أمازون تطرق أبواب التصدير في الهند، فرصة اقتصادية أم بوابة للاحتكار؟

الإثنين، 25 أغسطس 2025 06:14 م

أمازون

ميرنا البكري

أصبحت الهند ساحة مواجهة اقتصادية بين عمالقة التجارة الإلكترونية العالمية، وعلى رأسهم أمازون ووول مارت (مالكة فليبكارت)، وبين تجار التجزئة المحليين الصغار.

الخلاف ليس جديدًا، لكنه الآن دخل مرحلة حساسة، لأن أمازون تحاول الحصول على استثناء خاص للصادرات، يسمح لها بأن تشتري المنتجات مباشرة ً من البائعين الهنود وبيعها للأسواق الخارجية، بعيدًا عن القيود المحلية التي بتحمي التجار الصغيرين.

السؤال الآن، هل هذا سيكون دفعة للصادرات الهندية؟ أم تهديد للبنية التجارية المحلية؟

منصة CNN الاقتصادية | قوة الصادرات تقفز بقطاع الخدمات الهندي لأعلى مستوى في 11 شهراً — **الصادرات الهندية**

خلفية الصراع، قواعد الاستثمار الأجنبي

تحظر الهند على الشركات الأجنبية مثل أمازون و “وول مارت” أنها تخزن أو تبيع البضائع مباشرةً للمستهلكين، وتسمح لهم بالعمل كمنصات وسيطة تربط البائعين بالمشترين مقابل رسوم.

هذه القيود ليست على السوق المحلي، لكنها تشمل أيضًا الصادرات، وهذا ما تراه أمازون شايفاه عقبة، لأنها عايزة تشتري من المصدر وتصدر مباشرة، بدل ما تعتمد على بائعين كبار أو وسطاء.

خطة أمازون، دعم الصادرات أم توسيع النفوذ؟

عرضت أمازون في اجتماعها مع وزارة التجارة الهندية مبرراتها:-

1.الاستثناء سيساعد صغار البائعين للدخول إلى أسواق دولية بسهولة.

2.قد تسهل الشركة التخليص الجمركي وتفتح قنوات بيع جديدة خارج الهند.

مما قد يرفع صادرات البائعين الهنود، خاصةً في الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية.

منذ عام 2015، ساعدت أمازون في توليد 13 مليار دولار صادرات تراكمية، ومن المخطط أن يصل هذا الرقم لـ 80 مليار دولار بحلول 2030.

المعارضة، حماية السوق المحلي

رفضت 3 مجموعات صناعية كبرى (تمثل تجار التجزئة الصغار) المقترح تمامًا، وكانت أسباب الرفض حول الخوف من أن الاستثناء يصبح بوابة خلفية تعطي أمازون وفليبكارت فرصة تفضيل بائعين كبار وتقديم خصومات، وبالتالي إقصاء الشركات الصغيرة.

وتاريخ طويل من اتهامات لأمازون وفليبكارت بإضعاف المنافسة المحلية، والقلق من أن تصبح الصادرات ستار لبيع مباشر في السوق المحلي، مما يضر بالتجار.

السوق الهندي، الكعكة التي يريدها الكل

الهند لديها واحد من أسرع أسواق التجارة الإلكترونية نموًا في العالم، تبلغ قيمته 125 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن يصل لـ 345 مليار دولار في 2030، وهذه الأرقام كافية لتوضيح سبب خلف المنافسة شرسة، ولماذا أي تغيير في القواعد يشعل المعركة.

موقف الحكومة، الحذر قبل التغيير

حتى الآن، لا تحسم نيودلهي قرارها، لكنها واضحة في شرطها: أي استثناء للصادرات لابد أن يضمن فصل كامل بين السلع المخصصة للتصدير والسلع الموجهة للسوق المحلي، والهدف عدم دخول منتج للهند تحت ستار التصدير وبيعه للمستهلكين داخل البلاد.

التوقعات الاقتصادية

إذا تم الموافقة على استثناء أمازون، قد تأخذ الصادرات الهندية دفعة قوية، خاصةً في القطاعات الصغيرة والمتوسطة التي من الصعب عليها أن تصل لأسواق عالمية بمفردها.

لكن هذا سيأتي مع خطر زيادة تركز السوق على عدد محدود من الشركات العالمية، وبالتالي تراجع المنافسة المحلية.

على المدى الطويل، إذا استطاعت الحكومات وضع ضوابط صارمة، قد تستفيد الهند من الاستثمار الأجنبي في الصادرات دون أن تضرب التجار المحليين، وقد تستخدم أمازون نفسها التجربة الهندية كنموذج تكرره في أسواق نامية أخرى، تحديدًا في آسيا وأفريقيا.

عملاق التجارة الإلكترونية، كيف غيرت إمبراطورية أمازون قواعد اللعبة عالميًا؟

أمازون تضغط على الحكومة الهندية لإعفاء الصادرات من قواعد الاستثمار الأجنبي

تصل إلى 30 مليار دولار..60% من التجارة الإلكترونية في مصر لا تخضع للضرائب — **التجارة الإلكترونية**

ختامًا، هذا الملف ليس مجرد تعديل سياسة استثمار، لكنه اختبار لقدرة الهند على الموازنة بين الانفتاح الاقتصادي وحماية السوق المحلي، وأمازون تعتبر نفسها شريك في تعزيز الصادرات، والمجموعات المحلية تعتبره تهديد مباشر.

لا يحدد القرار النهائي مستقبل التجارة الإلكترونية في الهند، لكن أيضًا شكل علاقتها مع الشركات العالمية في السنوات المقبلة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.