5.2 مليار مستخدم متوقع للمحافظ الرقمية بحلول 2026، كيف تؤثر على حياتنا؟

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 06:02 ص

المحافظ الرقمية

أصبحت المحافظ الرقمية جزءًا لا يتجزأ من عالم الدفع منذ أواخر التسعينيات، عندما أتاحت باي بال تخزين بيانات اعتماد البطاقات عبر الإنترنت لعملاء إيباي الدائمين، ثم أصبحت مستقلة في عام 2015، ونشأت في الولايات المتحدة، وحصلت على ترخيص للعمل في أوروبا في عام 2009.

وفي عام 2016، شكلت معاملات المحفظة الرقمية 8.6% من المعاملات غير النقدية العالمية وقد تم دفع هذا الرقم من قبل عدد قليل من البلدان التي تعتبر رائدة في التبني، مثل الصين والهند والسويد.

يشهد قطاع المدفوعات مجموعةً من الابتكارات والتحولات المتعددة في كلٍّ من الأساليب والأدوات والبنى التحتية والجهات الفاعلة، وفي الواقع، يُعدّ قطاع المدفوعات من أكثر أسواق الخدمات المالية تأثرًا بالاضطرابات، حيث من المتوقع أن تتغير مصادر الأرباح عبر سلسلة القيمة.

أحجام المعاملات غير النقدية في جميع أنحاء العالم

ولعبت البنوك دورًا رئيسيًا في هذا القطاع لسنوات عديدة، وغالبًا ما اعتبرت المدفوعات تجارةً مربحة مقارنةً بالإقراض والاستثمار، وقد بدأت شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، وشركات التكنولوجيا المتقدمة، ومشغلو شبكات الهاتف المحمول بتحدي وضعها الراهن من خلال طرح مقترحات مبتكرة في السوق، مما أثر بشكل ملموس على الدور الذي لعبته البنوك حتى الآن.

وينظر النظام المصرفي الحالي إلى المدفوعات بعيون مختلفة في الوقت الحاضر لمواكبة الوساطة الصامتة الناجمة عن العديد من اللاعبين الذين دخلوا هذا المجال التجاري لعدة سنوات.

بالتوازي مع ذلك، تتزايد أهمية أنظمة الدفع، من حيث البنى التحتية والأدوات اللازمة لإجراء معاملات أكثر كفاءة، سواءً عبر الإنترنت أو خارجها، لضمان اقتصاد فعال، ويميل المستهلكون أكثر فأكثر إلى استخدام المدفوعات الرقمية على حساب العملات الورقية والمعدنية، كما تشهد المعاملات غير النقدية ارتفاعًا ملحوظًا.

وفي عام 2023، زادت أحجام المعاملات غير النقدية في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، ومن المفترض أن يحدث هذا أيضًا في العام المقبل، على الرغم من أن بعض التصريحات الأخيرة الصادرة عن البنك المركزي السويدي وكذلك البرلمان النرويجي تتخذ بعض وجهات النظر الجديدة حول الحاجة إلى السماح للناس دائمًا بالقدرة على دفع ثمن الطعام والرعاية الصحية والأدوية سواء رقميًا أو نقدًا.

ويأتي هذا أيضًا من الوضع العالمي المضطرب بشكل متزايد؛ حيث تُظهر الهجمات الإلكترونية المتزايدة وانقطاعات التيار الكهربائي الرئيسية التي حدثت مؤخرًا أهمية القدرة على إجراء المدفوعات حتى عند انقطاع الإنترنت.

وتتزايد الابتكارات وعروض القيمة الجديدة في السوق لتلبية الطلبات الجديدة من المستهلكين والشركات على حد سواء، ويعزى ذلك تحديدًا إلى الحاجة إلى تحسين سلاسة المعاملات ودرجة اليقين والأمان فيها، مما يعني زيادة الكفاءة وتقليل وقت وتكاليف التنفيذ.

وأخيرًا تحسين تجربة المستخدم (UX) لكلا الطرفين: الدافع والمستفيد. أحيانًا، تظهر أنظمة دفع جديدة في السوق؛ وأحيانًا أخرى، تُطوّر أدوات دفع تقليدية نفسها لتلبية الطلبات الجديدة لتنويع تجارب المستخدمين وتطوير استخداماتها في السوق، ومن أحدث الابتكارات، تبرز المدفوعات عبر الهاتف المحمول والمحافظ الرقمية، وتزداد قدرتها على الدفع عن بُعد والدفع بدون تلامس.

ويُعدّ التحول الاستراتيجي أمرًا أساسيًا للحفاظ على القدرة التنافسية ودفع عجلة النمو المربح طويل الأجل في هذا القطاع، ويكمن وراء ذلك أيضًا الاهتمام المتجدد بالمدفوعات لما لها من أهمية في جمع بيانات المعاملات.

تجدر الإشارة إلى أن المدفوعات تُولّد ما يقارب 90% من بيانات العملاء المفيدة للبنوك، وهي معلومات حول من يشتري ماذا، وكمية المشتريات، ومتى، كل هذا يُقدّم رؤىً قيّمة حول سلوك الأفراد، ويُشكّل عنصرًا قيّمًا في تطبيقات البيانات الضخمة.

إدماج وظيفة الدفع في الحياة اليومية

تتزايد باستمرار خيارات العملاء في طرق الدفع واستلام الأموال، فإلى جانب أدوات الدفع التقليدية، مثل الخصم المباشر، والتحويلات الائتمانية، والبطاقات (الخصم والائتمان)، والشيكات، تظهر في السوق مجموعة جديدة من أنظمة الدفع تحت مظلة أساليب الدفع البديلة (APMs)، والتي تُمثل فيها المحافظ الرقمية والمتنقلة أحد الابتكارات ذات إمكانات النمو الأكبر في قطاع التعاملات بين المستهلكين والشركات، وتكتسب المحافظ الرقمية والمتنقلة شعبية متزايدة وانتشارًا واسعًا في العديد من البلدان.

تشير فئة أدوات الدفع المتقدمة (APMs) إلى أي شكل من أشكال الدفع بخلاف النقد أو بطاقات الائتمان العالمية الكبرى. ويكمن السبب وراء ذلك في أن المدفوعات أصبحت أكثر سلاسةً ووضوحًا في رحلة العميل، بفضل التكنولوجيا، ستصبح عملية الدفع فورية، بل قد تختفي، مع إدماج وظيفة الدفع في الحياة اليومية للعديد من الأفراد.

تصبح معاملات الدفع بحد ذاتها سلعة؛ وهذا يُعيد إلى الأذهان منظورًا مفاده أنه إذا كان هذا واضحًا، فإن المدفوعات تصبح وسيلةً لتجربة المستخدم النهائي لشركة أخرى، وخدماتٍ ذات قيمة مضافة، مما سيوفر للشركة عنصرًا أساسيًا للتمييز يمكن استثماره. هذا يعني أن المدفوعات ستُستخدم كدافعٍ لدخول مصادر إيرادات أخرى وتطوير نماذج أعمال مبتكرة لكلٍّ من قطاعي التجزئة والتجار، وفقًا لمجلات" IntechOpen".

المحافظ الرقمية والمحمولة

يكون العامل المشترك بين المحافظ الرقمية والمحمولة هو ملاءمتها لتخزين البيانات وصيغتها الرقمية. تخزن المحفظة نسخًا افتراضية من بطاقات الخصم والائتمان بأمان، فلا يحتاج المستخدم إلى إدخال بيانات بطاقته أو حمل بطاقة مادية للدفع.

و تُستخدم هذه المحافظ لإجراء عمليات الشراء عبر الإنترنت، أو في المتاجر، أو أثناء التنقل. كما يمكنها تخزين عضويات الولاء، وبطاقات المكافآت، ومعلومات الدفع، وكلمات المرور في السحابة، ويمكن الوصول إليها من جهاز كمبيوتر.

ومن منظور الأعمال، تُعدّ هذه المنصات الرقمية منصاتٍ تتيح لمجموعةٍ واسعةٍ من الخدمات والموردين وشركاء الأعمال تقديمَ مجموعةٍ أوسع من الخدمات للمستخدمين.

