من روبوت محادثة إلى رفيق شخصي، كيف غيّرت "الذاكرة" تجربة شات جي بي تي؟

رغم التطور المذهل الذي شهده الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، يواجه مستخدمو روبوت المحادثة الشهير "شات جي بي تي" من "OpenAI" مشكلة متكررة، وهي اضطرارهم لتكرار نفس المعلومات في كل جلسة.

يضطر المستخدم من ذكر الاسم، الوظيفة، التفضيلات الشخصية، وغيرها كلها بيانات يعيد المستخدم ذكرها مرارًا، ولكن المفاجأة أن شات جي بي تي chatGPT يمتلك ميزة يمكن أن تغير هذا النمط تمامًا، وهي ميزة "الذاكرة".

ماذا تعني ميزة "الذاكرة"؟

تعد "الذاكرة" هي خاصية متقدمة تمكن شات جي بي تي من تذكر معلومات ثابتة عن مستخدميه، مثل المهنة، الأسلوب المفضل في الكتابة، وحتى الاهتمامات الشخصية.

الفكرة من هذه الميزة هي تحويل روبوت المحادثة من مجرد أداة ذكية إلى مساعد شخصي يملك خلفية عنك، مما يحسّن جودة التفاعل ويجعله أكثر تخصيصًا.

وقد أطلقت هذه الميزة تدريجيًا لمستخدمي إصدار GPT-4o في عام 2024، وأصبحت الآن متاحة بشكل افتراضي لمعظم مشتركي "ChatGPT Plus".

كيف تعمل الميزة؟

تقوم الذاكرة بتخزين المعلومات التي يطلب المستخدم من شات جي بي تي تذكرها بشكل صريح، فعلى سبيل المثال، إذا قلت "تذكر أنني أعمل في الصحافة الاقتصادية"، سيقوم المساعد بحفظ هذه المعلومة، ويستخدمها لاحقًا في المحادثات دون الحاجة لتكرارها، وإذا لم يقم بحفظها مباشرة، يمكن تكرار الطلب لتأكيده.

من ناحية التحكم، يمكن إدارة الذاكرة بسهولة من داخل التطبيق عبر المسار، "الإعدادات ثم التخصيص ثم الذاكرة"، حيث يستطيع المستخدم مراجعة، تعديل، أو حذف ما تم حفظه في أي وقت.

لمن لا يملك اشتراك "بلس"

حتى من دون الاشتراك المدفوع، يمكن للمستخدمين محاكاة خاصية الذاكرة من خلال ربط السياق داخل المحادثة الجارية. على سبيل المثال: "تخيلك مساعدي في كتابة تقارير اقتصادية اليوم"، أو "افترض أنني أحتاج خطة تسويق لمتجر إلكتروني صغير".

هذا الأسلوب يكون فعالًا جدًا للمشاريع قصيرة الأجل أو المحادثات المتعددة ضمن جلسة واحدة.

كيف تعرف ما الذي يتذكره عنك شات جي بي تي؟

يمكن للمستخدم ببساطة أن يطلب من الروبوت، "ماذا تتذكر عني؟"، ليحصل على قائمة بالمعلومات المخزنة، مما يسهّل التحقق من دقتها أو تعديلها عند الحاجة.

نصائح للاستفادة القصوى من الذاكرة

ينصح الخبراء بأن يكون المستخدم واضحًا ودقيقًا عند إعطاء التعليمات لشات جي بي تي. على سبيل المثال، بدلًا من قول "اجعل الرد قصيرًا"، من الأفضل تحديد "أقل من 300 كلمة وبنبرة غير رسمية". 

كذلك، يجب استخدام الذاكرة لتخزين المعلومات الثابتة فقط، لا للمهام المؤقتة، ومراجعتها دوريًا لضمان توافقها مع التغيرات الشخصية أو المهنية.

أداة صغيرة بتأثير كبير

في نهاية المطاف، لا تمثل ميزة "الذاكرة" مجرد تحديث تقني، بل نقلة نوعية في طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي، فهي توفر الوقت، وتزيد من كفاءة التواصل، وتمنح كل مستخدم تجربة أكثر شخصية وفعالية. 

وكل ما يتطلبه الأمر هو بعض التعليمات الذكية، لتبدأ رحلتك مع مساعد رقمي يبدو وكأنه يعرفك منذ سنوات.