«المثلث الذهبي»، قاطرة تنمية الصعيد نحو رؤية مصر 2030
الأربعاء، 27 أغسطس 2025 08:13 م

منطقة المثلث الذهبي
لم يعد الحديث عن التنمية في مصر مجرد شعارات أو خطط مؤجلة، بل تحول إلى مشروعات كبرى تتناثر على الخريطة من سيناء إلى الصعيد، ويبرز المثلث الذهبي من بين تلك المشروعات العملاقة كأحد أهم ركائز رؤية مصر 2030، إذ يمثل نموذجًا متكاملًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

يربط المشروع بين استغلال الثروات المعدنية، وتطوير الصناعة، وتعزيز السياحة والزراعة، في إطار مشروع قومي يستهدف إقليم الصعيد الذي ظل طويلًا بعيدًا عن دوائر الاستثمار.
موقع استراتيجي وثروات كامنة
يقع المشروع في قلب الصحراء الشرقية، بين قنا وسفاجا والقصير، على مساحة تصل إلى 2.2 مليون فدان، وهي مساحة كفيلة بخلق مدينة اقتصادية جديدة داخل الصعيد، والميزة الكبرى لهذه المنطقة أنها تختزن ما يقرب من 75% من الموارد المعدنية في مصر، من ذهب وفوسفات ونحاس، وحديد وجرانيت وفضة وزنك.
تمثل هذه الثروات، إذا أُحسن استغلالها، كنزًا اقتصاديًا يمكن أن يجعل المثلث الذهبي ليس فقط مشروعًا محليًا، بل مركزًا إقليميًا في التعدين والصناعات المرتبطة به.
ومن بين أهداف المثلث الذهبي، تخفيض الضغط السكاني، عن طريق توفير بنية تحتية تساهم في توجيه جزء من سكان وادي النيل للعيش في تلك المنطقة، إذ أنه من المتوقع أن تستوعب 2 مليون نسمة من السكان.
اقرأ أيضًا:
المثلث الذهبي خطوة هامة في نمو الاقتصاد المصري، تفاصيل
أبعاد اقتصادية وتنموية واسعة
المشروع الذي تقدر استثماراته بنحو 16.5 مليار دولار، يستهدف تحقيق عوائد سنوية تصل إلى 8 مليارات دولار، لكنه في جوهره يتجاوز الأرقام، إذ يسعى لإعادة صياغة الخريطة الاقتصادية للصعيد.
أولًا، عبر خفض الواردات وزيادة الصادرات من خلال تصنيع المواد الخام محليًا بدلًا من تصديرها خامًا.
ثانيًا، من خلال تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على الزراعة والسياحة فقط، بل خلق قاعدة صناعية وتعدينية جديدة.
ثالثًا، عبر خلق 350 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بما يساهم في خفض البطالة وتحسين مستويات المعيشة.

