-
خلل فني يسبب حريق، استدعاء 18 ألف سيارة «جيلي إمجراند» من 3 موديلات
-
«Garmin» تطلق ساعة «Fenix 8 Pro» بميزات رائجة وسعر مرتفع، تفاصيل
-
العناصر الأرضية النادرة والتحول الأخضر، كيف تعيد تشكيل صناعة السيارات الكهربائية وأسواق المعادن؟
-
صناديق الثروة السيادية، الأداة الأولى لتنويع الإيرادات وتحقيق التنمية المستدامة
مليارات مهدرة على الرمال، قصة منتجع سياحي عالمي فاخر يواجه العزلة الدولية
الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025 12:30 م

كوريا
على شواطئ خليج وونسان-كالما في كوريا الشمالية، يقف منتجع فاخر ضخم كرمز لطموحات النظام في تطوير قطاع السياحة وجذب العملات الأجنبية، حيث تم تصميمه ليكون بمثابة "هاواي جديدة" في شرق آسيا، ويضم منتجعات فاخرة، مسابح أولمبية، مطاعم عالمية، وممشى ساحلي ممتد.
ومع ذلك، تكشف زيارة الموقع ومتابعة التقارير الدولية عن واقع متناقض، منتجع ملياري يهدف لتعزيز الاقتصاد لكنه يظل شبه خالٍ من الزوار الدوليين، نتيجة العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، بالإضافة إلى القيود الصارمة على دخول الأجانب.
ويبرز منتجع وونسان-كالما حالة كوريا الشمالية الاقتصادية والاجتماعية، ومحاولات النظام في تصوير نفسه كواجهة حديثة وجاذبة للاستثمار والسياحة.
ويعكس ذلك الواقع محدودية الانفتاح والفشل في استقستقطاب أعداد كبيرة من السياح، ليصبح المشروع مثالًا على التباين بين المظاهر الفاخرة والقيود العملية في بلد معزول.

وبني هذا المنتجع الفاخر، بتوجيه مباشر من الرئيس الكوري، كيم جونغ أون، في مسعى لتحفيز السياحة وجذب العملات الصعبة، ولكن الغريب في الأمر أن هذه المنشآت المليارية تكاد تخلو من السياح، مما يعكس واقعًا صعبًا لقطاع السياحة في البلاد المعزولة، وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية.
مشروع استعراضي لتحفيز الاقتصاد المحلي
ووأوضح التقرير، أن كان منتجع وونسان-كالما، الذي افتتح في يونيو الماضي، جزءًا من خطط كيم جونغ أون، لتطوير قطاع السياحة وتحقيق الانفتاح الاقتصادي، خصوصًا مع محاولة جذب العملة الأجنبية.
وأشار إلى أنه في البداية، تم تصوير المنتجع كعلامة على التحول والانفتاح في كوريا الشمالية، حيث كان يروج له بوصفه رمزًا للحداثة، لكن الأمور لا تبدو كذلك على أرض الواقع.
العزلة الدولية وتداعيات العقوبات الاقتصادية
في قلب هذا المشروع الضخم، الذي كلف مليارات الدولارات، لا يزال المنتجع يواجه عزلة دولية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية.
ورغم أن النظام يعتمد على السياحة كأداة لدعم الاقتصاد، إلا أن هذا القطاع لا يزال يعاني من الخناق بسبب التوترات السياسية والعقوبات الاقتصادية، ما يعكس عجزه عن جذب أعداد كبيرة من السياح الدوليين.
شواطئ فارغة ومجموعات سياحية محدودة
المفارقة الكبرى هي أن الشواطئ الواسعة والمرافق الفاخرة في منتجع وونسان-كالما تكاد تكون خالية من الزوار.
وفقًا لشهادات بعض الزوار، منهم داريا زوبكوفا، الطبيبة البيطرية الروسية التي كانت من أول مجموعة أجنبية تزور المنتجع بعد جائحة كوفيد-19، فقد كان المنتجع شبه خالي من السياح باستثناء بعض المجموعات الروسية، وكان عددهم ما يقرب الـ 15 شخصًا.
وعلى الرغم من المرافق الفاخرة، بالإضافة إلى المسابح والمطاعم الفاخرة، ظل المنتجع خاليًا لأغلب الوقت من الزوار الدوليين.

الإجراءات الصحية والواقع الصارم
على الرغم من الخدمات المميزة التي قدمها الموظفون، وتوفير أدوات خاصة للنزلاء في غرفهم، إلا أن إجراءات كوفيد-19 كانت صارمة، وكان هناك فصل دقيق بين السياح المحليين والأجانب، ومنع الأجانب من الوصول إلى العديد من الأماكن في المنتجع، بالإضافة إلى الحدائق المائية والمناطق المحلية التي كانت مكتظة بالسكان.
القيود على السياحة الدولية.. عزلة دولية مستمرة
ولفت التقرير إلى أن رغم الجهود المبذولة لفتح أبواب المنتجع أمام السياح الدوليين، فإن الوضع لا يزال محكومًا بصرامة، وأشار الواقع إلى أن الزيارة تقتصر على مجموعات قليلة من السياح الروس الذين يُسمح لهم بزيارة المكان في ظروف مراقبة دقيقة.
كما أن الزوار الغربيين والصينيين لا يزالون ممنوعين من دخول كوريا الشمالية، مما يعكس عزلة دولية مستمرة على الرغم من الترويج لهذا المنتجع الكبير كمحور جذب سياحي دولي.
إظهار القوة والمظاهر للمنتجع في بيئة معزولة
ويقدم المنتجع، الذي كان من المفترض أن يكون بمثابة واجهة للعالم ويعكس انفتاح كوريا الشمالية، في الواقع صورة معزولة تمامًا.
وأشار التقرير إلى أن الإعلام الرسمي، سلط الضوء على هذا المنتجع، وعلى الرغم من أنه رمز للتقدم الاقتصادي إلا أن الواقع على الأرض يعكس فشل هذا التوجه، كما أن الصور والفيديوهات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، له تظهر فراغ الأماكن، وهو ما يبرز غياب الزوار الدوليين، وفقًا لـ CNN.
ونشرت عدد من مقاطع الفيديو، على موقع التواصل الاجتماعي الخاص بالصور، انستجرام، أظهرت صفوف فارغة من الكبائن على الشاطئ وحافلات من دون ركوب، وقاعة طعام خاصة بالولائم الكبيرة لكنها لم تخدم سوى عدد قليل من السياح.

