الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

04:42 م

"ثورة في صناعة الأزياء"، المؤثر أصبح أقوى من الإعلانات والمستهلك شريك في القرار

الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 03:14 م

صناعة الأزياء

صناعة الأزياء

ميرنا البكري

حينما ظهرت السوشيال ميديا في بدايتها، لم يكن أحد يتخيل أنها ستتحول من وسيلة تواصل لصناعة ترسم ملامح الاقتصاد العالمي في قطاعات مثل الموضة، فلم تعد منصات مثل إنستجرام، وتيك توك، ويوتيوب منصات للتسلية، بل أصبحت "ملاعب أزياء" يتولد بها ترند جديد كل يوم.

فما يحدث أن السوشيال ميديا لم يغير طريقة تسويق الأزياء، لكن أيضًا أعاد توزيع النفوذ، حيث أصبح المستهلك صانع القرار، والمؤثر الأهم من الإعلان التلفزيوني، وأصبحت البيانات البوصلة، التي تمشي خلفها العلامات التجارية.

Social media trends exacerbate consequences of fast fashion – The Standard
السوشيال ميديا تعيد رسم ملامح صناعة الموضة

 

ديمقراطية الموضة، الجميع له تأثير

وسببت السوشيال ميديا "ثورة ديمقراطية" في الموضة، ففي البداية كانت دار الأزياء الكبيرة والمصممين الكبار، هم من يحددون الترندات، لكن في الوقت الحالي، يستطيع مصمم أزياء صغير أو حتى هاوٍ، خلق صيحة عالمية من منشور أو فيديو، ما خلق منافسة ضخمة، وجعل العلامات التجارية الكبيرة، تضطر إلى ملاحقة التغيرات ومواكبة سرعة المستهلك، فالتميز لم يعد في "من الأكبر"، لكن في "من أسرع ومن أوضح في التواصل مع الجمهور".

 

البيانات، من الإعجابات للقرارات

الميزة التي فتحت بابًا جديدًا هي أن كل إعجاب، أو مشاركة، أو تعليق يتحول لبيانات، كما أصبحت الشركات تستطيع فهم جمهورها بدقة، من ما يعجبهم إلى ما لا يناسبهم، وما هو الترند المقبل، وهذه البيانات ليس للتسويق فقط، لكن أيضًا تؤثر على قرارات الإنتاج فمثلًا، شركات مثل Missguided قلصت دورة الإنتاج من 6 شهور، لأسبوع واحد فقط لكي تستطيع اللحاق بالترند، والنتيجة زيادة في المبيعات، وتقليل في المخزون الذي كان يتكدس دون فائدة.

 

المستهلك لاعب أساسي، من التفاعل للتمكين

ولم يعد المستهلك اليوم مجرد مشاهد، بل أصبح مشاركًا يفرض على العلامات التجارية أن تكون أوضح في إستراتيجياتها، خاصةً في موضوعات مثل الاستدامة والأخلاقيات، فالجمهور يراقب ويحاسب، ما دفع الكثير من الشركات إلى تغيير سلوك إنتاجها لكي تحافظ على ثقة العملاء، الأمر الذي يعني أن السوشيال ميديا، لم ترفع المبيعات فقط، لكنها أيضًا فرضت ضغوطًا تنظيميةً وأخلاقية غير رسمية على الصناعة.

 

دروس من الهند، السوق الشاب في المقدمة

وأوضح تحليل سلوك المستهلك في مدن مثل بيلاري ورايبور في الهند، مدى تأثير السوشيال ميديا، حيث يقضي الشباب ساعات طويلة على المنصات، كما يكثر شرائهم بناءً على ما يشاهدوه أونلاين، فمنصات مثل فيسبوك، يوتيوب، وإنستجرام، لا يعرضون منتجات فقط، بل أصبحوا أدوات قرار شرائي، وهذا مثالٌ حي على كيفية إعادة الأسواق الناشئة، لتشكيل خريطة الاستهلاك العالمي.

