الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

02:24 ص

دقيقة واحدة تكشف الفجوة، دخل إيلون ماسك بين الحقيقة والصدمة

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 12:40 ص

إيلون ماسك

إيلون ماسك

في عالم يعمل فيه أكثر من نصف سكان الأرض لكسب قوت يومهم، لا تزال الأرقام المرتبطة بثروات الأغنياء تثير الدهشة، وربما الصدمة، وفي دقيقة واحدة فقط، يجني إيلون ماسك ما لا يستطيع ملايين الأشخاص حول العالم تحصيله في سنوات طويلة من العمل الشاق. 

إيلون ماسك

هذه المفارقة الصارخة ليست مجرد مقارنة عابرة، بل نافذة نطل من خلالها على واقع اقتصادي غير متوازن، تتسع فيه الفجوة يومًا بعد يوم بين قلة فاحشة الثراء وغالبية تكافح من أجل البقاء.

دخل ماسك في دقيقة واحدة

يتصدر إيلون ماسك، مؤسس تسلا وسبيس إكس ومالك منصة إكس، قائمة فوربس لأغنى أثرياء العالم بثروة تقدر بنحو 342 مليار دولار حتى سبتمبر 2025. 

وعند حساب معدل دخله السنوي بناءً على تقارير الأرباح وزيادات القيمة السوقية لأسهم شركاته، فإن ماسك يجني ما يقارب 9.3 مليون دولار في الساعة، أي ما يعادل 155 ألف دولار في الدقيقة الواحدة.

الرقم يبدو صعب التصديق، لكن واقع الأرقام لا يرحم، وكل 60 ثانية تمر عليه، تضاف إلى رصيده مبالغ تكفي لتغيير حياة مئات الأسر في الدول الفقيرة.

مقارنة صادمة مع العالم العربي

حين نقارن دقيقة واحدة من دخل ماسك مع دخل المواطنين في بعض الدول العربية، تتجلى الفجوة الطبقية في أبشع صورها. 

في مصر، على سبيل المثال، لا يتجاوز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السنوي 3,338 دولارًا، أي ما يعادل 9.1 دولارًا في اليوم، وهذا يعني أن المواطن المصري يحتاج إلى أكثر من 46 عامًا من العمل المتواصل ليكسب ما يحققه ماسك في دقيقة واحدة فقط. 

الوضع في المغرب لا يختلف كثيرًا، متوسط دخل سنوي للفرد يبلغ 3,993 دولارًا، تعادل دقيقة واحدة من دخل ماسك.

وحتى في السعودية، حيث يبلغ متوسط دخل الفرد السنوي نحو 35,057 دولارًا، فإن المواطن يحتاج إلى أكثر من أربع سنوات ونصف ليجني ما يحصل عليه ماسك في دقيقة واحدة.

متوسط دخل الفرد

حتى في أوروبا.. الفجوة لا تختفي

قد يظن البعض أن هذه المقارنة تصبح أكثر عدالة حين ننتقل إلى أوروبا، حيث ترتفع مستويات المعيشة، لكن المفاجأة أن الفجوة لا تزال قائمة حتى هناك. 

في فرنسا، يبلغ متوسط دخل الفرد السنوي 46,150 دولارًا، أي أن دقيقة واحدة من دخل ماسك تعادل أكثر من ثلاث سنوات من العمل المتواصل لمواطن فرنسي. 

في ألمانيا، صاحبة أعلى متوسط دخل في المقارنة الأوروبية، يحتاج المواطن إلى ما يقارب ثلاث سنوات من العمل ليكسب ما يكسبه ماسك في 60 ثانية. 

أما في إيطاليا، فالوضع ليس أفضل بكثير، حيث تساوي الدقيقة الواحدة من دخل ماسك ما يزيد عن 1,400 يوم عمل، أي ما يقارب أربع سنوات من العمل.

