استثمار عالمي يتجاوز الـ90 مليار دولار سنويًا، الألماس الصناعي بين النُدرة والابتكار

الجمعة، 12 سبتمبر 2025 11:23 ص

الألماس الصناعي

محمد السيد

تشهد صناعة الألماس العالمية، تحولًا غير مسبوق، يعكس تغيرًا عميقًا في مفهوم القيمة والفخامة، فالسوق لم تعد تسير في اتجاه واحد كما كان الحال لعقود، بل انقسمت إلى مسارين متوازيين، يعكسان صراعًا بين طبيعة الندرة التي ميّزت الألماس الطبيعي لقرون، والوفرة التي جاء بها الألماس المصنَّع المدعوم بالتكنولوجيا الحديثة، وهذه الثنائية، تفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمجوهرات، وتضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل صناعة تجاوز حجمها العالمي 90 مليار دولار سنويًا.

سلعة معيارية قابلة للتداول

يمضي الألماس المصنَّع بخطى متسارعة ليأخذ مكانه كسلعة معيارية قابلة للتداول مثل الذهب أو الفضة، فالتطورات التكنولوجية باتت تتيح إنتاج قطع عالية الجودة تكاد تتطابق مع الألماس الطبيعي في الشكل والبريق، بل وتتجاوزه أحيانًا بما توفره من ألوان مبتكرة وأحجام دقيقة مصممة وفق الطلب، هذا التطور يفتح المجال أمام انتشار أوسع للألماس، حيث يصبح في متناول شرائح جديدة من المستهلكين، ويتحول من رفاهية نخبوية إلى خيار يومي أقرب إلى الموضة المعاصرة.

الألماس الطبيعي

يظل الألماس الطبيعي متمسكًا بمكانته التاريخية كرمز للندرة والتميز، وشركات التعدين العالمية تدرك أن الحفاظ على هذه الصورة هو مفتاح بقائه، ولذلك تستثمر بقوة في حملات تسويقية تبرز أصالته وقيمته العاطفية الممتدة عبر الأجيال، هنا يتحول الألماس إلى أكثر من مجرد حجر كريم، إذ يُقدَّم كاستثمار رمزي يحمل معنى الاستمرارية والخلود، يستهدف فئة محدودة تبحث عن الحصرية، مستعدة لدفع فروق سعرية كبيرة مقابل امتلاك ما لا يمكن تكراره.

الألماس الطبيعي ينتمي إلى اقتصاد الندرة

لكن جوهر القضية يتجاوز الفارق بين الطبيعي والمصنَّع، ليكشف عن تحولات اقتصادية وفكرية أوسع، فالألماس الطبيعي ينتمي إلى اقتصاد الندرة، حيث تُستمد القيمة من محدودية الموارد ومن كونها عصية على الاستبدال، تماماً كما هو الحال مع الذهب والنفط، أما الألماس المصنَّع، فيمثل اقتصاد الوفرة الذي يقوم على قدرة التكنولوجيا على إعادة إنتاج الجمال بلا حدود، في صورة تعكس الثورة الرقمية التي غيرت شكل قطاعات بأكملها، من العملات المشفرة التي تنافس الذهب، إلى المنتجات الرقمية التي أعادت تعريف معنى الملكية والقيمة.

صناعة الألماس نموذجًا للصراع عالمي

وفي ظل هذا المشهد المزدوج، تصبح صناعة الألماس نموذجًا مصغرًا لصراع عالمي أكبر بين الماضي والمستقبل، وبين ما هو فريد لا يُستبدل وما هو متجدد لا ينتهي، ومع استمرار الطلب العالمي وتوسع نطاق الإنتاج، يبدو أن الصناعة ماضية نحو مرحلة جديدة تعيد صياغة معنى الفخامة، وتجعل الألماس رمزًا لعصر يتأرجح بين الأصالة والابتكار، بين الرغبة في امتلاك ما لا يتكرر، والبحث عن جمال يمكن صناعته بلا قيود.

انهيار صناعة الألماس، 82 مليار دولار في مهب الريح والبداية من روسيا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.