بنظارات واقع افتراضي متصلة بالإنترنت، تجهيز 500 مدرسة ثانوية بتكلفة 2.2 مليار جنيه

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 03:08 م

الفصول الافتراضية

محمد السيد

بدأت مصر في استكشاف إمكاناتها داخل الفصول الدراسية كوسيلة لإعادة صياغة طرق التدريس، مع تطور تقنيات الواقع الافتراضي (VR)، وفي 2025، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن مشروع تجريبي بقيمة 2.2 مليار جنيه لتجهيز 500 مدرسة ثانوية بنظارات واقع افتراضي متصلة بالإنترنت بسرعات تصل إلى 1 جيجابت/ثانية، الهدف من المشروع هو تمكين الطلاب من حضور دروس تحاكي بيئات عالمية مثل المتاحف الأوروبية أو المختبرات الأمريكية دون مغادرة الفصول.

التعلم أقرب إلى رحلة استكشاف

الأثر التعليمي كان ملحوظاً، حيث أظهرت تقارير الوزارة أن الطلاب الذين استخدموا الفصول الافتراضية زادت مشاركتهم بنسبة 55% مقارنة بالفصول العادية، وفي مادة التاريخ مثلاً، أصبح الطالب قادراً على "زيارة" أهرامات الجيزة أو مدينة روما القديمة بشكل تفاعلي، أما في مادة الجغرافيا، فقد تمكنوا من دراسة المحيطات والغابات عبر رحلات افتراضية غامرة، هذه التجارب جعلت عملية التعلم أقرب إلى رحلة استكشاف بدلاً من كونها محاضرة جامدة.

المناهج التفاعلية وربطها بالمحتوى الافتراضي

شركات عالمية مثل "Meta" و"Lenovo" وفرت المعدات التقنية للمشروع، بينما تولت شركات مصرية مثل "ITWorx Education" تصميم المناهج التفاعلية وربطها بالمحتوى الافتراضي، كما عقدت شراكات مع منصات تعليمية دولية مثل "Coursera" و"Udacity" لتوفير محتوى رقمي متوافق مع تقنيات الواقع الافتراضي، وهذا المزج بين المحلي والعالمي يعزز مكانة مصر في سباق التعليم الذكي بالمنطقة.

تقليل الفجوة بين المدارس الحكومية والخاصة

من الناحية الاجتماعية، ساهمت الفصول الافتراضية في تقليل الفجوة بين المدارس الحكومية والخاصة، حيث أصبح الطالب في قرية نائية بسوهاج قادراً على الاستفادة من نفس التجارب التعليمية التي يحصل عليها طالب في مدرسة دولية بالقاهرة، ومع توقع أن تصل قيمة سوق التعليم الافتراضي في مصر إلى 20 مليار جنيه بحلول 2030، يبدو أن هذه التكنولوجيا ستصبح ركيزة أساسية في تشكيل مستقبل التعليم المصري.