الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

01:39 ص

شرم الشيخ تصنع التاريخ، بداية عصر “الانتعاش الاقتصادي” بعد سنوات من الصراع

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 11:05 م

ميرنا البكري

لا توجه الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ اليوم فحسب، بل تُسلط الأضواء على مدينة السلام التي تستعيد من جديد مشهد الأحداث الدولية، بعدما أصبحت مسرحًا لقمة تاريخية جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، برفقة أكثر من 20 قائد دولة ومؤسسات دولية كبرى.

تُعد قمة شرم الشيخ للسلام نقطة تحول اقتصادية ليس لمصر فقط، لكن أيضًا للمنطقة والعالم بأكمله، فعندما يتحقق السلام، يتنفس الاقتصاد، والاستقرار يُولد استثمار، وحركة التجارة تعود لقوتها الطبيعية.

Egypt, Egypt Flag, Egypt Map. Free Stock Video
مصر تقود دول العالم نحو مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي

مصر في صدارة المشهد

انعقاد القمة في مصر ليس صدفة، فعادت القاهرة بقوة لموقعها التاريخي كـ قلب الشرق الأوسط السياسي والاقتصادي، وتواجد ترامب نفسه على أرض مصر للتوقيع على اتفاق سلام، خطوة تبعث رسالة قوية للعالم بأن مصر عادت لتكون مركز التوازن، وما كان يحدث في الكواليس أصبح الآن علني وواضح.

قناة السويس.. عودة شريان الحياة

واحدة من أكبر المكاسب الاقتصادية المباشرة من القمة، هي عودة حركة الملاحة في قناة السويس لمستواها الطبيعي مع بداية العام المقبل، وبعد أن عاد الهدوء للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبتوقف استهداف الحوثيين للسفن، تعود الإيرادات لتتدفق بشكل طبيعي، مما يعني مليارات الدولارات الإضافية للموازنة المصرية.

كانت تعاني القناة الفترة الأخيرة من انخفاض عدد السفن التي تمر بسبب المخاطر الأمنية في البحر الأحمر، لكن بعد قمة السلام وعودة الاستقرار، ستستعيد قناة السويس أهميتها كممر آمن للتجارة العالمية، مما ينعكس فوراً على احتياطي النقد الأجنبي وقيمة الجنيه، وأيضًا على ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.

ارتداد عالمي.. التجارة تستعيد أنفاسها

هذه القمة ليست مهمة لمصر وحدها، لكنها منعطف للاقتصاد العالمي بأكمله، حيث سببت الحرب في غزة فوضى في حركة الشحن، ورفعت تكاليف النقل والتأمين بشكل جنوني، لكن مع اتفاق السلام، سيواجه العالم مرحلة انتعاش تدريجي للتجارة الدولية، بما يقلل الهدوء في البحر الأحمر وقت الشحن من آسيا لأوروبا بحوالي أسبوعين، وبالتالي توفير في تكلفة الوقود والصيانة، وخفض في أسعار التأمين البحري، وأيضًا انخفاض في تكلفة السلع النهائية للمستهلك في جميع أنحاء العالم العالم.

وعندما تهدىء الممرات البحرية، تتراجع معدلات التضخم العالمي تحديدًا في أوروبا التي كانت أكثر المتضررين من اضطراب سلاسل الإمداد.

المساعدات والاستثمارات.. قمة تفتح الخزائن

شهدت القمة أيضًا تحركات مالية قوية من الدول المشاركة، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تقديم 20 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية عاجلة لغزة، وهذا مجرد بداية لسيل من التمويلات الدولية التي ستتدفق لإعادة إعمار القطاع، لكن الأهم من ذلك، أن مصر ستصبح المحور الإداري واللوجستي لعملية الإعمار، وبالتالي يعود بالنفع على الشركات المصرية، من مقاولات وبنية تحتية وطاقة، وسيُفتح أمامها سوق جديد ضخم في غزة والدول المجاورة.

هذا بخلاف المؤتمر الدولي الذي أعلنت مصر عن نيتها لإنعقاده بهدف إعادة إعمار غزة، وستشارك فيه الحكومات العربية والمؤسسات الدولية ورجال الأعمال، وسيكون تحت إشراف مصري مباشر لضمان الشفافية ومنع أي تدخلات خارجية مشبوهة.

مصر تقود.. والمنطقة تستقر

من الجانب السياسي والاقتصادي، أثبتت مصر بانها قوة إقليمية قادرة على صناعة التوازن، فتواجد قادة العالم في شرم الشيخ، من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وإندونيسيا، يؤكد أن القاهرة  عادت لتكون مركز ثقل دولي.

وتفتح القمة باب جديد للاستثمار في المنطقة، لأن أي استقرار سياسي يسحب معه تدفقات مالية واستثمارات مباشرة، ويتجه المستثمرون تجاه السلام، وبما أن مصر هي راعية السلام في هذه اللحظة، فهي أول مستفيد من عودة رؤوس الأموال الساخنة والباردة للسوق المحلي.

توقعات مستقبلية.. عصر جديد من السلام الاقتصادي

إذا نجحت القمة بالفعل في تثبيت الهدنة وبدأت مرحلة الإعمار، فهذا يعني تحول جذري في خريطة الاقتصاد الإقليمي، فقد تتحول مص  لمركز إقليمي لإدارة المساعدات والإعمار، كما سينتعش الاقتصاد العالمي تدريجياً مع انخفاض تكاليف الشحن وتحسن التجارة، أيضًا من الممكن أن تستقر أسعار الطاقة والنفط، خاصةً مع تراجع المخاطر في الممرات البحرية، وبمعنى آخر، فهذه القمة بداية عصر من “السلام الاقتصادي” الذي يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط على أسس من الاستقرار والتنمية.

مصر تكتب فصل جديد من التاريخ

لم تنه قمة شرم الشيخ للسلام، الحرب على قطاع غزة فحسب، بل أطلقت ديناميكية اقتصادية جديدة، تعيد لمصر دورها القيادي، وتفتح باب استثمارات وازدهار ممتد لسنوات مقبلة.

اليوم لا تستضيف دولتنا العظيمة “مصر” قادة العالم فقط، بل تقودهم نحو مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، فالسلام الذي بدأ من شرم الشيخ قد يصبح مفتاح الانتعاش العالمي القادم، ستكون مصر في قلبه.

اقرأ أيضًا:-

ترامب: أُقدر الجنرال الرئيس السيسي واتفقنا على نزع السلاح من غزة

«شرق أوسط بلا حروب»، النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي في قمة شرم الشيخ للسلام

فلسطين قضية مصر الأولى.. الدعم المصري للحق الفلسطيني تاريخ من النضال  المشترك في مواجهة غطرسة الاحتلال - بوابة الأهرام
 قمة شرم الشيخ للسلام تنهي الحرب على قطاع غزة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search