من النفط إلى الرياضة.. صندوق الاستثمارات العامة نحو صناعة نفوذ عالمي

السبت، 04 أكتوبر 2025 10:25 ص

الرياضة السعودية

في الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية لإعادة رسم ملامح اقتصادها الوطني بعيدًا عن النفط، يتصدر صندوق الاستثمارات العامة (PIF) المشهد بوصفه ركيزة أساسية في تحقيق أهداف رؤية 2030.

بإجمالي أصول مدارة تبلغ نحو 1.152 تريليون ريال بحلول منتصف 2025 وفقًا لرويترز، يتحرك الصندوق بخطى ثابتة نحو تنويع القاعدة الاقتصادية، وجعل السعودية لاعبًا دوليًا في قطاعات لم تكن تقليديًا جزءًا من ثروتها الاقتصادية.

خارطة رياضية استثمارية جديدة

لطالما ارتبطت القوة الاقتصادية السعودية بالنفط، لكن مشهد اليوم مختلف، الرياضة، كقطاع ترفيهي اقتصادي، أصبحت في قلب استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، الذي بات يتحرك على مسارين متوازيين:

1. الاستثمار المؤسسي المباشر (FDI):

الصندوق لم يكتفي فقط بضخ الأموال داخليًا، بل قام بإطلاق كيانات جديدة مثل Savvy Gaming Group، التي استحوذت على منصات كبرى مثل ESL وFACEIT، بهدف بناء منظومة رياضات إلكترونية تنافس عالميًا.

كما دعم الصندوق استثمارات في رياضات الفنون القتالية من خلال دوري PFL، والتنس عبر شراكات طويلة مع ATP وWTA، ليجعل من المملكة وجهة لاستضافة البطولات الكبرى مثل نهائيات WTA.

2. الملكية والتحول المؤسسي للأندية:

الحدث الأبرز تمثل في إعلان وزارة الرياضة، في يونيو 2023، خصخصة 4 من أعرق الأندية السعودية (الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي)، وتحويلها إلى شركات يملك الصندوق %75 منها، بينما تبقى %25 بيد مؤسسات غير ربحية تمثل جماهير النادي وأعضاء شرفه.

هذه الخطوة تعد تحولًا نوعيًا في الحوكمة والتمويل الرياضي، وتفتح الباب أمام استثمارات أوسع، ورفع الكفاءة التنافسية للدوري السعودي.

من نيوكاسل إلى القدية.. شبكة نفوذ تتوسع

لم يقتصر طموح الصندوق على الداخل، ففي أكتوبر 2021، قاد تحالفًا للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، ليؤسس منصة خبرة عالمية تستخدم لتطوير الأندية المحلية، من حيث التسويق، وحقوق البث، والحوكمة.

إن امتلاك نادي في الدوري الإنجليزي يمنح الصندوق نافذة على واحدة من أعرق الصناعات الرياضية في العالم، مع إمكانات نقل الخبرة إلى الداخل السعودي.

وفي الداخل، لا تقل المشروعات الطموحة عن هذا الزخم الخارجي، فمشروع القدية مثلًا، الذي يموله الصندوق، ليس مجرد مشروع ترفيهي، بل يمثل محورًا حيويًا لقطاعي الرياضة والفنون، ضمن توجه أشمل يجعل الترفيه والرياضة جزءًا من الناتج المحلي غير النفطي.

أسرع صناديق الثروة نموًا، أصول السيادي السعودي تقترب من التريليون دولار

الرسالة الاقتصادية.. رياضة بتوقيع استثماري

الخط الذي يرسمه صندوق الاستثمارات العامة واضح، الرياضة لم تعد ترفًا، بل صناعة، وأداة تأثير ناعم، ومنصة استثمار عابرة للحدود.

من خلال هذه الاستراتيجية، تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف متعددة، خلق وظائف، جذب استثمارات أجنبية، تحفيز السياحة، وتعزيز الصورة الذهنية العالمية.

كما أن نموذج الملكية المشترك بين القطاع الحكومي “الصندوق” والمؤسسات غير الربحية يوازن بين الحوكمة المؤسسية والمشاركة المجتمعية، ويعد نموذجًا جديدًا في إدارة الأندية، قابلًا للتكرار إقليميًا.

رؤية تصاغ على أرض الملاعب

ما يجري ليس صدفة، بل جزء من هندسة اقتصادية دقيقة، تسعى فيها السعودية إلى إعادة تعريف موقعها في الاقتصاد العالمي، ليس فقط كمصدر للطاقة، بل كقوة استثمارية وثقافية ورياضية.

الرياضة اليوم في السعودية ليست هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لغايات اقتصادية أوسع، تقودها مؤسسة مالية بحجم صندوق الاستثمارات العامة، الذي يعيد تعريف مفهوم القوة الناعمة.. بالأرقام.

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يبدأ بيع سندات دولارية لأجل 10 سنوات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.