السبت، 01 نوفمبر 2025

06:45 م

البنك التجاري الدولي CIB.. الخدمة بعافية يا حج!!

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 03:22 م

محمد أحمد طنطاوي

محمد أحمد طنطاوي

"الجحيم أن ترى الصواب بعد فوات الأوان"، الفيلسوف الإنجليزي الشهير توماس هوبز 1588 – 1679، وهذا المعني يذكرني دائمًا بحجم الفرص الضائعة، والوقت المُهدر، وبوادر الانهيار، والشروخ الصغيرة، التي سرعان ما تتحول إلى شقوق تبتلع أصحابها، يراها الجميع ويحتاطون منها، بينما صاحب الدار في واد آخر، ينشغل بأمور أخرى، وأظنه سوف يستيقظ على جحيم توماس هوبز.


هذه المقدمة البسيطة أحاول أن أعرج من خلالها على قصة درامية حزينة، حول الخدمة داخل أحد أهم البنوك في مصر، بدأت وقائعها يوم الاثنين الماضي، عندما حاولت الاتصال بخدمة العملاء في البنك التجاري الدولي CIB، من أجل السؤال على عروض تقسيط المصروفات الدراسية، التي سبق وأعلن البنك عنها مطلع الشهر الجاري.

البنك التجاري الدولي (CIB)


12 دقيقة على الهاتف - مدة المكالمة - منها على الأقل 5 دقائق حتى أصل لكائن بشري يرد ويتحدث ويأكل الطعام ويمشي في الأسواق، بعد محاولات عديدة وانتقالات بين خدمة و أخرى لأصل أخيرًا إلى الموظفة المختصة، وبعد أسئلة واستفسارات عديدة جاوبتها جميعًا كما يقول الكتاب!! فوجئت بموظفة خدمة العملاء تخبرني بأن المنطقة التي ذكرتها لها غير موجودة في العنوان لدى البنك، فما كان ردي إلا أن أخبرتها بعنوان العمل وعنوان المنزل، ورقم البطاقة، وحجم المبلغ المراد تقسيطه، لكن كل محاولاتي فشلت، فأنا أدافع عن نفسي طول مدة المكاملة لأثبت للموظفة أني المواطن، محمد طنطاوي! 


أخبرت الموظفة بأنني هاتفت خدمة العملاء يوم الاثنين الماضي حول تقسيط المصروفات الدراسية، ورغم مرور 15 يومًا لم يحدث شيئ، ومن الممكن أن تعودي للمكالمة وتتأكدي أني "محمد طنطاوي"، لكن رأسها وألف سيف، إنت مش إنت!! ومكتوب عندي في منطقة مختلفة..  يافندم يهديكي يرضيكي.. أبدًا.. دون جدوى، وتحولت من باحث عن خدمة لتقسيط مصروفات الدراسة، لمتهم يحاول إثبات صفته وعنوان عمله ومحل سكنه، أمام مفتشة أو محققة في الانتربول الدولي!


تذكرت أن معي رقم الأستاذة دينا حسام، وهي مسئولة في إدارة بنك CIB وتعاون هشام عز العرب، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي، ويلجأ إليها الرجل دائماً على مواقع التواصل الاجتماعي لحل مشكلات مشابهة، أو ربما أعقد من ذلك بكثير.


بالفعل تواصلت مع مسئولة البنك، واستمعت للمشكلة جيدًا، وكانت في غاية الذوق والشياكة، وأخبرتني أن البنك سوف يهاتفني لحل المشكلة، وبالفعل حدث ما أكدته لي، وهاتفني الأستاذ مصطفى صلاح، مسئول إدارة رعاية العملاء، وقصصت عليه الأمر مرة أخرى، وأخبرني أنه سيراجع المحادثة الهاتفية مع موظفة البنك، ويحل مشكلة تقسيط المصروفات الدراسية، ويبلغني في أسرع وقت. 


