مصر ترفع إنتاج الغاز إلى 4.21 مليار قدم مكعب يوميًا، بداية حقبة جديدة في قطاع الطاقة

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025 04:20 م

الغاز الطبيعي

ميرنا البكري

الغاز الطبيعي ليس مجرد مصدر طاقة، بل شريان رئيسي لاقتصاد مصر، سواء كوقود محلي أو مصدر للعملة الصعبة عبر التصدير، فأي زيادة في الإنتاج تترجم فورًا لمكاسب اقتصادية، سواء في تقليل فاتورة الاستيراد أو تعزيز احتياطي النقد الأجنبي، ويؤكد الإعلان الأخير عن ارتفاع إنتاج مصر لـ 4.21 مليار قدم مكعب يوميًا أن مصر مقبلة على مرحلة نشاط جديدة في قطاع الطاقة، وذلك وفقًا لتقرير الشرق بلومبرج.

صادرات مصر من الغاز الطبيعي تحقق رقماً قياسياً بقيمة 8.4 مليار دولار - أريبيان بزنس — **مصر ترفع إنتاج الغاز بحسب مسئول حكومي للشرق بلومبرج**

كيف حدثت الزيادة في الإنتاج؟

الزيادة الأخيرة، التي وصلت 110 مليون قدم مكعب يوميًا مقارنة بيونيو، ليست صدفة، خلفها 3 عوامل رئيسية:-

1. حوافز وزارة البترول للشركات الأجنبية، فسمحت بتصدير حصة من الإنتاج الجديد ورفع سعر الغاز المخصص لهم.

2. تسوية المستحقات المتراكمة، فالحكومة التزمت بدفع الفواتير القديمة، مما شجع الشركات على الاستثمرا أكثر.

3. دخول مشروعات جديدة للإنتاج، مثل إضافة "أباتشي" (100 مليون قدم) من الصحراء الغربية، و"شل" (60 مليون قدم) من البحر المتوسط.

الرسالة هنا واضحة، حينما تحل الحكومة مشاكل المستثمرين وتقدم حوافز، يتحرك الإنتاج فورًا.

الاكتشافات الجديدة، رصيد في البنك

ليس الإنتاج اليومي فقط الذي ارتفع، أيضًا كان لدى مصر 29 اكتشاف غاز جديد السنة المالية الماضية. هذه أضافت 1.85 تريليون قدم مكعب للاحتياطي.

مع استثمارات بلغت 1.7 مليار دولار في مشروعات تنمية و23 بئر جديد، بل يعني أن مصر تضع حجر أساس لاستدامة النمو في الغاز وليس مجرد قفزة وقتية.

البعد الاستراتيجي، أوروبا في الصورة

الخبر الأهم أن مصر استطاعت تصدير شحنة نادرة من الغاز المسال (3.75 مليار قدم) لأوروبا، وذلك مهم لأن أوروبا بعد حرب أوكرانيا تحتاج أي مصدر غاز بديل عن روسيا، كما أن دخول مصر في السوق الأوروبي يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، مما يفتح باب لعقود طويلة الأجل مع الاتحاد الأوروبي، وليس مجرد شحنات عابرة.

التأثير الاقتصادي المباشر

1. زيادة موارد الدولة، فكل مليار قدم غاز إضافي يُترجم لعشرات الملايين من الدولارات شهريًا.

2. تحسين موقف العملة، أصبحت صادرات الغاز واحدة من أهم مصادر الدولار.

3. جذب استثمارات أجنبية، فحينما تحصل الشركات على عائد جيد، فتسد مستحقاتها، وتضخ استثمارات أكثر.

4. تأمين السوق المحلي، فقد تخفف زيادة الإنتاج الضغط على الكهرباء والمصانع وتقلل احتمالية اللجوء للاستيراد بأسعار عالية.

أبرز التوقعات، إلى أين يتجه السوق؟

وفقًأ لما قاله مسئول حكومي للشرق بلوميرج، قد يرفع استمرار الزيادة في الإنتاج مع دخول مشروعات "شل" و"أباتشي" بشكل كامل، الإنتاج اليومي لـ 4.5 – 4.6 مليار قدم.

مع الاكتشافات الجديدة والاتفاقيات التي تم توقيعها، هناك فرصة بأن تعود مصر لفائض كبير في الغاز وتوسع صادراتها.

إذا استطاعت مصر المحافظة على استقرار بيئة الاستثمار وتطوير البنية التحتية من محطات الإسالة لخطوط أنابيب، ستتحول تدريجيًا لـ مركز إقليمي للطاقة يربط أوروبا بالشرق الأوسط وأفريقيا.

التحديات التي لازالت موجودة

تقلبات الأسعار العالمية، إذا هبطت أسعار الغاز العالمية، ستتأثر الإيرادات.

زيادة الاستهلاك المحلي، فالطلب الداخلي يزداد بسرعة، وبالتالي قد يضغط على الفائض المخصص للتصدير.

المنافسة الإقليمية، فقطر، وتركيا يحاولون أخذ مكان في السوق الأوروبي.

خطوة على طريق طويل

الزيادة الأخيرة في إنتاج الغاز المصري ليس مجرد رقم، بل إشارة أن هناك خطة بدأت تجني حوافز وتسويات ومشروعات جديدة.

وإذا استمر هذا الاتجاه، لا تأمن مصر احتياجاتها المحلية فقط، لكن أيضًا ستعزز دورها كلاعب أساسي في سوق الطاقة العالمي.

الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهل ستحافظ على هذا الزخم وتستثمره استراتيجيًا؟ أم ستكتفي بزيادات وقتية بدون غير خطة طويلة المدى؟

مصر تصدر شحنة غاز مسال جديدة من محطة إدكو لصالح "شل" البريطانية

كيف تطور إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي في مصر منذ 2018؟ — **إنتاج الغاز الطبيعي**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.