البنك الأوروبي يرفع توقعات النمو ويحذر: الديون والرسوم تهدد مستقبل الاقتصادات الناشئة

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 12:10 ص

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية

في تطور يعد الأول منذ أكثر من عام، رفع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية توقعاته للنمو الاقتصادي في عام 2025، ولككن في الوقت نفسع حذر من تحديات متصاعدة أبرزها ارتفاع الديون، عودة التضخم، واستمرار الحروب والرسوم الجمركية، والتي قد تقيد آفاق النمو في 2026.

نمو متباين بين المناطق

أشار التقرير الصادر عن البنك، الذي يغطي الاقتصادات الناشئة في أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى ارتفاع توقعات النمو لعام 2025 بشكل طفيف إلى 3.1%، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.

وأوضح التقرير أن يستثنى من التقديرات، أحدث أعضاء البنك، وهم العراق و6 بلدان من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى نيجيريا وكينيا وغانا.

ولكن أظهر التقرير تباينًا واضحًا، تأخر أداء اقتصادات أوروبا الناشئة في البلدان التي يعمل فيها البنك مثل المجر وبولندا ورومانيا، عن وتيرة التوسع المسجلة في مناطق أخرى، مثل آسيا الوسطى وتركيا وأفريقيا جنوب الصحراء.

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يرفع توقعات النمو الى 3.1 بالمائة لهذا العام

ضغوط الرسوم الجمركية

كشفت كبيرة الاقتصادين في البنك الأوروبي، بياتا يافورتشيك، أن واردات الولايات المتحدة من اقتصادات المنطقة شهدت زيادة في النصف الأول من 2025، لكنها كانت مدفوعة بأداء قوي في الربع الأول، قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة.

وقالت يافورتشيك، أنه من الآن فصاعدًا، سنرى تأثير الرسوم الجمركية يطالنا بشكل واضح، وحذرت من أن ارتفاع الديون وعودة التضخم والحروب المطولة والرسوم الجمركية تهدد جميع اقتصادات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

عبء الديون واستدامة المالية العامة

كما حذر التقرير من أن تصاعد أعباء الديون يمثل تهديدًا خطيرًا لاستدامة المالية العامة على المدى الطويل، خاصة مع ارتفاع مدفوعات خدمة الدين كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في معظم الدول، وفقًا لكبيرة الاقتصادين في البنك.

وضرب مثالًا بمصر التي بلغت تكاليف خدمة الدين نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بنحو 4% في المجر و2% في بولندا.

وأشارت يافورتشيك إلى أن الدين العام في اقتصادات البنك أصبح عند مستويات تقارب ما كان عليه في أوائل التسعينيات، معتبرة أن صانعي السياسات يتعاملون بقدر من التهاون مع المخاطر، قائلة: "وكأن الجميع نسي تجربة اليونان الأخيرة".

التضخم يعود إلى الصعود

أوضح التقرير أن التضخم في اقتصادات البنك ارتفع مجددًا ليبلغ 6.4% في يوليو 2025، وهو أقل بكثير من ذروة 2022 حين سجل 17.5%، لكنه يظل أعلى من التوقعات السابقة للبنك.

وأشار إلى أن الضغوط التضخمية أصبحت مدفوعة بشكل متزايد بالطلب، نتيجة السياسات المالية التوسعية في عدة دول.

أوكرانيا وروسيا في قلب الأزمة

خفض البنك مجددًا توقعاته للنمو في أوكرانيا خلال 2025، في ظل استمرار الحرب المدمرة مع روسيا للعام الرابع، وضعف الإنتاج الزراعي، ونقص العمالة.

كما أشار التقرير إلى أن الاقتصاد الروسي يواجه بدوره فترة صعبة ، وضغوطًا متزايدة نتيجة القيود المفروضة على صادرات الطاقة وتدهور المالية العامة، وسط مخاوف من دخول البلاد في حالة "ركود تضخمي".

مستقبل غامض للاقتصادات الناشئة

ويعكس النمو المتوقع في الاقتصادات الناشئة لعام 2025 تفاؤلًا حذرًا، لكن مازال المشهد ضبابيًا مع استمرار تحديات كبرى تشمل التضخم، وارتفاع أعباء الديون، وتداعيات الرسوم الجمركية، فضلًا عن الصراعات الممتدة.

وتثير هذه العوامل مجتمعة المخاوف بشأن قدرة هذه الاقتصادات على الحفاظ على وتيرة النمو وسط بيئة عالمية مضطربة، ومستقبل الدول متوقف على سرعتها في وضع إصلاحات هيكلية وسياسات مالية بشكل قادر على السيطرة على التضخم واحتواء أزمات الديون.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.