الإيرادات المرتفعة لا تكفي، السر وراء تراجع أرباح الشركات
السبت، 06 سبتمبر 2025 12:19 م

حساب الأرباح
نفيسه محمود
هناك خطأ شائع وهو الاعتقاد بأن الإيرادات هي نفسها الأرباح، فالإيرادات هي إجمالي الدخل الناتج عن بيع منتجات الشركة أو خدماتها وغالبًا ما تسمى بالمبيعات، أما الربح فهو مقدار الدخل المتبقي من الإيرادات بعد خصم جميع نفقات الشركة، ويتم تعريف الربح باسم صافي الربح، لذلك يمكن للشركة أن ترتفع إيراداتها وأيضًا تتعرض لخسائر في نفس الوقت.

ماهي الإيرادات وما الذي يؤثر عليها؟
الإيرادات كما ذكرنا سابقًا هي إجمالي الدخل الذي تحصل عليه الشركة بدون خصم أي مصاريف، وتعرف باسم ( الخط العلوي) لأن الشركة عندما تصدر قوائم مالية عن أدائها، يتم وضع الإيرادات كأول بند في قائمة الدخل.
ليس كل ما تجمعه الشركة يدخل تحت مسمى إيرادات، وإنما الدخل الناتج عن أعمال الشركة الأساسية هي فقط التي تعتبر إيرادات، فمثلًا إذا كانت الشركة لديها استثمارات خارجية أو شركات أخرى، لا يتم تصنيفهم كإيرادات، بمعنى إذا كان هناك شركة تبيع تلفزيونات وبجانب هذا التخصص، لديها عقارات تقوم بتأجيرها، في هذه الحالة تعتبر الإيرادات هي كل ما جمعته الشركة من بيع التلفزيونات، أما الدخل الناتج عن تأجير العقارات فيتم تصنيفه كدخل آخر للشركة.
وهناك عدة عوامل تؤثر على الإيرادات بشكل مباشر، فمثلًا نجد أن الإيرادات تزداد عندما يزداد الطلب على منتجات أو خدمات الشركة، وتنخفض عندما يقل الطلب، كما أن الإيرادات تتأثر بتسعير الشركة لخدماتها، فزيادة الأسعار قد تتسبب في انخفاض الطلب على منتجات الشركة وبالتبعية نجد انخفاض في الإيرادات، كما أن المنافسة بين الشركات تؤثر أيضًا على إيرادات الشركة، ولا ننسى أن الظروف الاقتصادية المتغيرة تؤثر بقوة على الإيرادات فقد تتسبب بفترة ركود نتيجة لانخفاض الإنفاق الاستهلاكي.
ماهو الربح ؟
يعرف الربح في القوائم المالية باسم (صافي الربح)، ويعرفه المتخصصون باسم ( الخط السفلي)، ويعتبر رأس المال المستقبلي للمؤسسة، ويوجد أنواع مختلفة من الربح، فمثلًا يوجد الربح الإجمالي، وربح التشغيل.
ويعرف الربح الإجمالي بأنه الإيرادات بعد خصم التكاليف سواء تكاليف الإنتاج أو تكاليف العمالة أو الديون أو غيرها من المصروفات، أما ربح التشغيل فهو الربح الإجمالي بعد خصم جميع النفقات الثابتة والمتغيرة المرتبطة بعملية التشغيل مثل إيجار المرافق، والمرتبات.
الأرباح بشكل عام هي جزء من الإيرادات، وبالتالي فإن كل ما يؤثر على الإيرادات بالتبعية يؤثر على الأرباح، ولكن إذا استطاعت الشركة تصنيع منتجاتها بكفاءة قد تزداد الأرباح دون أن تتأثر الإيرادات، ويرجع ذلك لأن تكاليف الإنتاج قد تكون انخفضت في حين أن أسعار شراء المنتجات ارتفعت، وفي هذه الحالة تزداد مكاسب الشركة.
ولكن قد تضطر الشركة إلى زيادة رأس مالها من خلال طرح أسهم للشركة، وفي هذه الحالة تتأثر الأرباح نتيجة توزيع جزء منها على المستثمرين الجدد.

