب إلى مغامرة غير محسوبة، لكن السويدي، الشاب الطموح، قرر أن يثبت للجميع أن بإمكانه منافسة الكبار.

واجه أحمد السويدي، في رحلته العديد من الأزمات التي كادت أن تعصف بها، لولا استعداده الدائم لمواجهة التحديات، ففي عام 2000، تعرض الاقتصاد المصري لأزمة مالية أثرت على حجم الطلب المحلي، فلم يكن أمام السويدي إلا خياران:

الأول: تقليص العمالة وتقليل الإنتاج.

الثاني: البحث عن أسواق خارجية تعوضه عن الركود في الداخل.

وكعادته، اختار الخيار الأصعب لكنه الأكثر ذكاءً، فبدأ في تعزيز وجوده في الخارج، وهو ما مكنه من تجاوز الأزمة بنجاح، ولكن التحدي الأكبر جاء مع الأزمة المالية العالمية عام 2008، التي أدت إلى انخفاض الطلب العالمي على المنتجات الكهربائية بنسبة 20%، وتسببت في تراجع أرباح الشركة بنسبة 50%.

بل وصل الأمر إلى خسارة بعض استثماراته الضخمة، مثل مصنع التوربينات في إسبانيا، الذي اضطر إلى بيعه بيورو واحد فقط بعد أن اشتراه بـ 80 مليون يورو، ومع ذلك، لم يفقد السويدي ثقته، بل اعتبرها درسًا ثمينًا في إدارة الأزمات.

ثم جاءت ثورات الربيع العربي في 2011 لتضيف تحديًا جديدًا، حيث توقفت مصانع الشركة في سوريا، وتعرض أحد مصانعها في اليمن للتفجير، فيما انخفضت مبيعاتها في ليبيا إلى الصفر بعد أن كانت تشكل 15% من حجم أعمالها، كان الوضع كارثيًا، لكن السويدي لم يكن رجلًا يستسلم بسهولة.

وبعد سنوات من الأزمات، جاءت اللحظة التي انتظرها السويدي طويلًا، ففي عام 2014، بدأت الحكومة المصرية تنفيذ خطة كبرى لتطوير قطاع الكهرباء، وهنا كان أحمد السويدي حاضرًا بقوة، حيث لعبت "السويدي إليكتريك" دورًا محوريًا في إنشاء محطات الكهرباء الجديدة، وتوسيع شبكة الكهرباء، مما أعاد للشركة مكانتها القوية في السوق.

وفي الوقت ذاته، استمر السويدي في خططه التوسعية، حيث افتتح مصانع جديدة في إفريقيا وأوروبا، وبدأ الاستثمار في مجالات أخرى، مثل العقارات وإدارة المشروعات، إلى جانب أكاديمية السويدي التعليمية، وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبحت "السويدي إليكتريك" واحدة من أكبر شركات الكهرباء في العالم، بإجمالي 28 مصنعًا، وأكثر من 17,000 موظف، وصادرات تصل إلى 128 دولة.

أصبح أحمد السويدي واحدًا من أهم رجال الأعمال في مصر والعالم العربي، بعد أكثر من 35 عامًا من العمل المتواصل، بثروة تتجاوز 50 مليون دولار، من قرية صغيرة في الشرقية، إلى قائمة أكبر رجال الصناعة في العالم، أثبت السويدي أن النجاح لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة جهد لا يعرف الكلل، وعزيمة لا تهزمها الأزمات.

شركة السويدي إليكتريك

تأسست شركة السويدي إليكتريك، كشركة مساهمة مصرية، في الأول من يونيو عام 2005. وتم إدراج أسهم الشركة في البورصة المصرية في 18 مايو عام 2006. يتمثل النشاط الأساسي الذي تأسست من أجله شركة السويدي اليكتريك في العمل كمزود لحلول الطاقة والحلول الرقمية والبنية التحتية. وتعمل الشركة في خمسة قطاعات أعمال رئيسية: الأسلاك والكابلات والمنتجات الكهربائية والهندسة والبناء والبنية التحتية الذكية واستثمارات البنية التحتية.

بيانات أسهم شركة السويدي إليكتريك

يبلغ عدد الأسهم الحالي لشركة السويدي إليكتريك 2,140 مليار سهم، ويصل رأس المال إلى 2,140 مليار جنيه، كما تبلغ القيمة السوقية للشركة 166,552 مليار جنيه، في حين تصل القيمة الدفترية للسهم إلى 4.91 جنيه بناء على الربع الثاني 2025، مع مضاعف قيمة دفترية 2.73 مرة بناء على الربع الثاني 2025، أما ربحية السهم فتبلغ 3.69 جنيه، مع مضاعف ربحية 9.69 مرة.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.