بيونج يانج.. نموذج آخر للحياة المزدوجة
بينما يسعى النظام في كوريا الشمالية تعيد ابتار نفسها كوجهة استوائية، ولتقديم صورة عصرية وحياة مرموقة للزوار الأجانب في بيونج يانج، فإن هذه الحياة تقتصر على فئة محدودة جدًا.
كما يواجه الأجانب، في شوارع المدينة مجموعة من العلامات التجارية الغريبة المقلدة، مصل مقهي "ستاربكس" ويصل سعر الكابيتشينو فيه إلى 8 دولارات، ومتجر للأثاث يسميه الطلاب الصينين «إيكيا الكورية الشمالية» ومعرض خاص بالهواتف يشبه متجر آبل وتباع الأجهزة فيه بمئات الدولارات.
وفي تجربة آخرى لأحد الزوار للمدينة، قال السائح السويدي، يوهان نيلاندر وابنه، معلقا على العلامات التجارية الغريبة ووجود الهواتف بكثرة وحتى في الأكشاك بالشوارع، وأنهم يدفعون عبر QR Codes.
وأضاف السائح السويدي، أن وجود QR Codes في بلد معزولة عن النظام العالمي، يبدو وكأنه أمر سريالي.
ورغم تواجد العلامات التجارية الغربية المقلدة، مثل "هيرميس" و"جوتشي"، وحتى مقاهي تستوحي اسمها من "ستاربكس ريزيرف"، إلا أن هذه المظاهر تقتصر على النخب السياسية والاقتصادية، كما أنه في نفس الوقت، يظل غالبية الشعب الكوري الشمالي بعيدًا عن هذا الرفاهية.
ماراثون مدينة بيونج يانج.. نافذة نادرة على الحياة اليومية
يعد ماراثون مدينة بيونج يانج أحد المناسبات النادرة التي تسمح للسياح الأجانب بالتعرف على الحياة اليومية في كوريا الشمالية، وعلى الرغم من توقف الحدث خلال جائحة كوفيد-19، إلا أن السلطات في كوريا الشمالية قررت فتح الماراثون في 2025.
ويرى كيم شريان، أن قطاع السياحة يعد شريان حياة لجذب العملة الأجنبية وتحسين صورة بلاده، وخاصة أنه من القطاعات القليلة الغير متأثرة بعقوبات الولايات المتحدة.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن قيودًا شديدة على دخول الأجانب فرضت في السنوات الأخيرة، مع زيادة قلق السلطات بشأن الصور التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
منتجع فاخر في واقع معزول
من خلال مشروع منتجع "وونسان-كالما"، تبدو كوريا الشمالية وكأنها تحاول تقديم صورة حديثة للنظام، بمرافق سياحية رائعة تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي والسياح.
وتظل هذه المبادرة محاصرة بالعزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية، ويبدو أن مشروع المنتجع، رغم الضخامة المالية له، يعكس أكثر من أي وقت مضى حالة الفشل في تحقيق الانفتاح الاقتصادي الفعلي.
اقرأ أيضًا:
مراسي البحر الأحمر وصفقات بـ 54 مليار دولار، دفعة قوية للسياحة والاقتصاد (تفاصيل)
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
منتجع فاخر في قلب القيود.. لماذا فشل كيم جونغ أون في جذب السياح؟
كوريا الشمالية تفتتح "جنة سياحية" خالية.. الفخامة تصطدم بالعقوبات
من الداخل: منتجع وونسان-كالما الفاخر.. صورة حديثة لبلد معزول
السياحة الكورية الشمالية بين الطموح والعزلة.. تجربة واقعية من وونسان-كالما
شواطئ فارغة ومليارات ضائعة.. قصة منتجع وونسان-كالما
كوريا الشمالية تستعرض الفخامة.. لكن منتجعها السياحي بلا سياح
تقرير CNN: منتجع "وونسان-كالما" رمز للحداثة في بلد محاصر بالعقوبات
بين المظاهر الفاخرة والواقع الصارم.. وونسان-كالما يكشف مفارقات كوريا الشمالية
Short Url
مبيعات تسلا تنهار، ومجلس الإدارة يكافئ إيلون ماسك بتريليون دولار، ماذا يحدث؟
11 سبتمبر 2025 01:34 م
من يقود السباق؟ الحصة السوقية لروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي في عام 2025
10 سبتمبر 2025 10:06 ص
المنازل الذكية، راحة بتكلفة مرتفعة.. وتحديات أمنية غير مرئية
09 سبتمبر 2025 09:38 م
أكثر الكلمات انتشاراً