قانون الرقائق بين بايدن وترامب، تنمية صناعية أم تصفية حسابات سياسية؟
الثلاثاء، 26 أغسطس 2025 11:21 ص

أشباه الموصلات
ميرنا البكري
يُعد القرار الأخير لوزارة التجارة الأمريكية بسحب إدارة صندوق أبحاث أشباه الموصلات من Natcast وتسليمها للمعهد الوطني للمقاييس والتكنولوجيا (NIST)، ليس إجراءً إداريًا فحسب، بل إشارة لصراع سياسي واقتصادي كبير يحدث داخل واشنطن حول قانون الرقائق والعلوم.
ويجمع هذا الصراع، بين المنافسة مع الصين في تكنولوجيا الرقائق، وبين تصفيات الحسابات السياسية بين إدارة بايدن السابقة، وإدارة ترامب الحالية.

قانون الرقائق والعلوم، وطموح بايدن الصناعي
وأطلقت إدارة بايدن في عام 2022، قانون الرقائق والعلوم، بهدف إعادة الولايات المتحدة لقمة صناعة أشباه الموصلات، كما خصصت 52.7 مليار دولار لدعم التصنيع والأبحاث، فضلًا عن أن جزءًا من الخطة كان إنشاء المركز الوطني لتطوير تكنولوجيا أشباه الموصلات، والذي تم تسليم إدارته لـNatcast، وهي مؤسسة غير ربحية.
وكانت الفكرة أن هذا الكيان، قد يكون شراكة بين القطاعين العام والخاص، بحيث يقود مشروعات إستراتيجية، مثل:- (منشأة بحث وتطوير في أريزونا (تفتتح 2028)، ومركز أبحاث في ألباني – نيويورك، والذي تم افتتاحه في يوليو 2025.
الاتهامات، "صندوق إنفاق" أم أداة تنمية صناعية؟
وتعتقد وزارة التجارة في عهد ترامب، أن Natcast لم تكن مؤسسة بحثية حقيقية، لكن أداة لتوزيع أموال دافعي الضرائب على المقربين من بايدن، ومحاولة للالتفاف على القانون الذي يمنع الوكالات الحكومية من إنشاء شركات، وأيضًا غياب الرقابة والمساءلة على إنفاق 7.4 مليارات دولار مخصصة للأبحاث.
كما قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، "إن (Natcast) لم تفعل شيء إلا إغناء أفراد وجهات مرتبطة ببايدن، من أموال الشعب".
التأثير الاقتصادي المباشر، وإعادة توزيع السلطة والموارد
ويُعد سحب الصندوق من Natcast وتسليمه لـNIST، تغييرًا لطريقة إدارة التمويل تمامًا، لذا سيكون هناك مزيد من الرقابة الحكومية المباشرة على المشروعات، مع احتمال إعادة ترتيب العقود مع الشركات والمراكز البحثية، فضلًا عن تعطيلٍ مؤقتٍ لبعض المشروعات البحثية، حتى تضع الإدارة الجديدة خطتها، الأمر الذي قد يؤثر على ثقة القطاع الخاص، والذي كان يرى أن الشراكات مع الكيانات المستقلة، أكثر مرونة من التعامل المباشر مع الحكومة.
البعد الجيوسياسي، وسباق مع الصين وكوريا وتايوان
أزمة (Natcast) لا تحدث في فراغ، فالعالم حاليًا في سباق محموم على السيطرة على تكنولوجيا الرقائق لذا حدث الآتي:-
- ضخت الصين استثمارات ضخمة في الرقائق بدعم حكومي.
- قادت كلًا من كوريا الجنوبية وتايوان سوق تصنيع الرقائق المتقدمة.
- حاولت أمريكا استرجاع سلاسل التوريد، وتقليل اعتمادها على أسيا.
وإذا أبطأت إعادة هيكلة إدارة الصندوق المشروعات، قد يُفتح ثغرة لمنافسي أمريكا، ليعززوا مكانتهم في السوق.
التوقعات، وسيناريوهات محتملة
- تسريع الإصلاح:- وذلك عن طريق اتباع NIST فرض إدارة صارمة وشفافة، وبالتالي يتم استكمال المشروعات لكن ببطءٍ نسبي، ما يعزز الثقة على المدى الطويل.
- التعطيل:- الصراع السياسي يطول، وتمويل المشروعات يتأخر، ما يقلل من تنافسية أمريكا في سوق الرقائق.
- الدمج مع القطاع الخاص:- حيث تعود الحكومة لإقامة شراكات جديدة مع شركات أمريكية كبرى، مثل:- (Intel - Micron) لكن بأسلوبٍ أكثر انضباطًا.
اقرأ أيضًا:-
ترامب يطلق رسومًَا جمركيةً أمريكيةً على أشباه المواصلات
أشباه الموصلات، المعركة الخفية للسيطرة على المستقبل

ختامًا، توضح أزمة Natcast، قدرة السياسة الأمريكية الداخلية للتأثير على أكبر الصناعات الإستراتيجية في العالم، وإذا استطاعت إدارة الصندوق الجديدة الموازنة بين الشفافية وسرعة التنفيذ، تستطيع أمريكا الحفاظ على مكانها في سباق الرقائق، لكن إذا استمر الصراع السياسي في استنزاف الموارد والزمن، فإن المنافسين الأسيويين لن ينتظروا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الوقود الأخضر في السماء، كيف يمكن للهيدروجين أن يغير قواعد لعبة الطيران؟
25 أغسطس 2025 06:21 م
السعودية تنافس، 9 مليارات دولار مبيعات صادرات لحم الضأن والخرفان عالميًا في 2024
25 أغسطس 2025 03:07 م
النفط يسير على حبل مشدود، بين هجمات أوكرانيا وتلميحات الفيدرالي
25 أغسطس 2025 03:02 م
أكثر الكلمات انتشاراً