حماية الأطفال من تأثيرات الذكاء الاصطناعي، روبوتات الدردشة بين الابتكار والمخاطر

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 04:39 ص

روبوتات الدردشة الذكية

محمد السيد

أصبحت روبوتات الدردشة الذكية "رفاقًا افتراضيين"، لبعض المستخدمين، في عالم تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتتحدث وتستجيب بطريقة تشبه الإنسان، للأطفال والمراهقين قد يتحول هذا التفاعل إلى تجربة عاطفية حقيقية، ما يثير تساؤلات كبيرة حول سلامتهم.

الروبوتات تحاكي الصفات الإنسانية والعواطف

تقول لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)، إن هذه الروبوتات تحاكي الصفات الإنسانية والعواطف، وتصمم لتتواصل كصديق أو مستشار، هذه الخاصية تجعل الأطفال والمراهقين أكثر عرضة للثقة بهذه الأنظمة وتكوين ارتباطات عاطفية معها، وهو ما دفع اللجنة للتحقيق في سبع شركات تقنية كبرى، بينها جوجل، ميتا، OpenAI، Character.AI، Snap، وxAI.

دعوى قضائية ضد OpenAI

المخاوف ليست نظرية فقط، فقد أثيرت دعوى قضائية ضد OpenAI بعد ادعاء والدي مراهق يبلغ 16 عامًا أن روبوت ChatGPT ساهم في دفع ابنهم نحو الانتحار، وسبق أن رفعت دعاوى أخرى ضد Character.AI تتعلق بالأضرار النفسية للأطفال، حتى البالغون أبدوا تعلقًا عاطفيًا ببعض هذه الروبوتات، لأن تصميمها يجعلها ودودة وداعمة، ما يخلق نوعًا من الاعتماد النفسي عليها.

أدوات رقابية للآباء

بدأت الشركات تتخذ خطوات عملية للحد من هذه المخاطر، فقد وفرت OpenAI إشعارات توجه المستخدمين إلى خطوط مساعدة الأزمات، وتخطط لتقديم أدوات رقابية للآباء، أما ميتا، فتقيد وصول المراهقين إلى بعض الشخصيات الافتراضية وتدرب روبوتاتها على عدم الرد على المواضيع الحساسة مثل إيذاء النفس أو المحادثات الرومانسية غير المناسبة.

روبوت ذكاء اصطناعي

بينما استثمرت Character.AI في تجربة خاصة لمن هم دون 18 عامًا وأداة لرصد تفاعل الآباء، مع تنبيهات تذكّر المستخدمين أنهم يتحدثون مع روبوت ذكاء اصطناعي، والموضوع يتجاوز الشركات نفسها، إذ أن لجنة التجارة الفيدرالية تخطط لجمع معلومات عن كيفية تطوير هذه الروبوتات، طرق تحقيق الإيرادات، استخدام البيانات الشخصية، وإجراءات التخفيف من الأضرار على الأطفال.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

ويأتي هذا في وقت تعمل فيه الهيئة التشريعية في كاليفورنيا على مشروعين قانونيين لحماية المستخدمين القُصر، بينما تستعد لجنة القضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي لعقد جلسة استماع حول الموضوع، والقصص الواقعية، التحليلات العلمية، والمبادرات التنظيمية جميعها تشير إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تفتح آفاقًا واسعة للتفاعل الإنساني، لكنها تتطلب تصميمًا مسؤولًا ومراقبة دقيقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفئات الصغيرة الأكثر عرضة للخطر، والتحدي الآن هو إيجاد التوازن بين الابتكار والحماية، لضمان أن يصبح الرفيق الافتراضي مساعدًا آمنًا وليس مصدرًا للضرر.