خبير اقتصادي: الصناعة أساس الاقتصاد ومصدر رئيسي للدخل القومي

الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 11:03 ص

الدكتور تامر سعيد أستاذ إدارة الأعمال

محمد السيد

قال الدكتور تامر سعيد، أستاذ إدارة الأعمال والمحاضر بالدراسات العليا بالأكادمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن مفهوم الصناعة يرتكز على وجود قطاع كامل، أو مجموعة كبيرة من الأنشطة الاقتصادية، التي ترتبط بإنتاج منتج معين، سواء كان هذا المنتج سلعة مادية أو خدمة، والصناعة مفهوم اقتصادي واسع، ويختلف مفهوم الصناعة، عن مفهوم التصنيع، حيث أن التصنيع هو عملية تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية، أو نصف نهائية، وعلى نطاق واسع باستخدام الآلات والعمالة والخطط المنظمة، وبالتالي فإن التصنيع هو جزء من الصناعة.

تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية

وأضاف استاذ إدارة الأعمال، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الصناعة تلعب دورًا كبيرًا في زيادة الناتج القومي الإجمالي للدول، من خلال تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية، ذات قيمة اقتصادية أعلي كما تساعد أيضًا الصناعة في توفير فرص العمل، والحد من البطالة، وزيادة الصادرات، وتقليل الواردات، وجذب الاستثمارات، وتحقيق التنمية المستدامة.

الثورات الصناعية

وأشار “سعيد”، على مدار التاريخ ظهرت أربعة ثورات صناعية ففي عام 1765 ظهرت الثورة الأولى و عنوانها "المحرك البخاري والفعالية والإنتاجية القصوى"، وفي عام 1870 ظهرت الثورة الصناعية الثانية و"عنوانها الكهرباء والنفط ومحرك الاحتراق الداخلي"، أما فى عام 1969 ظهرت الثورة الصناعية الثالثة، والتي كانت تركز على الرقميات وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت و أخيرًا في عام 2016 ظهرت الثورة الصناعية الرابعة والتي ركزت على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو.

استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبورتات في العمليات الإنتاجية

وأوضح"سعيد"، أن في خضم الثورة الصناعية الرابعة اتجه العالم أجمع إلى استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبورتات في إتمام العمليات الإنتاجية مما يققل من الوقت و المجهود و التكلفة، كميزة تناقسية حيث أصبح التنافس بالوقت سمة من سمات العالم اليوم، بالإضافة إلى أن القدرة على إدارة التكاليف و تقليلها من خلال هذه التقنيات سيخلق ميزة تنافسية للشركات والمؤسسات بالإضافة إلى تحسين المنتجات من خلال الإبتكار والتحسين المستمر كما ان الإبتكارات التكنولوجية ستساعد في خلق منتجات جديدة ذات سمة مميزة و قد تؤدي إلى ظهور اسواق جديدة.

استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة

وأكد “سعيد”، أن في إطار الثورة الصناعية لن يقتصر دور التقنيات الحديثة على العمليات الانتاجية فقط، بل يمتد أيضا إلى سلاسل الإمداد وخصوصا التوريد، سواء من المورد إلى المصنع أو من المصنع إلى العملاء، واستخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة يلعب دورًا كبيرًا في إتمام عمليات التوريد، و يحفز على التحول الرقمي في مختلف القطاعات، كما أنه يلعب دورًا كبيرًا في البحث عن أفضل الموردين، من خلال المقارنة فيما بينهم من حيث المطابقة للمواصفات الفنية والأسعار، والجودة والماركة وسمعة المورد، وكفالات حسن التنفيذ ومدة التنفيذ، والمصداقية في التنفيذ، كما يسهل استخدام الإنترنت في سرعة عملية التواصل لحل المشكلات في حينها فمن خلال الإنترنت أصبح العالم قرية صغيرة.

إنشاء بنية تحتية قوية

وأوضح “سعيد”، أن الدولة المصرية اتخذت العديد من الخطوات نحو الثورة الصناعية الرابعة، ومن أهم هذه الخطوات هو إنشاء بنية تحتية قوية، بما يساهم بشكل كبير على تشجيع والإتجاه نحو التحول الرقمي، و خصوصا في الهئيات الحكومية والإعتماد على الخدمات الإكترونية بدلا من العمليات الورقية، كما أن الدولة المصرية تتخذ خطواتها نحو اطلاق خدمات الجيل الخامس، والتي تسهل في كيفية التعامل مع تقنيات الثورة الصية الرابعة، كما اهتمت الدولة بالتعليم في هذا الشأن، وأصبح الذكاء الاصطناعي مادة دراسية تدرس للطلاب في المرناعاحل الأولية للتعليم، بهدف تخريج جيل جديد على دراية كاملة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، و كيفية تطبيقه كخطوة كبيرة نحو الثورة الصناعية الرابعة، وذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية، ورؤيتها نحو خلق منتجات مصرية، ومصانع ذكية، لديها ميزات تنافسية عالمية تخترق بها الأسواق العالمية و الدولية وتساهم في تعظيم الصادرات والحد من الواردات.