كما تُمكّن هذه المنصات من تخزين مجموعاتٍ أخرى من المعلومات، مثل التحقق الرقمي (رخص القيادة والهويات الحكومية)؛ والوصول الرقمي، مثل مفاتيح السيارات والفنادق، وغيرها؛ وتصاريح أو تذاكر النقل؛ وتذاكر الفعاليات؛ وبطاقات الصعود إلى الطائرة؛ وبطاقات المكافآت؛ وقسائم الهدايا.

تُعرف المحفظة الرقمية أيضًا باسم المحفظة الإلكترونية، ومع ذلك، لا ينبغي الخلط بين مصطلحي "المحفظة الرقمية" (أو "المحفظة الإلكترونية") و"المحفظة المحمولة".

وتتوفر المحفظة المحمولة حصريًا عبر تطبيق على الجهاز المحمول (مثل PayPal وGoogle Pay وVenmo)؛ وبعضها يأتي مثبتًا مسبقًا على الأجهزة، مثل Apple Wallet وGoogle Wallet وSamsung Wallet.

يمكن الوصول إلى المحفظة الرقمية على كل من الكمبيوتر الشخصي والهاتف الذكي. ومع ذلك، غالبًا ما يُستخدم المصطلحان اليوم بالتبادل، حيث تُجرى عمليات الشراء عبر الإنترنت في الغالب عبر الهاتف المحمول، ويتزايد استخدامهما، خاصةً بفضل سهولة عدم حمل محفظة مادية.

أصبحت هذه المحافظ أكثر فأكثر الخيار المفضل عالميًا، لأنها تقنية قابلة للدمج في نمط حياة الناس اليومي. ولديها القدرة على تغييره، تمامًا كما فعلت ابتكارات ثورية أخرى، مثل الهواتف الذكية، خلال العقد الماضي.

كما وجد أيضًا أن العدد الإجمالي لمستخدمي المحافظ الرقمية سيتجاوز 5.2 مليار مستخدم عالميًا في عام 2026، وهذا سيؤدي إلى استخدام أكثر من 60٪ من سكان العالم للمحافظ الرقمية في عام 2026.

في الوقت الحالي، تتوفر للمستهلكين خيارات واسعة فيما يتعلق بوسائل الدفع، سواءً عبر الإنترنت أو في نقاط البيع التقليدية، ويُعد سعي المستهلكين للراحة هو المحرك الرئيسي لنمو تبني المحافظ الرقمية، حيث يأتي معظم هذا التوجه من جيلي Z وجيل الألفية.

ويتميز نظام المحافظ الرقمية بغرابة شديدة، إذ يتميز بوجود جهات فاعلة مختلفة تنتمي إلى قطاعات مختلفة، لكنها جميعًا تسعى للتنافس في نفس المجال، وهو ما يمكن تلخيصه في "اختيار الدافعين والمستفيدين".

وترتبط المحافظ الرقمية ارتباطًا وثيقًا بتكنولوجيا الهاتف المحمول، لذا انضمت شركات الاتصالات بالإضافة إلى مصنعي الهواتف المحمولة إلى الصناعة.

وهناك أيضًا بنوك تتطلع إلى أن تصبح رائدة في قطاع المحافظ الرقمية، ويرجع هذا الانخراط بالأساس إلى خوفها من فقدان أهميتها في قطاع المدفوعات، بالإضافة إلى رسوم المعاملات، ولكن بشكل عام، أصبحت هذه البنوك غير ذات صلة بالحياة اليومية للعملاء.

نظراً لضعف قدراتها التكنولوجية وعدم كون تطوير التطبيقات جزءاً من أعمالها الأساسية، لجأت البنوك في كثير من الأحيان إلى الشراكات أو عمليات الاستحواذ للتنافس في سوق المحافظ الرقمية.

ومن الأمثلة الناجحة على ذلك شركة Swish في السويد، وهي مشروع مشترك بين ستة بنوك سويدية والبنك المركزي السويدي، والتي استفاد منها أكثر من نصف سكان السويد.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.