خبراء: البنوك الركيزة الأساسية لنجاح التجارة الإلكترونية وربط الحسابات المصرفية بالمنصات

الأحد، 14 سبتمبر 2025 01:36 م

التجارة الإلكترونية

محمد السيد

تلعب البنوك المصرية والعربية دورًا متناميًا في دعم منظومة الدفع الإلكتروني، باعتبارها الركيزة الأساسية لنجاح التجارة الإلكترونية، حيث تعمل المؤسسات المصرفية على تطوير حلول دفع مبتكرة وآمنة، وإطلاق خدمات رقمية متقدمة مثل المحافظ الإلكترونية وربط الحسابات المصرفية بالمنصات التجارية، بما يسهم في تعزيز ثقة المستهلكين وتشجيعهم على التحول من المعاملات التقليدية إلى الرقمية، الأمر الذي يفتح آفاقًا أوسع لنمو الاقتصاد الرقمي في المنطقة.

حنان رمسيس: البنوك المصرية تقود ثورة في الخدمات الرقمية

أكدت الدكتورة حنان رمسيس، خبير أسواق المال، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بملف الدفع الإلكتروني والحلول المبتكرة والشمول المالي، باعتبارها من الركائز الأساسية لتطوير المنظومة المصرفية والمالية، وأن البنوك المصرية تلعب دورًا محوريًا في دعم هذه المنظومة عبر توفير أدوات حديثة مثل نقاط البيع والمحافظ الإلكترونية، إلى جانب تطوير البنية التحتية لأنظمة الدفع، وتعزيز الخدمات الرقمية والتوسع في بطاقات الائتمان بما يخدم استراتيجية الشمول المالي والتحول الرقمي.

الأنظمة الرقمية

وأضافت خبير أسواق المال، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن مزايا الدفع الإلكتروني عديدة، أبرزها تقليل الضغط على فروع البنوك، وسرعة إتمام المعاملات، فضلاً عن تقليص مخاطر الرشوة والإكراميات بفضل الاعتماد على الأنظمة الرقمية، وأن هذه المنظومة أسهمت في خلق شبكة تجارة إلكترونية متكاملة، سهلت النفاذ إلى الأسواق المحلية والخارجية، كما دعمت عمليات التداول في البورصة والاستثمار بشكل عام من خلال توفير بيئة أكثر شفافية وربط المتعاملين بنظم إلكترونية تتيح التعرف على مراكزهم المالية بدقة.

البنية التحتية التكنولوجية

أوضحت “رمسيس”، أن هناك تحديات لا يمكن تجاهلها، في مقدمتها ضعف الوعي المالي والرقمي لدى بعض الفئات، خصوصًا كبار السن وسكان القرى، إلى جانب قصور البنية التحتية التكنولوجية في بعض المناطق، مما يعرقل تبادل البيانات ويؤدي إلى أعطال متكررة في الشبكات، وأن محدودية ماكينات الصراف الآلي في المحافظات، خاصة في القاهرة الكبرى، يشكل عائقًا أمام انتشار أوسع للتقنيات المالية الحديثة.

المنظومة الرقمية

حذرت “رمسيس”، من المخاطر الأمنية المرتبطة بالقرصنة الإلكترونية والاحتيال، حيث يستغل بعض المحتالين قنوات التواصل لإيقاع العملاء في شباكهم والحصول على بيانات بطاقاتهم، وهو ما يؤدي إلى اهتزاز الثقة بين المستخدمين والمنظومة الرقمية، وأن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهودًا متكاملة من القطاعين العام والخاص، لضمان توفير خدمات مالية مبتكرة وآمنة وسهلة الاستخدام.