اقرأ أيضًا:

خريطة المليارديرات.. صعود عمالقة البرمجة في قائمة أثرياء 2025 (فيديو)

الأثرياء لا يعدون على أصابع اليد

إيلون ماسك ليس استثناءً في هذه الصورة الاقتصادية المختلة، بحسب قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم لعام 2025، يحل مارك زوكربيرج، مؤسس ميتا، بثروة تبلغ 216 مليار دولار، ويليه جيف بيزوس، مؤسس أمازون، بثروة مماثلة تقريبًا. 

ويقدر دخل كل منهما في الدقيقة الواحدة بما يتراوح بين 57 و59 ألف دولار، وهو ما يعادل دخل سنوات طويلة لمواطن متوسط الدخل في دول نامية، بل وحتى في بعض الدول المتقدمة.

أثرياء

ثروات تتضاعف والفقر يتمدد

هذا التفاوت ليس فقط تعبيرًا عن الغنى، بل هو مرآة تعكس آلية توزيع الثروة على مستوى العالم، ففي الوقت الذي تضاعف فيه ثروات المليارديرات بوتيرة لا تصدق، يعيش أكثر من 700 مليون إنسان حول العالم على أقل من 2.15 دولار في اليوم، وفقًا لتقارير البنك الدولي لعام 2024. 

هذه الأرقام تطرح أسئلة أكثر عمقًا من مجرد الاستغراب، لأنها تكشف عن خلل هيكلي في النظام الاقتصادي العالمي، خلل يسمح بتراكم الثروات في يد قلة صغيرة بينما يعاني غالبية سكان الكوكب من سوء الخدمات وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

ليست صدفة بل نتيجة نظام

من الخطأ الاعتقاد أن هذه الفجوة نتجت فقط عن عبقرية رجال الأعمال أو نجاح مشاريعهم، نعم، هناك ذكاء استثماري وابتكار تقني، لكن ما يجعل هذه الثروات تتضاعف بهذا الشكل هو طبيعة النظام الرأسمالي العالمي، الذي يكافئ تراكم رأس المال على حساب العمل اليدوي أو حتى العقلي. 

فالأرباح التي يحصل عليها الأثرياء تأتي من ارتفاع قيمة الأسهم والاستثمارات المالية، وليس من رواتب شهرية أو ساعات عمل. 

ومع ضعف القوانين الضريبية على الثروات في معظم دول العالم، وتنامي فرص التهرب الضريبي والملاذات الآمنة، يجد الأثرياء أنفسهم في موقع مريح جدًا يسمح لهم بجني المال باستمرار دون ضوابط حقيقية.

اقرأ أيضًا:

عودة ماسك إلى الصرامة الإنتاجية.. ما وراء طلبات الإنجاز في xAI

ماذا يعني هذا التفاوت للعالم؟

هذا التفاوت المتسارع في توزيع الثروة لا يشكل فقط أزمة أخلاقية، بل خطرًا مباشرًا على الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. 

ومع غياب العدالة، يتنامى الإحباط الشعبي وتضعف ثقة الشعوب في حكوماتها، ما يفتح الباب أمام التوترات الاجتماعية، والاحتجاجات، وتصاعد الشعبوية السياسية، بل وربما الانهيارات الاقتصادية. 

النظام القائم حاليًا لا يوفر بيئة آمنة للجميع، بل يعيد إنتاج الفقر ويوسّع الهوة الطبقية، ما يعني أن العالم يسير في اتجاه غير مستدام اقتصاديًا وأخلاقيًا.

ماسك

دقيقة واحدة.. لكنها تقول كل شيء

في نهاية المطاف، لا يمكن النظر إلى هذه المقارنات على أنها مجرد أرقام، دقيقة واحدة من دخل إيلون ماسك تكشف كل ما هو مختل في الاقتصاد العالمي، بل تكشف كيف أصبحت الثروة تتركز في يد فئة قليلة، بينما يظل الملايين عالقين في دوامة من الفقر والحرمان. 

وكلما مرت دقيقة، تكبر الفجوة أكثر، ويصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: هل يمكن أن يستمر هذا الوضع دون انفجار؟ وهل يمكن أن نجد يومًا نظامًا اقتصاديًا يعيد التوازن والعدالة إلى هذا العالم؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search