الذكاء الاصطناعي بين إنقاذ الأرواح وإثارة المخاوف

الجمعة، 19 سبتمبر 2025 05:57 ص

ChatGPT

محمد السيد

منذ أن ظهر ChatGPT إلى العلن، يعيش سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، حالة من القلق الدائم، جعلت النوم رفاهية بعيدة المنال، الرجل الذي قاد واحدًا من أكبر التحولات التكنولوجية في العقد الأخير، بات يواجه أسئلة لا تنتهي حول حدود الذكاء الاصطناعي ومخاطره، خاصة مع تزايد الحديث عن انعكاساته على الصحة النفسية والاستخدامات العسكرية.

احترام خصوصية المستخدمين

الأرقام وحدها تكشف حجم الإشكالية، فأكثر من 15 ألف شخص يقدمون على الانتحار أسبوعيًا في العالم، وإذا كان 10% منهم قد استخدموا ChatGPT في لحظاتهم الأخيرة، فهذا يعني أن نحو 1,500 إنسان، ربما وجدوا في الذكاء الاصطناعي الطرف الأخير في حوارهم، ورغم أن النظام مبرمج على رفض تزويد أي شخص بإرشادات مباشرة لإنهاء حياته، إلا أن احترام خصوصية المستخدمين يمنعه من إبلاغ السلطات، ما يطرح معضلة أخلاقية عميقة.

الجانب المظلم للتكنولوجيا

القضية لم تعد نظرية فقط، ففي إحدى الوقائع المؤلمة، اتهم والد مراهق يُدعى آدم رين (16 عامًا) ChatGPT، بأنه ساعد ابنه في كتابة رسالة وداع قبل إقدامه على الانتحار، دون أن يحاول النظام التدخل أو إنقاذه، مثل هذه الحوادث سلطت الضوء على الجانب المظلم للتكنولوجيا، كما أثارت نقاشات واسعة حول مدى مسؤولية الشركات المطورة.

تطوير أنظمة ذكية

الأمر لم يتوقف عند حدود الصحة النفسية، إذ دخل الذكاء الاصطناعي بالفعل إلى ميادين أكثر حساسية، بعد أن أبرمت OpenAI، عقدًا ضخمًا مع وزارة الدفاع الأميركية بقيمة 200 مليون دولار، لتطوير أنظمة ذكية مرتبطة بالعمليات العسكرية، فألتمان نفسه لم يُخف قلقه من أن تصبح التقنية يومًا، جزءًا من قرار حياة أو موت على ساحة القتال.

الاستفادة من الثورة التقنية

وهذا التداخل بين الأمل والمخاوف يعكس معضلة حقيقية، كيف يمكن للبشرية أن تستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي، دون أن تنزلق إلى مناطق مظلمة؟ سؤال لا يملك أحد إجابة حاسمة عنه حتى الآن، لكنه يفرض ضرورة وضع معايير جديدة، توازن بين حماية الأرواح والاستفادة من الثورة التقنية.