فرص استثمارية متعددة القطاعات
لا يقتصر مشروع المثلث الذهبي على التعدين فقط، بل يفتح آفاقًا واسعة أمام المستثمرين في عدة قطاعات، إذ يهدف المشروع إلى إنشاء 44 مصنع للفوسفات وصناعة الأسمنت والزجاج والرخام، والذهب، وكذا استغلال خام الذهب، لاحتواء المنطقة على 18 منجم ذهب، كما تم إنشاء 4 مصانع لاستغلال خام الذهب، ومصنع لتكريره، و3 مصانع للتعدين والمعالجة، بجانب استغلال خام الفوسفات، نظرًا لزيادة احتياطي الفوسفات في المنطقة إلى 200 مليون طن.
وبينما تتجه الدولة نحو زيادة الرقعة الزراعية بنسبة 25%، فإن المشروع يهدف إلى إنشاء 16 مصنعًا لإنتاج خام الفوسفات، و4 أخرى لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية،و4 مصانع لإنتاج حمض الفسفوريك، و8 للتعدين والمعالجة.
النقل واللوجستيات
نظرًا لما تملكه منطقة المشروع من موقع استراتيجي، وخاصةً طلته على البحر الأحمر، يهدف المثلث الذهبي إلى تطوير موانئ سفاجا والقصير والحمراوين وربطها بشبكات الطرق والسكك الحديدية، ما يحول المنطقة إلى بوابة رئيسية للأسواق الإفريقية والأسيوية.
السياحة
يهدف المشروع إلى استغلال المحميات الطبيعية مثل محمية وادي علبة، ومحمية وادي الدئيب، ومحمية أبرق، بجانب المواقع الأثرية وتحويلها إلى مقاصد سياحية بيئية وثقافية، وتتميز المنطقة الواقع بها المشروع بتربة خصبة قابلة للاستصلاح، مما يسمح بتأهيل مساحات واسعة وزراعة محاصيل استراتيجية تسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
الطاقة المتجددة
لم يتم إغفال قطاع الطاقة المتجددة في المشروع، إذ يهدف المشروع إنشاء محطات شمسية ورياح لدعم الصناعات وتلبية احتياجات السكان المتوقع أن يتجاوزوا مليوني نسمة.
_1787_064550.jpg)
تحديات ومتطلبات النجاح
لن يتحقق نجاح المثلث الذهبي تلقائيًا، بل يحتاج إلى مجموعة من المتطلبات الأساسية:
- توفير التمويل الكافي عبر شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص.
- تطوير البنية التحتية من طرق وموانئ وسكك حديدية.
- تقديم حوافز وضمانات استثمارية لجذب رأس المال المحلي والأجنبي.
- إعداد كوادر بشرية مؤهلة عبر برامج تدريب مهني مرتبطة باحتياجات المشروع.
- الاستقرار السياسي والاقتصادي كشرط ضروري لبناء ثقة المستثمرين.
اقرأ أيضًا:
«المثلث الذهبي» مستقبل واعد في قلب الصعيد (فيديو)
دروس من تجربة صينية
النموذج الأقرب لمشروع المثلث الذهبي، يمكن أن نجده في تجربة دلتا نهر اللؤلؤ بالصين، التي تحولت خلال أربعة عقود من قرى فقيرة إلى واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية في العالم.
لم يكن السر فقط في الموارد، بل في الإدارة الرشيدة، وتبني سياسات انفتاح، وتطوير بنية تحتية متكاملة، وجذب استثمارات أجنبية ضخمة، مع مراعاة الاستدامة البيئية والتحول الرقمي.

المثلث الذهبي، رهان المستقبل
إذا تمكنت مصر من تكرار هذه التجربة بما يتناسب مع خصوصيتها، فإن المثلث الذهبي يمكن أن يصبح قاطرة تنمية جديدة للصعيد، ومنطقة اقتصادية واعدة تسهم في رفع معدلات النمو، وتوليد فرص العمل، وتحقيق التكامل بين الصناعة والتعدين والسياحة والزراعة، إنه ليس مجرد مشروع على الورق، بل اختبار لقدرة الدولة على تحويل الموارد إلى ثروة، والرؤية إلى واقع.
وإذا ما تم إنجاز المشروع وفق الخطة الموضوعة له، فإن المثلث الذهبي سيكون أحد أبرز المشروعات التي تجسد عمليًا روح رؤية مصر 2030، وفقًا للتنمية المستدامة المتوازنة التي تصل إلى كل بقعة في أرض مصر.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تقاطع السياسة مع المال.. خطورة التدخل السياسي في عمل البنوك المركزية
27 أغسطس 2025 10:47 م
مصر تستورد بـ 4.9 مليون دولار، صادرات جوزة الطيب ترتفع بنسبة 9.5% في 2024
27 أغسطس 2025 12:19 م
الرسوم الجمركية.. دواء مُر يهدد الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل
27 أغسطس 2025 08:03 ص
أكثر الكلمات انتشاراً