-
الفيدرالي يخفض الفائدة وباول يكسب الجولة، هدنة مؤقتة أم صراع على توجه السياسة النقدية؟
-
غُبار أم نيران؟، «إيجي إن» تكشف حقيقة اندلاع حريق جديد بسنترال رمسيس
-
ميناء من العصر البطلمي، كشف أثري جديد تحت مياه البحر المتوسط بالإسكندرية (صور)
-
لعبة روبلوكس في مصيدة البرلمان.. مطالب بالتصدي لمخاطرها على الأطفال والمراهقين
من المفاعلات إلى البطاريات، قفزة روساتوم نحو تخزين الطاقة عالمياً
الخميس، 18 سبتمبر 2025 04:08 م

محطة نووية
في السباق نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة في مجال الطاقة، لم تعد بطاريات الليثيوم-أيون مجرد خيار تكميلي، بل أصبحت ركيزة أساسية للتحول، خصوصا بالنسبة للدول ذات النمو السريع مثل مصر. فمع تسارع أجندة التنمية، وتوسيع قاعدة الطاقة المتجددة، وتعميق الالتزامات المناخية، باتت القدرة على تخزين وإدارة وتوصيل الطاقة النظيفة في المكان والوقت المناسب مطلباً استراتيجياً.
اليوم تقف مصر عند نقطة تحول حاسمة. مزارع الطاقة الشمسية تتفتح، توربينات الرياح تملأ السواحل، والنقل الكهربائي بدأ يتحول من مجرد رؤية إلى واقع ملموس.
وفي هذا المشهد الديناميكي، لا يكفي مجرد زيادة قدرات التوليد، بل يتطلب الأمر أنظمة تخزين ذكية وفعّالة وقابلة للتوسع. هنا تأتي بطاريات الليثيوم كحل مثالي، فهي توفر المرونة اللازمة لدمج مصادر الطاقة المتجددة، لضمان استقرار الشبكات القومية، والقدرة على إيصال الكهرباء للبنى التحتية الحيوية التي لا تحتمل الانقطاع، مثل المستشفيات، وأبراج الاتصالات، والمطارات، ومراكز البيانات.
وهنا يصبح مسار روساتوم أكثر إثارة للاهتمام. فالشركة المعروفة عالمياً بريادتها في الطاقة النووية، تطورت خلال العقد الأخير إلى تكتل تكنولوجي متعدد المجالات، ينقل الدقة والموثوقية والعمق العلمي الذي أسس سمعتها النووية إلى محفظة متنامية من الحلول غير النووية. سواء في طاقة الرياح، أو المواد المركبة، أو تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، أو تحلية المياه، والآن في مجال تخزين الطاقة عبر بطاريات الليثيوم، تترسخ مكانة روساتوم كنموذج للأنظمة الصناعية المتقدمة القادرة على مواجهة تحديات عالم متغير.
ومن خلال شركتها المتخصصة "رينيرا"، تطلق روساتوم برنامجاً طموحاً لبناء أولى مصانعها العملاقة لإنتاج بطاريات الليثيوم في روسيا. فمن المقرر أن يبدأ التشغيل في مصنع كالينينغراد (مدينة نيمن) مع نهاية عام 2025، على أن يتبعه مصنع ثانٍ في موسكو (قرية كراسنيا باخرا) عام 2026. وسيتمتع كل مشروع بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 8 جيجاوات/ساعة، ما يفتح الباب أمام أسواق جديدة تمتد من السيارات الكهربائية إلى حلول الطاقة الموزعة. وتشتمل الخطة كذلك على توسع تدريجي يصل إلى 14 جيجاوات/ساعة لكل مصنع، مع توفير آلاف فرص العمل عالية التقنية، حيث يتجاوز عدد العاملين في كل موقع 1200 موظف. هذه المشاريع لا تعكس مجرد توسع صناعي، بل تؤكد استراتيجية واضحة لروسـاتوم: أن تصبح لاعباً رئيسياً في سوق تخزين الطاقة، على نفس القدر من التميز الذي حققته في مجال الطاقة النووية.
أما بالنسبة لمصر، فإن تداعيات هذا التحول الاستراتيجي بالغة الأهمية. تبني هذه التكنولوجيا يمكن أن يدعم شبكة الكهرباء المصرية في استيعاب المزيد من مصادر الطاقة المتجددة ، ويوفر طاقة احتياطية للخدمات الحيوية في المناطق النائية أو المعرضة للمخاطر، كما يتيح حلولاً لامركزية للطاقة في المجتمعات التي ما زالت خارج نطاق تغطية الشبكة القومية. وإلى جانب ذلك، فإن تطوير قدرات محلية لنشر هذه الأنظمة وصيانتها سيعزز من سيادة مصر على بنيتها التحتية الحيوية في مجال الطاقة، ويسرّع خطواتها نحو تحقيق رؤية مصر 2030.
ان النهج الذي تتبناه روساتوم في مجال تخزين الطاقة يتسم بنفس السمات التي أكسبتها الثقة العالمية في المجال النووي: التميز العلمي، التفكير الشمولي، والالتزام بالسلامة والموثوقية والأداء طويل الأمد. الأمر لا يقتصر على تنويع محفظتها الاستثمارية، بل يتعداه إلى تقديم البنية الكاملة لمستقبل الطاقة، بدءاً من التوليد الأساسي الضخم، وصولاً إلى التخزين الذكي والمرن.
في عالم يزداد تقلباً بفعل الصدمات المناخية والتهديدات الإلكترونية واضطرابات أسواق الطاقة، أصبحت المرونة هي المعيار الحقيقي للتقدم. وفي هذا الإطار، تمثل بطاريات الليثيوم، رغم بساطتها وصمتها، الركيزة الخفية لبناء هذا المستقبل المرن.
Short Url
محمود صالح يكتب: مولانا الملك "أمنمؤوبي".. السوار ساح!!
18 سبتمبر 2025 06:26 م
د.محمد خليل يكتب.. من أجل ولادة طبيعية أسهل وتقليل مخاطر "القيصرية"
18 سبتمبر 2025 05:28 م
دكتور خالد وصيف يكتب.. نزيه وفصيح وترند
18 سبتمبر 2025 03:06 م
أكثر الكلمات انتشاراً