الإثنين، 15 سبتمبر 2025

10:33 م

أمام شاشات الذكاء الاصطناعي، جيل زد يترأس طاولة القيادة عالميًا

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 08:55 م

الجيل زد

الجيل زد

لم يعد المكتب مكانًا تفرض فيه الخبرة من الأعلى إلى الأسفل، بل بات ساحة تفاعلية تتقاطع فيها المهارات الرقمية مع الخبرات المتراكمة، وبينما تستعد الشركات لتغيير قواعد اللعبة بفعل الذكاء الاصطناعي، يبرز جيل جديد “الجيل زد” كقوة محورية لا يستهان بها. 

الجيل زد

فهل أصبحوا فعلاً مهندسي المستقبل في مكاتب اليوم؟ وهل يشهد هرم السلطة في الشركات تحولاً ناعمًا يقوده الأصغر سنًا؟ أم أن الانقلاب ما زال بعيدًا؟

 

الذكاء الاصطناعي يبدل اتجاه نقل المعرفة

لعل أبرز ملامح التحول في بيئة العمل اليوم هو قلب مسار المعرفة، فبعد أن كان الموظفون الجدد يتلقون الخبرة من الأقدم، أصبحوا اليوم معلمين رقميين لزملائهم. 

بحسب تقرير شبكة سي إن بي سي، فإن ثلثي الموظفين الشباب يساعدون زملاءهم الأكبر سنًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يؤسس لنمط جديد من التفاعل المهني، التبادل المعرفي العكسي.

هذا الاتجاه لا يعكس فقط سرعة الجيل زد في مواكبة التكنولوجيا، بل يسلط الضوء على فجوة رقمية بين الأجيال، تتقلص يومًا بعد آخر، بفضل هذا التفاعل المتبادل، ما يحدث اليوم ليس مجرد تدريب داخلي، بل نقلة ثقافية في بيئة العمل.

 

الجيل زد.. نشأة رقمية وسرعة تكيف خارقة

يعرف الخبراء الجيل زد بأنه أبناء الإنترنت الحقيقيون، ولدوا بعد شيوع الشبكة العنكبوتية، وشبوا على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، هذا التكوين الرقمي جعلهم يتحدثون لغة التكنولوجيا بطلاقة فطرية.

هذه الطلاقة جعلت من الجيل زد مرشحين مثاليين لقيادة التحول الرقمي، ليس لأنهم الأذكى، بل لأنهم الأكثر توافقًا مع سرعة التغيير، يتبنون أدوات الذكاء الاصطناعي بسرعة، ويفهمون كيفية دمجها في سير العمل، ويقودون الفرق نحو بيئة أكثر كفاءة وغالبًا من مواقعهم في درجات وظيفية دنيا.

الجيل زد

الكفاءة ترتفع.. والوقت يوفر

أظهرت البيانات أن الذكاء الاصطناعي يوفر ما معدله 55 دقيقة يوميًا لكل موظف، لكن الأهم هو الشعور العام بالكفاءة، حيث قال 86% من الموظفين إنهم أصبحوا أكثر إنتاجية، و87% من الجيل زد أكدوا أن الذكاء الاصطناعي يساعد في حياتهم المهنية.

هذا التحسن لم يأتي فقط من الأتمتة، بل من تحول الأدوار داخل المؤسسات، فأربعة من كل خمسة مدراء قالوا إن الشباب يحررونهم من المهام الروتينية، مما يسمح لهم بالتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى.

هذا التوازن الجديد يعيد تشكيل العلاقات المهنية، حيث يصبح الشباب ممكنين رقميًا لا مجرد منفذين.

اقرأ أيضًا:

9 تريليونات دولار.. كيف يقود «جيل زد» ثورة التجارة الرقمية بالذكاء الاصطناعي؟

هل ينهار الهرم الوظيفي؟ مؤشرات.. ولكن

رغم هذا الصعود الواضح للجيل زد، يقول خبراء مثل إيهاب الزلاقي إن الحديث عن انقلاب واسع في هياكل السلطة ما زال سابقًا لأوانه. 

نعم، الشباب يحققون مكاسب سريعة في الأجور والكفاءة، خاصة أولئك الذين يتقنون أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن لا تزال السلطة الإدارية التقليدية في قبضة القيادات الأقدم.

هذه التغييرات تمس بالدرجة الأولى الإدارة الوسطى، لا رأس الهرم، إذ لم يعد يكفي أن تكون حلقة وصل تقليدية، بل يجب أن تمتلك مهارات تكاملية تجمع بين الخبرة والقدرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

الجيل زد

تراتبية جديدة أم إعادة توزيع للوظائف؟

ما نشهده حاليًا هو إعادة توزيع خفية للأدوار والمسؤوليات، لا انهيارًا في الهياكل الهرمية، ففي بيئات العمل الحديثة، باتت المهارات التقنية تميل بكفة التأثير لصالح الشباب، لكن عوامل مثل، الحوكمة، واتخاذ القرار، وإدارة المخاطر، وتمثيل الشركات أمام أصحاب المصلحة كلها ما تزال محصورة في أيدي القيادات العليا.

كما تشير دراسة جامعة أكسفورد إلى أن الذكاء الاصطناعي يقلص فجوة الخبرة، حيث أصبح بإمكان الأجيال الشابة اكتساب مهارات كانت تحتاج سنوات في بضعة أشهر، وهذا لا يلغي الأقدمية، لكنه يعيد تعريف قيمتها.

اقرأ أيضًا:

نايكي تغازل جيل زد بشعار جديد، تغيرات اقتصادية وتحول استراتيجي جريء

بيئة العمل المستقبلية.. تكامل الأجيال لا إقصاء أحد

ورغم هيمنة الشباب على أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن نظرة مستقبلية متزنة تؤكد أن النجاح لا يتحقق إلا عبر تكامل الأجيال، فالحكمة والخبرة والقرارات الأخلاقية والتواصل البشري لا يمكن تعويضها بالآلات أو الخوارزميات.

إن جيل زد سيتفوق فقط إذا تكامل مع الأجيال السابقة، في بيئة عمل تسمح للجميع بالمساهمة، الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة تسريع، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التوجيه القيادي، والرؤية الاستراتيجية، وفهم السياق الثقافي والاجتماعي للعمل.

الجيل زد

لا ثورة.. بل تحول ذكي ببطء محسوب

في ضوء ما سبق، يمكن القول إن الجيل زد لا يقود ثورة ضد السلطة الوظيفية، بل يرسم ملامح تحول هادئ لكن عميق، فالمعادلة الجديدة لا تعتمد على الأقدمية، بل على من يعرف كيف يستخدم الأدوات الجديدة بشكل فعال.

ولعل أبرز ما يميز هذه اللحظة هو أن الذكاء الاصطناعي لم يقصي أحدًا، بل جعل الخبرة والمعرفة الرقمية عملة جديدة في سوق العمل، ومن يحسن استخدامها بغض النظر عن عمره هو من سيكون في المقدمة.

فهل يصبح الجيل زد مهندسي المستقبل؟ نعم، لكنهم يحتاجون لبناء هذا المستقبل مع من سبقهم، لا بدلاً منهم.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search