"أمينة راحت تجيب ورقة بوستة"، هذه جملة شهيرة للراحل الكبير فؤاد المهندس، في فيلم " الراجل ده حيجنني"، عندما غابت عنه زوجته 20 عامًا ثم عادت، وكل من يسأل عنها يرد بهذه الإجابة، التي ظل يرددها بتعبير صادق، حتى وإن كان الجميع يعي جيًدا أن أمينة ذهبت وذهب معها كل شيء، وهذا حالي الآن مع البنك التجاري الدولي، 3 أيام ولم يسأل أحد، أو يتم تقسيط المبلغ، أو يعود الأستاذ مصطفى أو الأستاذة دينا بالاتصال، وأنا أنتظر عودتهم!


إخوتي الأعزاء في بنك CIB أنا فقط أود أن أخبركم بأن تجاربي معكم خلال العام 2025 كانت سلبية جداً، وقد أصبحتم عندي في مؤخرة البنوك التي تقدم خدمة جيدة، ولو أن كل مواطن يحتاج الاشتراك في عرض تقسيط، سيتصل بمجلس إدارة البنك، ويسير الأمر بهذه الصورة البطيئة، فهذا ليس إلا تراجع في دوركم عن خدمة العملاء، وتقصير كبير في حق الجماهير التي وثقت في خدماتكم وصدقتها.

CIB


للأسف الشديد قد تحولت خدمة العملاء، من إدارات مسئولة عن الشكاوى، والتسهيل على الناس، إلى تعطيل مصالح، وضياع وقت ومجهود البنك والعميل على حد سواء..


"الأستاذة سهيلة" موظفة خدمة العملاء التي هاتفتها 12 دقيقة، ثم همت بإغلاق التليفون في وجهي بعدما جذمت بأنني لست فلان الفلاني، لو قارنتها بنظيراتها في "إدارة القروض"، وهم بالمناسبة يتحدثون معي كل أسبوع تقريبًا، ستجدهم في غاية اللطف والذوق والشياكة.. 


إذن موظف البنك يعرف الابتسام، ويعرف اللطف، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بقروض وتمويلات وفوائد وعروض يحصل البنك فيها على حصة معتبرة من العمولات والفوائد وخلافه، لكن المشكلات والتقسيط بدون فلا بأس من غلق الهاتف أو عدم الرد، أو تعليق الطلب، أو حتى الذهاب على طريقة "أمينة راحت تجيب ورقة بوستة".


ليس المقصود من كل ما سبق أن أوجه اللوم إلى موظف مبتدئ، أو إدارة لا تخطط جيداً لارضاء العملاء، أو مدير كبير ظن أنه ينافس جيروم باول، في حكمة القرار، ودقة الإجراءات وشفافية المعايير، لكني أشرح تجربة ذاتية تحولت إلى عامة، وأنتقد فعلاً أتمنى لو تداركه البنك وتعلم منه وواجه الأخطاء من أجل الناس والجمهور والمجتمع، الذي يستحق أن يحصل على خدمة هادئة دون شكاوى أو ضجيج أو حتى مقالات كالتي أكتبها!!


الأعزاء الأفاضل في cib أشكركم جزيلاً على عرض التقسيط الذي لم يتحقق، وأخبركم أنني لا أرغب فيه، وسوف أدفع المبلغ مرة واحدة أو ألجأ لتقسيطه بفوائد، واعتبروا أن صوتي اليوم هو رسالة الناس، لعلكم أصلحتم الأمور وعالجتم الخلل، وقدمتم عروضا حقيقية تخدم العملاء وتنفع الناس، وامنحوا الموظفين صلاحيات وقرارات، دون أن تتركوهم لأسئلة وإجراءات لا يملكون لها إجابات أو حلول.


ختاما لكل من أعرفهم في cib:" أنا مش زعلان منكم.. أنا زعلان عليكم..
 

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search