خبراء لـ"إيجي إن": التكنولوجيا الحديثة ثورة في الزراعة الذكية والتنقيب البترولي منخفض التكلفة

الأحد، 21 سبتمبر 2025 03:57 م

الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

تبرز التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كأدوات حاسمة في مواجهة تحديات قطاعات حيوية مثل الزراعة والبترول، حيث تسعى مصر إلى توظيف تقنيات الاستشعار وإنترنت الأشياء لمراقبة المحاصيل وترشيد استخدام المياه، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، وفي الوقت الذي تلعب فيه الخوارزميات دورًا متناميًا في تحليل البيانات الجيولوجية وتسريع عمليات البحث عن النفط والغاز، ما يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الأمن الغذائي وضمان استدامة الموارد الطبيعية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

الدكتور جمال القليوبي الخبير في اقتصاديات البترول

خبير اقتصاديات النفط: الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات البحث في استكشاف البترول

قال الدكتور جمال القليوبي، الخبير في اقتصاديات البترول، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أهم التطبيقات التي تضيف قيمة كبيرة لقطاع البترول، خاصة في مراحل البحث والتنقيب والمسح السيزمي، وأن هذه العمليات التقليدية تعتمد على إرسال موجات صوتية سيزمية تخترق طبقات الأرض المختلفة، ليتم تحليل انعكاساتها وتقييم المكامن البترولية، وهذه التقنية تكلف مبالغ طائلة قد تصل إلى 10 أو 12 مليون دولار لمساحات تتراوح بين 3 إلى 4 كيلومترات، سواء في المسح ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد، فضلًا عن أن معالجة هذه البيانات تستغرق ما بين عام إلى عام ونصف.

تخفيض التكلفة المالية

وأشار الخبير في اقتصاديات البترول، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقليص هذه المدة إلى بضعة أيام فقط، مع تخفيض التكلفة المالية بشكل كبير، ويتم ذلك عبر برمجيات متطورة تعتمد على الحوسبة الفائقة وتحليل الموجات الصوتية بدقة، بما يسمح بتحديد مواقع النفط والغاز بدقة، ومعرفة أبعاد الطبقات وسمكها، وحجم الاحتياطيات المتوقعة.

الذكاء الاصطناعي والمسح السيزمي

وأضاف "القليوبي"، أن الذكاء الاصطناعي يبرع في التعامل مع بيانات المسح السيزمي سواء ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد، حيث يستطيع بناء صورة حجمية دقيقة للمكامن، وهو ما يمنح شركات عالمية كبرى مثل "بي بي" و"شيل" و"إكسون موبيل" و"شيفرون" القدرة على اتخاذ قرارات استكشافية وتنفيذية أكثر ثقة وفعالية.

استخدام المضخات الصناعية لزيادة الإنتاج

أوضح "القليوبي"، أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في تحليل بيانات الخزانات المنتجة، ما يساعد على وضع خطط تنمية دقيقة للآبار، سواء من حيث عددها أو أساليب إدخال المياه أو استخدام المضخات الصناعية لزيادة الإنتاج، بما يتناسب مع أهداف الشركات الإنتاجية وتكاليفها.

استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الحفر

وأكد "القليوبي"، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الحفر أيضًا يوفر حلولًا مبتكرة للتعامل مع تحديات الآبار المعقدة والعميقة أو الأفقية ذات المسارات المعقدة، والتي كانت تستغرق وقتًا طويلًا وتكلفة باهظة لحل مشاكلها، وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة المشكلات والحلول بدقة، بما يوفر بدائل سريعة وفعّالة بتكلفة أقل وأمان أعلى.

الزراعة الذكية

أستاذ الاقتصاد الزراعي: الزراعة الذكية سلاح مصر في مواجهة التغيرات المناخية ونقص الموارد

وقال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث بوزارة الزراعة، إن الزراعة الذكية أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، نتيجة محدودية موارد الأرض والمياه إلى جانب التغيرات المناخية الدراماتيكية التي تضرب العالم، وأن التكيف مع هذه التحديات لم يعد خيارًا، بل أصبح مسارًا رئيسيًا لضمان استمرار الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

استنباط أصناف جديدة من المحاصيل

وأوضح كمال، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الزراعة الذكية تعتمد على مسارين أساسيين، أولهما التقنيات الحيوية التي تركز على استنباط أصناف جديدة من المحاصيل قادرة على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة، ومقاومة للجفاف ونُدرة المياه، فضلًا عن قدرتها على تحمل الإجهاد البيئي، و المسار الثاني فيتمثل في التقنيات الهندسية، والتي تشمل تطبيقات متقدمة مثل استخدام الروبوتات الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بُعد، إلى جانب الاستفادة من صور الأقمار الصناعية في تحديد المساحات الخضراء والتركيب المحصولي ورصد المناطق المصابة بالأمراض والآفات.

إمكانيات وقدرات تكنولوجية متقدمة

وأشار "كمال"، إلى أن الزراعة الذكية لا تقتصر على التشخيص والمتابعة، بل تمتد إلى الحلول العملية لمواجهة الأمراض والآفات عبر الاعتماد على أساليب الذكاء الاصطناعي، بجانب استخدام الحاصدات الآلية والروبوتات الزراعية، وأن مصر بدأت بالفعل في إدخال هذه الآليات داخل مشروعاتها الزراعية الكبرى، خاصة في الأراضي الجديدة والمستصلحة، والمزارع ذات الطابع التصديري التي تمتلك إمكانيات وقدرات تكنولوجية متقدمة.

إنشاء أنظمة مراقبة وتحكم عن بُعد

أكد "كمال"، أن شبكات الاتصالات وإنترنت الأشياء تؤدي دورًا محوريًا في ربط المنظومة الزراعية ببعضها، من خلال التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الزراعة، بما يتيح إنشاء أنظمة مراقبة وتحكم عن بُعد تساعد في تحسين كفاءة إدارة الموارد الزراعية.

تعزيز الأمن الغذائي في مصر

وأضاف “الخبير الزراعي بمركز البحوث الزراعية”، أن الزراعة الذكية تمثل أداة قوية لتعزيز الأمن الغذائي في مصر، في ظل أزمات ندرة المياه ومحدودية الأراضي والتغيرات المناخية القاسية، وأنها تسهم في رفع إنتاجية الفدان بدرجة كبيرة، وتقلل من الخسائر الناتجة عن الأمراض والآفات، فضلًا عن إتاحة أصناف جديدة مقاومة للظروف البيئية، ما يجعلها مستقبل الزراعة المصرية في مواجهة التحديات العالمية.