الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

12:56 م

الهند تصعد، وأوروبا تُقاوم، والصين تُهيمن، ملامح المشهد الصناعي الجديد 2025

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 10:54 ص

التصنيع العالمي

التصنيع العالمي

ميرنا البكري

رغم صعود الاقتصاد الرقمي والخدمات والذكاء الاصطناعي، لازالت الصناعة هي القاعدة الصلبة لأي اقتصاد قوي، فالتصنيع لا يوفر منتجات فقط،  بل يخلق أيضًا ملايين الوظائف، وينعش الصادرات، ويضمن استقلال اقتصادي لأي دولة.

وبينما لازالت الصين والولايات المتحدة في صدارة السباق الصناعي، هناكدول صاعدة مثل الهند والمكسيك وكوريا الجنوبية بدأت تأخذ مكان وسط الكبار، سنوضح المشهد في التحليل استنادًا للتقرير الصادر من Manufacturing digital magazine 2025.

Automated Manufacturing Systems: Overview of Types
الإنتاج الصناعي

 الصين، "مصنع العالم" 

تبلع حصة الصين من الإنتاج الصناعي العالمي 31.6%، والقطاعات المتفوقة الإلكترونيات، الصلب، الطاقة المتجددة، السيارات الكهربائية.

لا تتميز الصين بالتصنيع الرخيص، بل أصبحت تلعب في ملعب الصناعات المعقدة والتكنولوجية، فسياسات حكومية داعمة، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية، وعملاق مثل "فوكسكون" و"BYD" يجعلونالصين متصدرة بفارق شاسع.

من المتوقع أن تظل الصين الأولى لعقد على الأقل، لكن ستواجه ضغوط من أمريكا وأوروبا في مجال التكنولوجيا المتقدمة (الرقائق وأشباه الموصلات).

 الولايات المتحدة، قوة صناعية لكن بطابع “الهاي تك”

تبلغ حصتها من الغنتاج الصناعي العالمي 15.9%، كما تتميز في قطاع الطيران والأدوية والمعدات المتقدمة، فأمريكا لا تحتاج أن تكون "مصنع كل شيء"، بل مركزة في الصناعات عالية القيمة مثل الطيران (بوينج)، التكنولوجيا الطبية، والابتكارات، كما لديها ميزة تنافسية بفضل البحث العلمي وتمويل الشركات العملاقة.

من المتوقع أن تظل أمريكا الثانية، لكن ستزود إنتاجها الصناعي خاصةً في مجالات البطاريات والذكاء الاصطناعي الصناعي لكي تقلل اعتمادها على الصين.

اليابان، “الجودة قبل الكمية”

تستحوذ على 6.5% من الإنتاج الصناعي العالمي، وأبرز الغنتاج كان في قطاعات السيارات، الإلكترونيات، الروبوتات، فاليابان لديها  فلسفة مختلفة، “نصنع أقل لكن بجودة أعلى”، فكلًا من تويوتا وسوني وباناسونيك ليس مجرد شركات، بل علامات للجودة والكفاءة، ومن المتوقع أن تحافظ اليابان على مكانتها، لكن تحتاج إلى مواجهة الشيخوخة السكانية التي قد تبطئ النمو الصناعي.

 ألمانيا، قلب الصناعة الأوروبية

تسيطر على 4.8% من الإنتاج الصناعي العالمي، وتركز إنتاجها على قطاع السيارات والماكينات والكيماويات، فتُعد ألمانيا رمز للهندسة الدقيقة، ويؤكد كلًا من فولكسفاجن، سيمنس، أن الصناعة الألمانية قائمة على الجودةوليس الكمية.

 ورغم التحديات الطاقية (بعد أزمة الغاز الروسي)، من المتوقع أن تظل ألمانيا رائدة أوروبا، وقد تزود استثماراتها في التحول للطاقة الخضراء.

On the Importance of German Manufacturing
ألمانيا قلب الصناعة الأوروبية

 الهند، الصاعد الجديد بقوة

تبلغ حصتها من الإنتاج العالمي حوالي 2.9%، ويرتكز أغلب إنتاجها في قطاع الأدوية، المنسوجات، السيارات، حيث تستغل الهند سوقها الضخم وتكاليفها التنافسية لكي تدخل في سلاسل التوريد العالمية، فتعد تاتا وريلاينس أمثلة على شركات بتتوسع عالميًا، ومن المتوق أن تصبح الهن رقم 3 أو 4 خلال 15 سنة، خاصةً مع تحركات الغرب لنقل جزء من الصناعات من الصين للهند.

