ألياف ضوئية تنقل 125 ألف جيجابايت في الثانية، اليابان تكسر حاجز السرعة في عالم الإنترنت

الأحد، 05 أكتوبر 2025 10:40 ص

الألياف الضوئية

محمد السيد

نجح فريق من الباحثين اليابانيين في تطوير نظام ألياف ضوئية قادر على نقل البيانات بسرعة غير مسبوقة بلغت 125 ألف جيجابايت في الثانية، أي أسرع بأربعة ملايين مرة من متوسط سرعة الإنترنت في الولايات المتحدة، في إنجاز علمي مذهل يفتح الباب أمام جيل جديد من الاتصالات، وهذا الرقم القياسي الجديد لا يمثل مجرد تقدم تقني، بل يعد نقطة تحول في مستقبل شبكات الاتصالات العالمية، حيث يمكن أن يُحدث ثورة في كل ما يتعلق بنقل البيانات والاتصال الفوري.

نقل كميات هائلة من البيانات لمسافات طويلة

التقنية اليابانية المبتكرة لا تدهش بسرعتها فقط، بل أيضًا بقدرتها على نقل هذه الكميات الهائلة من البيانات لمسافات طويلة تصل إلى أكثر من 1800 كيلومتر تقريبًا دون أي فقد يُذكر في جودة الإشارة، هذا يعني أنه يمكن إرسال مكتبات رقمية ضخمة أو بث فيديوهات بدقة 8K كاملة خلال دقائق معدودة، في تجربة كانت تُعد قبل سنوات قليلة من ضرب الخيال العلمي.

كابلات الألياف الضوئية

ويعود سر هذا الإنجاز إلى تطوير نوع جديد من كابلات الألياف الضوئية يجمع بين 19 ليفة ضوئية داخل شعيرة واحدة لا يتجاوز قطرها قطر شعرة الإنسان، هذا التصميم العبقري يسمح بنقل الضوء عبر القنوات المتعددة بانسجام تام، ما يقلل التداخل والاهتزازات التي كانت تتسبب عادة في فقد البيانات عبر المسافات الطويلة، النتيجة، سرعة هائلة مع استقرار فائق يجعل الاتصال أكثر موثوقية من أي وقت مضى.

انتشار الذكاء الاصطناعي والبث الرقمي

الكابل الجديد يتوافق تمامًا مع البنية التحتية الحالية لشبكات الإنترنت، ما يعني أن تطبيقه لا يحتاج إلى تغييرات جذرية أو تكاليف باهظة لترقية الشبكات، هذا الجانب العملي يجعل التقنية واعدة تجاريًا وقابلة للتطبيق على نطاق عالمي خلال سنوات قليلة، خاصة في ظل الارتفاع الهائل في الطلب على خدمات البيانات نتيجة انتشار الذكاء الاصطناعي والبث الرقمي والحوسبة السحابية.

أنظمة الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي

ويرى الخبراء أن هذا التطور سيمثل ركيزة أساسية لعصر جديد من التطبيقات فائقة السرعة، بدءًا من إنترنت الأشياء والمدن الذكية، وصولًا إلى تشغيل أنظمة الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي في الزمن الحقيقي، كما سيسهم في تطوير مراكز البيانات العالمية وتعزيز كفاءة البحث العلمي الذي يعتمد على تحليل كمّيات ضخمة من المعلومات في وقت قياسي.