تعزيز الشمول المالي

أشادت “رمسيس”، بدور شركات الدفع الإلكتروني مثل "فوري" و"إنستاباي"، وما وفرته من حلول عملية ومرنة للمستخدمين، مشيرة إلى أن الاهتمام بتحويلات المصريين بالخارج وربطها بأنظمة سهلة الاستخدام يعد من أبرز خطوات تعزيز الشمول المالي، وأن تعزيز الثقة، وتطوير الشبكات المعلوماتية، وتأمينها ضد القرصنة السيبرانية، هي مفاتيح نجاح هذه المنظومة، بما يعود بالنفع على المواطن والدولة معًا من خلال اختصار الوقت والجهد والمال.

ماجد فهمي: المدفوعات الإلكترونية المحرك الرئيسي للتجارة الإلكترونية

قال ماجد فهمي، رئيس مجلس الإدارة الأسبق لبنك التنمية الصناعية، إن المدفوعات الإلكترونية أصبحت المحرك الرئيسي لانتشار التجارة الإلكترونية في مصر، وأن أي عملية شراء عبر الإنترنت لم تعد تعتمد على الدفع عند الاستلام كما كان يحدث سابقاً، وإنما أصبح الكثير من عمليات الشراء أونلاين مرتبطاً بشكل مباشر بالمنظومة البنكية.

تسهيل حركة البيع والشراء

وأضاف رئيس مجلس الإدارة الأسبق لبنك التنمية الصناعية، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن وسائل مثل بطاقات الائتمان والخصم المباشر، إلى جانب التطبيقات الحديثة مثل "إنستاباي" و"آبل باي"، ساعدت على تسهيل حركة البيع والشراء، وأتاحت للمستهلكين والتجار وسيلة دفع أكثر سرعة وأماناً.

دعم وتوسيع نطاق التجارة الإلكترونية

وأوضح "فهمي"، أن تطبيق "إنستاباي" يمثل خطوة متقدمة في هذا المجال، حيث بدأ عدد متزايد من المحلات والمتاجر يشجع العملاء على استخدامه في بعض الأحيان كبديل للدفع النقدي أو حتى بطاقات الخصم المباشر، وهو ما يعكس كيف ساهمت البنوك في دعم وتوسيع نطاق التجارة الإلكترونية.

التعاملات المصرفية

وأشار "فهمي"، إلى أن هناك تحديات ما زالت تواجه هذه المنظومة، أبرزها أن قطاعاً كبيراً من الاقتصاد الموازي لا يزال خارج نطاق التعاملات المصرفية، خصوصاً في القرى والمناطق الريفية، حيث يظل الدفع النقدي هو الوسيلة الأكثر انتشاراً.

تعزيز الشمول المالي

حذر "فهمي"، من أن الهجمات الإلكترونية والاختراقات تمثل خطراً يتطلب من البنوك الاستثمار المستمر في أنظمة تأمين وحماية قوية لمواجهة تزايد نشاط الهاكرز محلياً وخارجياً، وأن تعزيز الشمول المالي هو المدخل الأساسي لتجاوز هذه التحديات، إذ أن ضم أكبر عدد من المواطنين إلى الاقتصاد الرسمي يسهل مهمة البنوك ويمنح التجارة الإلكترونية فرصة أكبر للنمو.

استخدام الدفع الإلكتروني

وأشاد "فهمي"، بالجهود التي تبذلها الدولة حالياً في هذا الإطار من خلال إلزام المواطنين باستخدام الدفع الإلكتروني في بعض المعاملات الحكومية مثل تراخيص السيارات وخدمات الشهر العقاري، معتبراً أن هذه الخطوات تمثل دعماً مباشراً للثقافة المصرفية وتشجع المواطنين على التعامل عبر القنوات الرسمية.

بناء اقتصاد رقمي متكامل

وقال "فهمي"، إن تحقيق الشمول المالي يتطلب مزيداً من الانتشار الجغرافي للبنوك في المحافظات والمناطق البعيدة، وتكثيف الحملات الإعلامية والتوعوية التي تقرب البنوك من المواطنين وتدفعهم إلى الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية بشكل أوسع، وهذه مسؤولية مشتركة بين البنوك وأجهزة الدولة من أجل بناء اقتصاد رقمي متكامل.