عميد كلية الذكاء الاصطناعي: إنترنت الأشياء يرفع تنافسية المنتجات المصرية

الأحد، 14 سبتمبر 2025 03:00 م

الدكتور أسامة عبد الرؤوف

محمد السيد

قال الدكتور أسامة عبد الرؤوف، عميد كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة المنوفية، إن مفهوم "إنترنت الأشياء" يقوم على فكرة التواصل بين الأشياء غير العاقلة بنفس الطريقة التي يتواصل بها الإنسان مع الآخرين، فالإنسان يمتلك قدرات حسية وإدراكية وعضلية تسمح له بالتفاعل مع البيئة المحيطة، وهو ما يحاول العلماء محاكاته عبر تزويد الأشياء بحساسات ذكية تتصل بالإنترنت وتستعين بالحوسبة السحابية كعقل مفكر لاتخاذ القرارات وتنفيذها، تمامًا كما يفعل الإنسان في أفعاله اليومية.

الإنسان ما زال طرفًا مباشرًا في تشغيل الأجهزة

أشار عميد كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة المنوفية، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، إلى أن البيت الذكي لا يُعد تطبيقًا كاملًا لإنترنت الأشياء، لأن الإنسان ما زال طرفًا مباشرًا في تشغيل الأجهزة، أما المفهوم الحقيقي فيظهر حينما تتواصل الأجهزة مع بعضها البعض دون تدخل بشري، مثلما يحدث عند زيادة الرطوبة في غرفة مزدحمة فيتواصل حساس الرطوبة مع النوافذ والتكييف لاتخاذ القرار المناسب، وعلى المستوى الصناعي، يتضح ذلك من خلال خطوط الإنتاج الذكية التي ترصد الخلل تلقائيًا وتوجه الروبوتات لعزل القطع غير المطابقة للمواصفات، مما يرفع من كفاءة العملية الإنتاجية ويقلل من نسب الهدر.

ثورة في القطاع الزراعي

أوضح “عبد الرؤوف”، أن إنترنت الأشياء قادر على إحداث ثورة في القطاع الزراعي، عبر الزراعة الدقيقة، فالحساسات المزروعة في الأرض تتواصل مع أنظمة الري والأرصاد الجوية لتحديد الكميات المناسبة من المياه، بل وتجنب الري إذا كانت الأمطار متوقعة، هذا بخلاف استخدام الطائرات بدون طيار في مكافحة الآفات بطرق دقيقة وعضوية، وهو ما يسهم في رفع جودة المحاصيل وفتح أسواق تصديرية جديدة أمام المنتجات المصرية التي تتوافق مع المعايير البيئية الأوروبية الصارمة.

طفرة اقتصادية ضخمة

أكد “عبد الرؤوف”، أن دمج إنترنت الأشياء في الصناعة والزراعة والخدمات المجتمعية يفتح الباب أمام طفرة اقتصادية ضخمة، من خلال تحسين الجودة وتقليل معدلات العيوب في الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية، كما سيوفر هذا القطاع فرص عمل جديدة للشباب في مجالات متقدمة، إلى جانب إمكانية تصدير الكفاءات المصرية إلى الخارج بما يعزز من تحويلات العملة الصعبة، وأشار إلى أن المبادرات الوطنية لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية والحساسات في مصر تعد حجر الأساس لبناء صناعة محلية قادرة على تلبية الطلب المتزايد على تقنيات إنترنت الأشياء وجذب استثمارات بمليارات الدولارات خلال السنوات المقبلة.