ترامب يصعد والأزمة تتفاقم، الإغلاق الحكومي يكلف أمريكا 400 مليون دولار يوميًا
الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 12:09 م

الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة
ميرنا البكري
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الإغلاق الحكومي رقم 15 في آخر 44 عام تقريبًأ، والسبب نفس السيناريو المعتاد، عدم قدرة الجمهوريين والديمقراطيين للاتفاق على الميزانية، هذه المرة الخلاف مركز على برامج الرعاية الصحية، مما فتح الباب لأزمة كبيرة تعطل عمل الحكومة وتضرب الاقتصاد في مقتل.
بدأ الإغلاق من منتصف الليل بتوقيت واشنطن يوم 1 أكتوبر، ولا يوجد أي مؤشرات على انتهائه قريبًا، خاصةً مع تصعيد ترامب والديمقراطيين ضد بعض.

ماذا يعني “إغلاق حكومي”؟
"الإغلاق الحكومي" في أمريكا يعني أن الحكومة توقف جزء كبير من خدماتها ومؤسساتها الفيدرالية بسبب عدم وجود تمويل للاتفاق عليه، وببساطة لابد أن يوافق الكونجرس على ميزانية تغطي مصاريف الحكومة.
وإذا منعت الخلافات تمرير الميزانية، ستغلق الحكومة "أبوابها" جزئيًا، أما الخدمات الأساسية كالجيش والبريد والضمان الاجتماعي تستمر في عملها، لكن آلاف الموظفين الفيدراليين يتوقفون عن العمل ولا يأخذون راتب.
هذا الإغلاق ليس جديدًا، فمنذ عام 1976 دخلت أمريكا في 21 حالة إغلاق، أطولهم كان 35 يوم في 2018-2019 خلال حكم ترامب.
تفاصيل الأزمة الحالية، الرعاية الصحية في قلب المعركة
يسعى الجمهوريون لتمرير ميزانية قصيرة الأجل حتى نهاية نوفمبر، لكن الديمقراطيون رفضوا، نظرًا لأن بها تخفيضات على تمويل برنامج "أوباما كير" للتأمين الصحي.
الميزانية التي يدور عليها الصراع حجمها ضخم، حوالي 1.7 تريليون دولار لتشغيل الهيئات الحكومية، وهذا تقريبًا ربع الموازنة الفيدرالية التي تصل لـ7 تريليون دولار.
الخلاف الحقيقي سياسي قبل أن يكون مالي، فيعتبر الجمهوريون أن برامج الرعاية الصحية مكلفة، ولابد من تقليصها، ويعتبرها الديمقراطيون خط أحمر لحماية ملايين الأمريكان من الفقر والمرض.
ترامب يدخل على الخط، تهديدات وتسريحات
لم يفوت ترامب الفرصة، وهدد أنه قد يستخدم الإغلاق لكي يقوم بتغيرات جذرية في الحكومة، كما قال بشكل صريح أنه قد يسرح مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين، وأن المتضررين هم الديمقراطيين وأنصارهم.
تسير إدارته في خطة منفصلة لتقليص الجهاز الإداري وتسريح حوالي 300 ألف موظف قبل نهاية 2025، أي الإغلاق ليس تعثر مالي، لكنه سلاح سياسي يستخدمه ترامب لتصفية حساباته.
التداعيات الاقتصادية المباشرة، فاتورة يومية بـ 400 مليون دولار
وفقًا لمكتب الميزانية في الكونجرس، سيتوقف حوالي 750 ألف موظف اتحادي عن العمل دون راتب، كما أن التكلفة اليومية للإغلاق ستصل إلى 400 مليون دولار.
بالتالي سيتأثر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر الذي يُعد مؤشر أساسي لقياس قوة الاقتصاد الأمريكي، كما أن حركة السفر الجوي ستتباطأ بسبب غياب موظفي الأمن، وأيضًا سيتوقف البحث العلمي، بالإضافة إلى تأخر الجيش والقوات في صرف الرواتب.
اختصارًا، كل يوم إغلاق يمثل نزيف اقتصادي مباشر، وكلما زادت المدة تكبر التأثيرات وتتراكم.
صراع الكونجرس، كل طرف يلقي التهمة على الآخر
يؤكد الديمقراطيون بقيادة تشاك شومر أن الإغلاق “جمهوري”، لأن الجمهوريين رفضوا تمويل الرعاية الصحية، أما الجمهوريزن بقيادة مايك جونسون يوضحون أن الإغلاق ”ديمقراطي"، وأن شومر هو من يعطل الاتفاق لمصالحه.
قالت كامالا هاريس (سياسية أمريكية): "الجمهوريين مسؤولين، فهم من يتحكمون في البيت الأبيض والكونجرس".
المشهد هنا يوضح أن الأزمة أبعد من أرقام، بل هي صراع على الأولويات بين حزبين، ويسعى كل طرف لإثبات أنه الأقوى قبل انتخابات 2026.
أبرز التوقعات المستقبلية
يرى المحللون أن هذا الإغلاق قد يستمر أكثر من الإغلاقات الماضية، وذلك بسبب:-
1. إصرار ترامب: يرى أن الأزمة فرصة لإعادة تشكيل الجهاز الإداري بالكامل.
2. غياب أرضية مشتركة: فيسعى الديمقراطيون للاستمرار في تمويل "أوباما كير" (نظام تأمين صحي للفقراء)،
ويرفض الجمهوريون الإنفاق عليه، فكل طرف متمسك برأيه، ولا يوجد اتفاق، مما يؤدي إلى الإغلاق الحكومي.
إذا استمر الإغلاق سيخسر الاقتصاد الأمريكي مليارات، كما تهتز ثقة الأسواق العالمية في أمريكا، ومن الممكن أن يتعرض تصنيفها الائتماني لضغوط، كما سيتأثر المواطن الأمريكي مباشرة من توقف الرواتب والخدمات.
أزمة سياسية بملامح اقتصادية خطيرة
الإغلاق الحكومي في أمريكا ليس مجرد "تعطيل إداري"، لكنه معركة سياسية واقتصادية في نفس الوقت. فالجمهوريون يرغبون في تقليص دور الدولة، والديمقراطيون متمسكين بالرعاية الصحية، أما دونالد ترامب فيستغل الوضع لتعزيز نفوذه.
كل يوم يمر في الإغلاق يكلف الاقتصاد مئات الملايين، ويزود الضغط على ملايين الأسر الأمريكية، وإذا استمرت الأزمة لفترة طويلة، قد تكون لها انعكاسات أوسع على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من اضطرابات بالفعل.
بالمختصر، دخلت أمريكا نفق سياسي مظلم، والخروج منه لن يكون سهلًا، وستكون الفاتورة الاقتصادية ثقيلة على المواطن العادي قبل أن تضرب أسواق المال.
اقرأ أيضًا:-
الدولار يتراجع لأدنى مستوى في أسبوع مع إغلاق الحكومة الأمريكية
أول اغلاق حكومي في أمريكا منذ 6 سنوات وإيقاف 750 ألف موظف فيدرالي
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
في اليوم العالمي، 473 مليار دولار إجمالي إيرادات سوق القهوة عام 2025
01 أكتوبر 2025 12:24 م
من الدبابات إلى التكنولوجيا.. الرقائق الإلكترونية تتحول إلى ساحة حرب عالمية
01 أكتوبر 2025 12:17 ص
بين ضغوط ترامب ومطالب الديمقراطيين، هل تنجو أمريكا من الانهيار؟
29 سبتمبر 2025 04:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً