الأحد، 28 سبتمبر 2025

04:11 م

تصاريح تصدير السيارات الكهربائية.. هل تنتصر «بكين» على أوروبا؟

الأحد، 28 سبتمبر 2025 01:18 م

سيارات كهربائية- أرشيفية

سيارات كهربائية- أرشيفية

ميرنا البكري

يمثل القطاع الصيني للسيارات الكهربائية "قصة نجاح" للعالم بأكمله، وخلف هذا النجاح تقع مشكلات ضخمة من حرب أسعار شرسة، ومنافسة قاتلة، إلى شركات تصارع على البقاء، ومع تصاعد التوترات التجارية مع أوروبا، وجدت الحكومة الصينية نفسها في حاجة للتحكم أكثر في اللعبة، لتقرر فرض نظام تصاريح تصدير للسيارات الكهربائية بداية من يناير 2026.

هذا القرار ليس مجرد إجراء بيروقراطي، لكنه إشارة واضحة أن “بكين” تسعى للتحكم في السوق بأكمله، من المصنع حتى المستهلك العالمي.

How China's EV market is powering ahead
السيارات الكهربائية

لماذا قررت الصين التحكم في التصدير؟

تسعى الصين إلى السيطرة على الفوضى الداخلية، وسببت حرب الأسعار في الصين نزيف أرباح، كما أن خوف الحكومة من انهيار بعض الشركات دفعها لفرض ضوابط، وتنظيم سلسلة التوريد، إذ تأخرت الكثير من الشركات في دفع مستحقات الموردين، فأجبرتهم الصين أجبرتهم على تسريع السداد.

وتبعث الصين رسالة لأوروبا “نحن لا نصدر عشوائي، بل لدينا نظام وضوابط”، مما قد تستخدمه بكين كارت تفاوض ضد الرسوم الجمركية الأوروبية، كما تحاول دعم النمو الصحي للقطاع، فتسعى الحكومة إلى غربلة السوق لكي تستمر الشركات القوية وتخرج الضعيفة.

أوروبا أكبر خصم

رغم أن الاتحاد الأوروبي فرض رسومًا جمركية باهظة على السيارات الصينية الكهربائية، لازالت أوروبا أكبر سوق ليهم، ووصلت صادرات الصين من EVs  نحو 19 مليار دولار خلال أول 7 شهور من 2025، نفس حجم العام الماضي تقريبًا، واستمرت شركات مثل BYD، NIO، XPeng إرسال سياراتها دون توقف، حتى بعد الرسوم.

أصبحت أوروبا "ميدان المعركة" الأكبر، وتحتاج السيارات الكهربائية الرخيصة لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة، ومن جانب آخر تسعى لحماية صناعتها المحلية (مثل فولكس فاجن ورينو)، أي العلاقة معقدة، إذ أن أوروبا تهاجم وتستورد في نفس الوقت.

تداعيات القرار على السوق العالمي

قد تخرج الشركات الصغيرة والمتوسطة من اللعبة بسبب تعقيد الإجراءات الجديدة، وقد يستفيد الكبار (BYD، NIO)؛ نظرًا لأن لديهم دعم حكومي ومرونة مالية.

تحاول أوروبا الموازنة بين الرسوم والاحتياج الفعلي للسيارات الصينية، ومن الممكن أن يحدث  تفاوض سياسي جديد بين بروكسل وبكين وصولًا لصيغة وسط.

 على صعيد المنافسة العالمية، قد تستغل أمريكا الوضع وتزود حصتها في أوروبا (خاصةً تسلا) وقد تدخل كلًا من كوريا واليابان بثقل أكبر لتغطية أي فجوة في التوريد.

أبرز التوقعات خلال الفترة المقبلة

  • من المتوقع أن تخرج الشركات الصينية الضعيفة من المنافسة بحلول 2026.
  • يرتكز السوق في يد 3 لـ 4 لاعبين كبار فقط.
  • قد تستمر أوروبا في فرض رسوم وخسارة سيارات رخيصة تخدم تحولها الأخضر، أو قد تخفف الضغط وتقبل بالهيمنة الصينية على السوق.
  • قد تستخدم الصين التصدير كورقة ضغط ليس اقتصادية فقط، لكن أيضًا جيوسياسية.
  • من المحتمل أن تعرض الصين اتفاقيات "تكنولوجيا مقابل وصول للسوق" مع أوروبا.

 الصين تقود زمام السوق

يُعد قرار التصاريح ليس لتنظيم السوق فقط، لكن أيضًا ورقة ضغط استراتيجية ضد أوروبا، مما يعني أن سوق السيارات الكهربائية على مرحلة احتكار منظم بقيادة بكين، ومن يحدد مستقبل الصناعة ليس الأسعار أو الجودة، لكن السياسة والتفاوض التجاري الدولي.

اقرأ أيضًا:

السيارات الكهربائية تدفع شركات أوروبا نحو تحقيق أهداف خفض الانبعاثات

شركات التأمين على السيارات الكهربائية في الصين مهددة بخسائر كبيرة، ما القصة؟

مركز المستقبل - الصين والاتحاد الأوروبي بين الاعتماد المتبادل والخصومة  النظامية
الصين وأوروبا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
 

Short Url

search