 

سرعة الترند، الموضة في عصر التيك توك

وأصبح الترند يُولد ويموت بسرعة غير مسبوقة، كما أن المستهلك يتبنى صيحة، وبعدها بأيام أو أسابيع يتجاهلها، ما يخلق ضغطًا على الشركات بأن تكون سريعة في التجاوب، والشركات التي تستطيع التحرك في أول 3 أشهر من ظهور ترند، تستطيع زيادة مبيعاتها بنسبة 15% تقريبًا، والسر ليس في الابتكار فقط، لكن في التوقيت.

 

الذكاء الاصطناعي، الموضة تتنبأ بنفسها

وتستخدم شركات تحليل مثل Heuritech الذكاء الاصطناعي، لتحليل الصور والفيديوهات على السوشيال ميديا، والتنبؤ بالترندات، فمثلًا قبل عرض دار Chloé لمجموعة (ربيع-صيف 2025)، رصد الذكاء الاصطناعي عودة الطابع البوهيمي بقوة، والنتيجة أن المجموعة جاءت متوافقة مع ميول المستهلك، وهذا سر نجاحها، وهنا اتحد كلٌ من التكنولوجيا والذوق الفني لخلق صيحة ناجحة.

 

المؤثرون والمجتمعات الرقمية، الاقتصاد الموازي للموضة

ولم يعد المؤثرون مجرد وجوه إعلانية، بل أصبحوا صانعي توجهات، تحديدًا المؤثرين الصغار الذي لديهم جمهور أقل لكن أكثر تفاعلًا، أيضًا المجتمعات الرقمية الفرعية، أصبحت تحدد الاتجاهات المقبلة في عالم الموضة، والعلامات التجارية التي استطاعت أن تدخل وتتعاون مع هذه المجتمعات، استطاعت أن تبني ولاء طويل الأمد، وليس مجرد زيادة لحظية في المبيعات.

 

إستراتيجيات الموضة في 2025، البقاء للأسرع والأذكى

  1. تحليل البيانات في الوقت الحقيقي، قبل انتهاء وقت الترند.
  2. سلاسل توريد سريعة، أي إنتاج بكميات صغيرة لاختبار السوق.
  3. تجارب رقمية مبتكرة، مثل غرف قياس افتراضية وعروض أزياء رقمية.
  4. التعاون مع مجتمعات فرعية، لكي تحافظ على الأصالة.

 

نتائج وتوقعات، الاقتصاد الرقمي يعيد رسم الموضة

1. السوشيال ميديا، منصة العرض الأساسية بدلًا من المنصات التقليدية.

2. البيانات والذكاء الاصطناعي، البوصلة التي القرارات.

3. المستهلك والمؤثر، شركاء أساسيين في صياغة المنتجات.

4. سرعة التغيير، العامل الفارق بين نجاح وفشل العلامات.

 

الموضة لم تعد كما كانت

ما حدث ليس مجرد تسويق إلكتروني، بل ثورة اقتصادية حقيقية في صناعة الأزياء، من شارع المدن حتى شاشة الهاتف المحمول، ومن قرار مستهلك فردي لبيانات تحليلية بمليارات، فالمستقبل واضح، فمن لا يستطيع أن يدمج السوشيال ميديا والبيانات والذكاء الاصطناعي في إستراتيجيته، سيجد نفسه خارج اللعبة، أما الموضة اليوم فلا تتحدد في الكواليس، لكنها تتولد كل ثانية على السوشيال ميديا.

 

اقرأ أيضًا:-

الجمال المزيف، هل يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف الموضة والإعلانات؟(فيديو)

صناعة الشنط الجلدية.. مزيج بين التراث والموضة

Social media, fast fashion impact longevity of clothing trends - The State  News
تأثير السوشيال ميديا على صناعة الموضة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search