بجذب استثمارات التكنولوجيا والفنون، المتاحف الرقمية تفتح أبواب الاقتصاد

الخميس، 04 سبتمبر 2025 12:48 م

تقنيات العرض التفاعلي

محمد السيد

يشهد قطاع الثقافة والفنون تحولًا نوعيًا مع صعود المتاحف الرقمية التي توظف تقنيات العرض التفاعلي والواقع المعزز لخلق تجارب فريدة للزوار، ففي الوقت الذي تراجعت فيه أعداد الزائرين للمتاحف التقليدية بنسبة تصل إلى 20% عالميًا بعد جائحة كورونا، سجلت المتاحف الرقمية نموًا متسارعًا جذب استثمارات بقيمة 2.5 مليار دولار خلال عام 2024 فقط، وفق تقارير أسواق الثقافة العالمية.

منصات اقتصادية قادرة على توليد عائدات

المتاحف الرقمية لم تعد مجرد قاعات عرض عبر الإنترنت، بل أصبحت منصات اقتصادية قادرة على توليد عائدات من التذاكر الافتراضية، وبيع الأعمال الفنية بنسخ رقمية عبر تقنيات NFTs، إضافة إلى تنظيم معارض دولية دون قيود جغرافية، في مصر بدأت تجارب رائدة مثل مشروع "المتحف القومي الافتراضي" الذي يسعى لعرض القطع الأثرية عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد، ما يتيح لجمهور عالمي من ملايين الأشخاص الوصول إلى الحضارة المصرية القديمة من منازلهم.

تطوير تجارب الواقع المعزز للمتاحف

الفرص الاستثمارية التي يخلقها هذا التحول تتجاوز حدود الثقافة والفنون، إذ دخلت شركات تقنية كبرى مثل ميتا وجوجل على خط تطوير تجارب الواقع المعزز للمتاحف، بينما ظهرت شركات ناشئة في المنطقة تستثمر في تطوير تطبيقات جولات افتراضية مدفوعة، وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق الواقع المعزز في قطاع الثقافة قد يتجاوز 12 مليار دولار بحلول 2030، ما يجعله أحد أكثر القطاعات جذبًا لرؤوس الأموال.

الثورة الرقمية تمثل فرصة لمصر لتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية عالمية

ويرى خبراء الاقتصاد الثقافي أن هذه الثورة الرقمية تمثل فرصة لمصر لتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية عالمية عبر بوابة التكنولوجيا، فمع ضخ استثمارات حكومية وخاصة في مشاريع التحول الرقمي بالمتاحف، يمكن للبلاد أن تضاعف عائداتها من السياحة الثقافية لتصل إلى 20 مليار دولار سنويًا خلال الأعوام الخمسة المقبلة، عبر الدمج بين الأثر التاريخي والتقنيات الحديثة.