الإثنين، 25 أغسطس 2025

08:30 م

كندا تنوع شركاءها الاقتصاديين، أوروبا على الطاولة وأمريكا في الخلفية

الإثنين، 25 أغسطس 2025 09:06 ص

كندا والولايات المتحدة وأوروبا

كندا والولايات المتحدة وأوروبا

 تتحرك كندا بقيادة رئيس وزرائها الجديد مارك كارني لإعادة رسم خريطة علاقاتها التجارية والاستراتيجية، في خضم مشهد جيوسياسي متغير وتصاعد الحمائية الاقتصادية، بعيدًا عن العباءة الأمريكية التقليدية.

مارك كارني

استراتيجية ما بعد واشنطن

تسعى كندا بشكل واضح إلى تنويع علاقاتها الاقتصادية والدفاعية، من خلال جولة أوروبية شملت بولندا وألمانيا ولاتفيا. 

وتهدف الزيارة إلى توسيع التعاون في مجالي الطاقة النووية والمعادن الحيوية، إلى جانب التزامات أمنية طويلة الأمد في أوروبا الشرقية، خاصة في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية.

هذا التوجه لا يمكن فصله عن العلاقة المعقدة بين أوتاوا وواشنطن، التي توترت مؤخرًا على خلفية رسوم جمركية وانتقادات لسياسات رقمية كندية كانت تستهدف شركات تكنولوجيا أمريكية.

الاقتصاد أولًا.. معادن وطاقة بديلة

في ألمانيا، تستعد كندا لتوقيع اتفاقيات في قطاع المعادن الأساسية، وهي خطوة استراتيجية بالنظر إلى تصاعد أهمية هذه المواد في التحول الطاقي وصناعة البطاريات. 

أما في بولندا، فالمراكز البحثية تتركز على الطاقة النووية، في ظل رغبة كندية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستقلالية الطاقية.

كندا، الغنية بالموارد، لا تبحث فقط عن أسواق لتصدير هذه الثروات، بل عن شراكات تقنية واستثمارية تسهم في تطوير البنية التحتية الخضراء وتحقيق هدفها في الحياد الكربوني.

كندا وأوروبا

أمن أوروبا.. فرصة دبلوماسية واستثمارية

زيارة كارني إلى قاعدة عسكرية كندية في لاتفيا، تأتي في سياق تعزيز مكانة كندا كحليف أوروبي موثوق، وليس مجرد تابع للولايات المتحدة في حلف الناتو. 

فمع تعاظم دور كندا في مهام مثل عملية الطمأنينة، تسعى أوتاوا لتوظيف هذا الالتزام العسكري في بناء علاقات اقتصادية طويلة الأمد مع الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضًا:

"ردًا على ترامب"، كندا تتخلى عن الرسوم الجمركية الانتقامية

ما الذي تغير في العلاقة مع أمريكا؟

في مقابل الانفتاح على أوروبا، تتخذ كندا خطوات مرنة ومتصالحة تجاه الولايات المتحدة، حيث ألغت ضريبة الخدمات الرقمية، وتراجعت عن عقوبات إضافية كانت تستهدف منتجات أمريكية.

لكن كارني، الذي فاز في الانتخابات تحت شعار مقاومة حمائية ترامب، لا يبدو مستعدًا للقبول الكامل، فقد أبقى على رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم الأمريكي، رغم أن واشنطن ضاعفت رسومها على نفس السلع الكندية إلى 50%.

وهذا يوضح مسارين متوازيين، التهدئة التكتيكية مع واشنطن، والانفكاك الاستراتيجي عنها عبر أوروبا، وكل ذلك يصب  في مصلحة كندا.

تبادل تجاري ضخم يصعب تجاهله

رغم التوترات، تظل العلاقات الاقتصادية بين كندا والولايات المتحدة من الأضخم عالميًا:

  • كندا أكبر سوق لصادرات 36 ولاية أمريكية
  • يوميًا، تتنقل سلع وخدمات بين البلدين بقيمة 2.7 مليار دولار
  • كندا تورد 60% من واردات أمريكا من النفط الخام، و85% من الكهرباء المستوردة

هذه الأرقام تضع قيودًا على أي قطيعة اقتصادية، وتجعل من الواقعية السياسية أمرًا حتميًا في تعامل أوتاوا مع واشنطن.

اقرأ أيضًا:

أزمة طيران كندا، تصعيد نقابي يهدد الاقتصاد والسياحة في ذروة الصيف

كندا تسير على حبل دبلوماسي مشدود

تسير كندا على حبل دبلوماسي مشدود، فمن جهة، تحاول الحفاظ على سوق أمريكي ضخم، ومن جهة أخرى، تفتح أبوابًا جديدة في أوروبا لتعزيز أمنها واستقلالها الاقتصادي. 

هذه المقاربة المتعددة المسارات تمثل تحولًا استراتيجيًا بعيد المدى، خاصة في ظل تصاعد القومية الاقتصادية عالميًا.

في ظل تقلبات السياسة الأمريكية وتزايد التحديات الجيوسياسية، تتحول كندا من تابع اقتصادي للولايات المتحدة إلى لاعب دولي مستقل يحجز لنفسه مكانًا على طاولة الكبار.

أوروبا أول الطريق، لكن الوجهة، استقلال اقتصادي وسياسي طويل الأمد.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search