كيف يمنع الذكاء الاصطناعي الكوارث الجوية والبحرية؟

الأحد، 07 سبتمبر 2025 02:10 م

الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

لم يعد تأمين الملاحة البحرية والجوية مهمة تقليدية تعتمد فقط على خبرة الطواقم البشرية، بل أصبح الذكاء الاصطناعي لاعباً رئيسياً في رسم معايير الأمان، فوفقاً لدراسة صادرة عن شركة لوكهيد مارتن الأميركية، فإن أنظمة الاتصال المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بالحوادث قبل وقوعها بدقة تصل إلى 85%، وهو ما يضعها في صدارة تقنيات حماية الأرواح في البحر والجو.

تطوير أقمار صناعية صغيرة لتوفير اتصالات مستقرة للسفن

في البحار، تعتمد أنظمة الاتصالات الحديثة على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات حركة أكثر من 50 ألف سفينة تجارية حول العالم، شركات مثل Marlink النرويجية تضخ استثمارات ضخمة بلغت 180 مليون يورو في تطوير أقمار صناعية صغيرة لتوفير اتصالات مستقرة للسفن في المحيطات، مما يسمح بتفادي الاصطدامات ومراقبة مسارات الشحن بدقة غير مسبوقة، وقد ساهمت هذه الأنظمة في تقليل تكاليف الحوادث البحرية التي كانت تكبد شركات الشحن نحو 1.5 مليار دولار سنوياً.

الذكاء الاصطناعي جزءاً من أنظمة الاتصالات في الطائرات الحديثة

وفي الجو، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من أنظمة الاتصالات في الطائرات الحديثة مثل إيرباص A350 وبوينج 787، حيث تقوم هذه الأنظمة بتحليل بيانات الطقس والمسارات الجوية بشكل لحظي، وتشير بيانات وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) إلى أن الحوادث الجوية انخفضت بنسبة 22% بين عامي 2020 و2024 بفضل دمج تقنيات الاتصالات الذكية، كما أن شركات الاتصالات مثل Iridium Communications الأميركية تستثمر في نشر شبكات أقمار صناعية جديدة بقيمة 3 مليارات دولار لتوسيع تغطية الاتصالات للطائرات فوق المحيطات والمناطق النائية.

تحسين الكفاءة التشغيلية

الذكاء الاصطناعي لا يحمي فقط من الحوادث، بل يسهم أيضاً في تحسين الكفاءة التشغيلية، فوفقاً لإحصاءات حديثة، وفرت شركات الطيران ما يزيد عن 4 مليارات دولار سنوياً نتيجة تقليل استهلاك الوقود بفضل المسارات المحسوبة بواسطة أنظمة الاتصالات الذكية، بينما تمكنت شركات الشحن البحري من تقليل زمن الرحلات بنحو 15%، وهو ما انعكس على أسعار النقل العالمية.