 كوريا الجنوبية، معجزة التحول الصناعي

تسيطر على 2.7% من الغنتاج الصناعي العالمي، وتركز إنتاجها على الإلكترونيات وأشباه الموصلات وبناء السفن، تُعد كوريا قصة ملهمة من بلد زراعي فقير لدولة صناعية متقدمة، فكلًا من سامسونج وهيونداي  ليس مجرد شركات، بل “ماركات وطنية”، ومن المتوقع أن تكون كوريا أساسية في الرقائق والإلكترونيات، وقد تزود حصتها إذا نجحت في منافسة تايوان.

 روسيا، قوة الموارد الثقيلة

تشارك فقي الإنتاج الصناعي العالمي بـ  1.8% فقط، وخاصةً قطاعات النفط والغاز، الطيران، الدفاع، فتأتي قوة روسيا  من مواردها الطبيعية وصناعاتها الدفاعية، لكن العقوبات الغربية قد تحد من توسعها.

ومن المتوقع ان تظل روسيا لاعب مهم في الصناعات الدفاعية والطاقة، لكن ستواجه صعوبة للدخول في صناعات التكنولوجيا العالية.

 إيطاليا، مزيج الأناقة والتقنية

تسيطر أيضًا على 1.8% من الإنتاجة الصناعي العالمي، تحديدًأ في قطاعات الموضة، والسيارات، والماكينات، فتجمع إيطاليا بين الصناعة الثقيلة (فيات، إيني) وصناعة الرفاهية (فيراري، الموضة)، ومن المتوقع التوقع أن تظل إيطاليا قوية في الصناعات المتخصصة والرفاهية، لكنها لن تزود حصتها بشكل كبير.

 المكسيك، ورقة رابحة في أمريكا الشمالية

تستفيد المكسيك من قربها من أمريكا ومن اتفاقيات التجارة (NAFTA سابقًا)، كما تجعل مصانع السيارات والإلكترونيات  "الصين الصغيرة" في نصف الكرة الغربي، ويُتوقع مع حرب التجارة بين أمريكا والصين، المكسيك ستكسب أكثر كمركز بديل للصناعة.

 فرنسا، مزيج من الفخامة والتقنية

تبلغ حصتها حوالي 1.6%، وأغلب إنتاجها مركز في الطيران، الأدوية، المنتجات الفاخرة، فتجعل كلًا من إيرباص ولوريال  فرنسا رمز للابتكار والفخامة مع بعض، أيضًا لديها طموحات في الطاقة النووية والمتجددة.

 ومن المتوقع،  أن تظل فرنسا محافظة على حصتها، مع نمو في صناعات الطاقة والدواء.

من يسيطر على الصناعة العالمية؟

تعد الصين وأمريكا، العمودان الكبار فيمثلون معًا تقريبًا نصف الصناعة العالمية، وتلعب كلًأ من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا دور الجودة والخبرة، والهند وكوريا من أكبر المنافسين الجدد، أم روسيا والمكسيك فهما لاعبين إقليميين، لكن تأثيرهم ليس عالمي بنفس القوة.

من المتوقع أن تظل الصين الأولى على المدى القصير والمتوسط، كنما ستزود أمريكا إنتاجها المحلي بسبب التوترات مع الصين، والهند وكوريا قد يزاحمون اليابان وألمانيا خلال 10 لـ 15 سنة، كما ستستمر أوروبا كرمز للجودة لكن بنمو أبطأ.

لماذا تُعد الصناعة هي "القوة الحقيقية"؟

القوة الصناعية ليس  مجردمصانع فحسب، بل انعكاس لقوة الدولة بأكملها،من اقتصاد، لسياسات، واستراتيجيات. ومهما زادت الحاجة إلى التكنولوجيا والخدمات، فلايزال التصنيع المتحكم في مفاتيح الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضًا:-

فوق التوقعات... الإنتاج الصناعى اليابانى ينتعش بنسبة زيادة 3.8%

بين التفاؤل والحذر، الصين تواجه تحديات اقتصادية ضخمة رغم نمو الإنتاج الصناعي

Why a Global Manufacturing Partner Benefits Automotive Production
الصين في صدارة الدول الأكثر إنتاجَا صناعيًا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search