كيف تستخدم الشركات هذه المعطيات في اتخاذ قراراتها المستقبلية؟
يتم استخدام توقعات الإيرادات لتحديد توقعات التصنيع لأن الكميات المتوقعة من السلع المباعة تحدد المخزون الذي يجب إنشاؤه فيما بعد، كما أن تحديد الربح يساعد الشركات على تحديد أفضل طريقة لتخصيص رأس المال المستقبلي، والاستثمار بكفاءة عندما تشير التوقعات إلى تحقيق أرباح قوية أو إنشاء خطط بديلة لتجنب إذا كانت التوقعات تشير لانخفاض الأرباح.
حساب نسبة الإيرادات إلى الأرباح
الإيرادات هي أول بند يتم كتابته في القوائم المالية للشركات، أما صافي الربح فيتم كتابته في نهاية القائمة، ومابين المؤشرين يتم كتابة مصاريف التشغيل، والديون وغيرها من المصاريف، ويتم حساب صافي الربح كالتالي:
صافي الربح = (صافي) الإيرادات - تكلفة البضائع المباعة - النفقات التشغيلية - مصاريف الفوائد - الضرائب
إن تكلفة البضائع المباعة هي تكلفة إنتاج أو شراء المنتجات المباعة خلال الفترة الزمنية المحددة، وهي تشمل تكلفة المواد الخام والعمالة والتكاليف المباشرة الأخرى، وهذه النفقات لا تشمل التكاليف الإدارية المخصصة لتشغيل الأعمال، ويتم حساب إجمالي الربح، من خلال طرح تكلفة البضائع المباعة من إجمالي المبيعات.
أما بالنسبة للنفقات التشغيلية، فهي النفقات التي تشمل الإيجار، والمرافق، والرواتب، ونفقات التسويق ، والصيانة والإصلاحات، وضرائب العقارات ، وهذه التكاليف ضرورية لإدارة العمل، أما ربح التشغيل، فيتم احتسابه من خلال طرح مصاريف التشغيل من إجمالي الربح للوصول إليه.
مثال على الفرق بين الإيرادات والأرباح
في فبراير الماضي، أعلنت أمازون عن نتائج العام المالي 2024، حيث حققت الشركة صافي مبيعات من المنتجات بقيمة 272.31 مليار دولار، وحققت صافي مبيعات من الخدمات بقيمة 365.65 مليار دولار، بإجمالي صافي إيرادات وصل إلى 637.96 مليار دولار، بصافي ربح 59.25 مليار دولار فقط، ونلاحظ من خلال الفرق الشاسع بين صافي إيرادات الشركة، وصافي ربحها العام الماضي، أنه ليس بالضرورة عندما تكون الإيرادات مرتفعة أن يكون الربح أيضًا مرتفع، وإنما يعتمد الربح بشكل أساسي على مقدار تكلفة نفقات الشركة.

هل من الممكن أن يكون الربح أعلى من الإيرادات؟
الربح هم جزء من الإيرادات، لذلك دائما ما يكون الربح أقل من الإيرادات نتيجة لخصم نفقات وإلتزامات الشركة.
ماهو الأهم الربح أم الإيرادات؟
الاثنان مهمان، ولكن الربح يعطي صورة أكثر دقة عن وضع الشركة المالي، كما أنه يعتبر رأس المالي المستقبلي للشركة والذي تعتمد عليه الشركة في أعمالها القادمة.
اقرأ أيضًا:
«أولهم عربية»، أكبر 10 شركات عالميًا من حيث أرباح الإيرادات (إنفوجراف)
Nvidia تسجل مبيعات تاريخية مدفوعة بطفرة الذكاء الاصطناعي
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أزمة المصانع المتعثرة في مصر، الأسباب والحلول المقترحة
05 سبتمبر 2025 05:29 م
80 عامًا من إدارة الأزمات والبحث عن الاستدامة، رحلة مصر مع صندوق النقد
05 سبتمبر 2025 03:15 م
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الاقتصاد العربي.. هل نحن على أعتاب نقلة نوعية؟
04 سبتمبر 2025 02:41 م
أكثر الكلمات انتشاراً