خبيرة مصرفية: قوة الأسطول التجاري لمصر ركيزة اقتصادية لتعزيز النفاذ للأسواق عالميًا

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 07:11 م

الصناعة- أرشيفية

قالت الدكتورة شيماء وجيه، الخبيرة الاقتصادية والمصرفية، إنه في ظل التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، لم يعد امتلاك قاعدة صناعية واسعة شرطًا كافيًا لتحقيق النمو المستدام، بل أصبح استكمال حلقات الإنتاج وتعميق التصنيع المحلي هو الفيصل الحقيقي في تعظيم القيمة المضافة وتعزيز القدرة التنافسية ومن هذا المنطلق، تبرز فرص التكامل الصناعي بين مصر وقطر كنموذج متقدم للتعاون الاقتصادي العربي القائم على تبادل المزايا النسبية، لا على التنافس التقليدي.

وأشارت "وجيه" في تصريحات لـ"إيجي إن"، إلى أن مصر تمتلك بنية صناعية راسخة في قطاعات استراتيجية مثل الألومنيوم، والسيارات، والمنسوجات، وهي قطاعات تشكل أعمدة رئيسية لأي اقتصاد صناعي متقدم غير أن التحدي الحقيقي لا يكمن في حجم الإنتاج، بل في اكتمال السلسلة الصناعية، إذ لا تزال بعض المدخلات والمكونات الأساسية مستوردة، و هو ما يقلل من القيمة المضافة المحلية ويجعل الصناعة عرضة لتقلبات سلاسل الإمداد العالمية.

الانتقال من تدفقات رأس المال إلى شراكات إنتاجية حقيقية

وأضافت الخبيرة الاقتصادية أن التحول نحو مشروعات تكاملية مصرية قطرية يعكس فهمًا متقدمًا لطبيعة المرحلة الراهنة، التي تتطلب الانتقال من تدفقات رأس المال فقط إلى شراكات إنتاجية حقيقية، موضحة أن الصناعات الوسيطة، مثل مكونات السيارات، ومنتجات الألومنيوم نصف المصنعة، والمدخلات النسيجية المتقدمة، تمثل نقطة التقاء مثالية بين القدرات التصنيعية المصرية والإمكانات التمويلية والخبرات التشغيلية القطرية.

وقالت إن التركيز على استكمال الحلقات الإنتاجية لا يرفع فقط من نسب المكون المحلي، بل يسهم في نقل التكنولوجيا، وبناء قدرات الموردين المحليين، وتحسين أوضاع ميزان المدفوعات، و يساعد في خلق فرص عمل نوعية كما أنه يعزز من قدرة المنتجات النهائية على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية، بدل الاكتفاء بدور التجميع أو الإنتاج منخفض القيمة.

استيعاب أحجام ضخمة من التجارة

وتابعت: لا يمكن فصل التكامل الصناعي عن التطور الكبير في منظومة النقل واللوجستيات ، فامتلاك شبكة موانئ متطورة، وممرات ملاحية عميقة، ومحطات حاويات قادرة على استيعاب أحجام ضخمة من التجارة، يمثل رافعة أساسية للتصنيع المشترك، فكلما انخفضت تكلفة النقل وزادت كفاءة المناولة، ارتفعت جاذبية الاستثمار الصناعي طويل الأجل.

تعزيز الأمن الصناعي والغذائي

وأوضحت أن الاقتصاد العالمي أثبت خلال السنوات الأخيرة هشاشة سلاسل الإمداد الممتدة ومن هنا يصبح بناء سلاسل إمداد إقليمية بين مصر وقطر خطوة استراتيجية لتقليل المخاطر، وضمان استقرار تدفقات المدخلات الصناعية، وتعزيز الأمن الصناعي والغذائي والطاقة في المنطقة.

الأسطول التجاري والتكامل البحري

لفتت الدكتورة شيماء وجيه، الخبيرة الاقتصادية والمصرفية، إلى أن استعادة قوة الأسطول التجاري لا تمثل مجرد مشروع نقل، بل أداة سيادية واقتصادية لتعزيز النفاذ للأسواق، وخفض تكاليف الشحن، وتضمن تأمين نقل السلع الاستراتيجية، مؤكدة أنه عند تكامل هذا المسار مع مشروعات صناعية مشتركة، تتشكل منظومة متكاملة تربط الإنتاج بالتوزيع، وتمنح الشراكات الصناعية بعدًا استراتيجيًا طويل الأجل.

قوة صناعية إقليمية قادرة على المنافسة عالميًا

وواصلت أن التكامل الصناعي المصري القطري يقدم نموذجًا عربيًا مختلفًا، يقوم على الاستثمار المنتج لا المالي فقط، وعلى الشراكة لا التملك المنفرد، كما يعتمد على تعظيم القيمة داخل الإقليم بدلا من تصديرها خارجه وهو نموذج إذا ما نجح، يمكن تعميمه على قطاعات ودول عربية أخرى.

واختتمت بالتأكيد على أن الفرص المتاحة أمام مصر وقطر لا تتعلق بزيادة حجم الاستثمارات فحسب، بل بإعادة تعريف طبيعتها ، فالمكسب الحقيقي يكمن في بناء صناعات مكتملة الحلقات، وسلاسل قيمة مترابطة، وبنية لوجستية داعمة، بما يحول التعاون الثنائي إلى قوة صناعية إقليمية قادرة على المنافسة عالميًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.